اعتداء دورتموند.. إدانة واسعة وتضامن كبير مع النادي
١٢ أبريل ٢٠١٧
قالت المتحدثة باسم الادعاء العام فراوكه كولر في مدينة كارلسروه اليوم الأربعاء (12 نيسان/ أبريل2017) إن السلطات فتشت منزل المشتبه به المقبوض عليه ومنزل مشتبه به آخر ينتمي أيضا إلى الأوساط الإسلامية، بحسب ما أعلنت النيابة العامة الفدرالية الألمانية، حيث أكدت النيابة العامة للصحافيين أن التحقيق الجاري يتركز على مشتبهين بهما ينتميان إلى "التيار الإسلامي"، مشيرة إلى أنها "تنطلق من مبدأ أن هجوم الثلاثاء كان له دافع "إرهابي".
ووقعت مساء أمس الثلاثاء ثلاث تفجيرات استهدفت حافلة فريق بوروسيا دورتموند في مدينة دورتموند الألمانية قبيل مباراته مع فريق إيه إس موناكو الفرنسي.وبحسب بيانات المتحدثة، تم تزويد العبوات الناسفة الثلاث بمسامير معدنية شبيه بالقنابل المستخدمة في العراق وسوريا ، مضيفة أن أحد هذه المسامير اخترق مسند رأس أحد مقاعد الحافلة وكان يمكن أن يكون قاتلا لو أن أحدا كان يجلس بالمقعد . وذكرت المتحدثة أن قوة انفجار العبوات الناسفة زادت عن 100 متر، مشيرة إلى أن آلية التفجير ونوعية المواد المتفجرة تحت أيدى المسؤولين عن التحقيقات الجنائية حاليا.
وقالت المتحدثة إنه تم العثور على ثلاث رسائل بنفس النص في مكان الهجوم، مشيرة إلى أن تلك الرسائل تشير إلى إمكانية أن يكون هناك خلفية إسلاموية وراء الهجوم. وذكرت المتحدثة أن الرسائل تضمنت مطالب بسحب مقاتلات تورنادو التابعة للجيش الألماني من سوريا، وإغلاق القاعدة الجوية الأمريكية في منطقة رامشتاين الألمانية، مضيفة أن الخبراء يتولون فحص هذه الرسائل من منظور العلوم الإسلامية أيضا.
قاعدة رامشتاين الجوية
وكان براندون براينت، وهو قائد ألماني سابق لطائرات بدون طيار، قد أكد في تصريح صحفي قبل عامين للقناة التلفزيونية الألمانية الأولى أن ألمانيا تلعب دورا أكبر في حرب الطائرات بدون طيار أكثر مما هو معروف. وقال حينها: "دون ألمانيا لما كانت الحرب الأمريكية بطائرات بدون طيار ممكنة".
وأوضح الطيار في تصريح للقناة التلفزيونية الأولى أن جميع المعلومات ما بين الطائرة والفريق القائم على تسييرها على الأرض تمر عبر قاعدة رامشتاين الألمانية. كما أن القاعدة تعتبر محطة انطلاق للطائرات الأمريكية لضرب أهداف في أفغانستان والعراق واليمن.
كما أن تحقيقا سابقا لمجلة "دير شبيغل" الألمانية أكد في عام 2015 أن توجيه الطائرات الأمريكية بدون طيار يتم في قاعدة رامشتاين الجوية.
شكوك حول خلفية "يسارية" للهجوم
تجدر الإشارة إلى أن تقييما أوليا يشكك بصورة كبيرة في صحة رسالة نشرت على أحد المواقع الإلكترونية اليسارية ليلة أمس، والتي ادعت أن الهجوم ذو دوافع يسارية متطرفة.إلا أن صحيفة "زود دويتشيه تسايتونغ" أفادت الأربعاء أن الرسالة تذكر بالاعتداء الذي أوقع 12 قتيلا دهسا بشاحنة في سوق لعيد الميلاد ببرلين في كانون الأول/ديسمبر، وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق. وتشارك ألمانيا في تحالف دولي تقوده واشنطن ضد التنظيم الجهادي.
من جهتها أفادت صحيفة "بيلد" الألمانية الواسعة الانتشار أن الشرطة الألمانية تبحث أيضا عن سيارة مجهولة يرجح ان منفذي الاعتداء استخدموها. وأفادت الصحيفة أن السيارة تحمل لوحة تسجيل أجنبية، وان العبوات المستخدمة ربما كانت متفجرات اسطوانية صغيرة (على شكل أنبوب).ونشرت "بيلد" إعلانا على صفحة كاملة بلون النادي الأصفر والأسود، وعبارة "لن تسير لوحدك أبدا"، الأغنية الشهيرة لنادي ليفربول الانكليزي.
ميركل تدين
بدورها، أدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التفجيرات الثلاث التي استهدفت حافلة بروسيا دورتموند، أمس، وأدت إلى تأجيل مباراته مع موناكو في ربع نهائي دوري ابطال أوروبا، إلى مساء اليوم. وقال المتحدث باسم ميركل، شتيفان زايبرت، إن المستشارة الألمانية ترى أن ما حدث "فعل بغيض"، وقال المتحدث للصحافيين "على غرار سكان دورتموند وملايين الأشخاص الآخرين، صدمت المستشارة بنبأ الهجوم المروع ضد حافلة فريق بوروسيا دورتموند".وأكد أن المحققين "سيبذلون كل ما في وسعهم لايجاد المنفذين واحالتهم الى القضاء".
وتحدثت ميركل هاتفيا مع المدير التنفيذي لبروسيا دورتموند، هانز يواكيم فاتسكه، وتمنت "التوفيق" للنادي.وأكد زايبرت أن وزير الداخلية سيحضر المباراة ممثلا للحكومة، فيما لا تخطط المستشارة للحضور.
وعلى الرغم من تأكيد مسؤولي النادي أن اللاعبين سيكونون جاهزين لمباراة الأربعاء، حذر اللاعب السابق شتيفان فروند الذي أحرز مع النادي لقب دوري أبطال أوروبا عام 1997، بان الاعتداء سيترك أثرا. وقال "عندما يحدث اعتداء مباشر على حافلة الفريق، لا يتم نسيانه في اليوم التالي (...) ذهنيا ونفسيا الأمر صعب الاستيعاب".
شرطة مدينة ميونخ أعلنت أنها ستشدد من إجراءاتها الأمنية خلال المباراة التي ستجمع بين بايرن ميونخ وريال مدريد مساء اليوم الأربعاء في ذهاب دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أوروبا.
وأوضحت الشرطة أن إجراءات التأمين في ملعب أليانز أرينا، الذي يتسع لـ 70 ألف متفرج، تم تشديدها في السنوات الأخيرة وخاصة بعد الهجوم الإرهابي، الذي وقع خلال مباراة ألمانيا وهولندا في 2015 وأشارت الشرطة الألمانية قائلة: "يمكننا أن نؤكد أننا اتخذنا كافة الإجراءات الضرورية لكي نحظى بليلة كرة قدم أمنة".
تضامن مع الفرق الرياضية
وناشد نادي يايرن ميونخ جماهيره بالتوجه إلى ملعب المباراة مبكرا، بسبب احتمالات حدوث تأخيرات بسبب الإجراءات الأمنية. وقال كارل هاينز رومينيغه، رئيس نادي بايرن ميونخ، في بيان له: "نشعر بالحزن لما حدث في دورتموند مساء أمس، نأمل في مباراة آمنة للاعبي وجماهير بروسيا دورتموند اليوم أمام موناكو".
كما أعرب رومينيغه عن أمله بالشفاء العاجل للاعب الأسباني مارك بارترا ، مدافع بروسيا دورتموند، الذي اضطر للخضوع لعملية جراحية، إثر إصابته بجرح قطعي في راحة اليد اليمنى جراء الاعتداء.
وعلى جانب آخر، بعث الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لبايرن ميونخ، برسالة مساندة لبروسيا دروتموند عبر "تويتر"، معربا عن أمنيته بالشفاء العاجل لبارترا.
كما أعلن كل من وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، ورئيسة وزراء ولاية "شمال الراين ويستفاليا" هانالورا كرافت، حضورهما مباراة بروسيا دورتموند وموناكو الفرنسي، في مدينة دورتموند، غربي البلاد، مساء الأربعاء.
وفي تدوينة علي موقع "تويتر"، كتبت وزارة الداخلية الألمانية أن "دي ميزير سيحضر المباراة" في ملعب "سيغنال ادونا باراك"، في مدينة دورتموند، بولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب)، "تضامنا مع بروسيا دورتموند".
من جهة أخرى، قال هانز يواخيم فاتسكه، في تصريحات صحفية إنه تحدث إلى الفريق صباح اليوم، قبل ساعات من المباراة لـ"التأكيد على أننا لن ننهزم أمام الإرهاب". وأضاف "فريق بروسيا دورتموند دائما ما يظهر قوته في المواقف الصعبة"، متابعة أن ما حدث أمس "أصعب موقف مر على الفريق في العقود الأخيرة".
وزير العدل الألماني هايكو ماس أكد في تصريحات أنه " لن نسمح باستغلال كرة القدم من خلال المجرمين الجبناء، مادحا في الوقت نفسه تصرف مشجعي فريق بروسيا دروتموند والذي أثبت تعاضده وقدم مثالا نموذجيا بحسب قوله.
وفي بادرة لاقت استحسان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، قامت جماهير دورتموند بتوفير أماكن مبيت مجانية لمشجعي موناكو الذين اضطروا إلى المبيت في مدينة دورتموند بعد إلغاء المباراة بسبب الأحداث الأمنية.