اغتيال سمير قصير .. جريمة بحق الصحافة وحرية التعبير
اتهم النائب اللبناني المعارض ووزير الإعلام والثقافة السابق غازي العريضي في حوار أجرته معه إذاعة دويتشه فيله الأجهزة الأمنية اللبنانية بشكل مباشر بالمسؤولية الكاملة عن اغتيال الزميل سمير قصير، الكاتب الصحفي في جريدة النهار اللبنانية، والذي أغتيل صباح أمس الخميس في قلب منطقة الأشرفية المسيحية في العاصمة اللبنانية بيروت. وقال العريضي في هذا السياق: "المعروف أن لسمير قصير تاريخ مع الأجهزة اللبنانية، هذه الأجهزة استمرت لسنوات تحاول إرهابه وقمعه، حاربوه طاردوه وسحبوا جواز سفره، وحاولوا الاعتداء على حريته الصحفية."واشار النائب اللبناني الى انه بالرغم من تغيير قادة الاجهزة الامنية بناء على طلب المعارضة، الا انه لم يتم تطهيرها بالكامل. ولم تسلم رئاسة الجمهورية من انتقادات العريضي، الذي اتهم رئيس الجمهورية بالمسؤولية غير المباشرة عن تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان عبر اثارة الحقد والتحريض ضد الأقلام الصحفية المعارضة على حد قول: "استمر حقد السلطة وحقد رئيس الجمهورية والأجهزة الأمنية ضد سمير قصير لأنه علم من أعلام الكلمة الحرة في لبنان وعلم من أعلام الديمقراطية." وعزز العريضي اتهاماته الى رئاسة الجمهورية بالقول: "أود أن أذكر أن رئيس الجمهورية وجه بالأمس انتقادات قاسية للصحافة اللبنانية واتهم الصحافيين جميعا بانه يسهل شراؤهم في لبنان."
جريمة الاغتيال والعملية الانتخابية
وفي معرض اجابته على سؤال اذاعة دويتشه فيله حول تداعيات جريمة الاغتيال على العملية الانتخابية الجارية في لبنان، أجاب العريضي قائلا: "أنا منذ اسبوعين اطلقت أكثر من تصريح محذرا من عمليات تخريب أمنية للانتخابات ولمسار العملية الانتخابية." واشار النائب اللبناني الدرزي أن فشل أولئك الذين "حاولوا تعطيل تشكيل الحكومة وعدم اجراء الانتخابات في موعدها" دفعهم الى اللجوء الى عمليات التخريب الأمني. الا أنه أكد ان ذلك "الليل لن يطول ولن يستمر هذا المسلسل، سوف يسقط هؤلاء جميعا." من ناحية أخرى قررت المعارضة اللبنانية تنفيذ إضراب عام اليوم حدادا على اغتيال الزميل الصحفي سمير قصير. ومن المنتظر أن يتم تشييع جثمانه غدا السبت. كما طالبت باستقالة رئس الجمهورية الرئيس لحود. من جهته حذر الرئيس اللبناني من فتنة داخلية وقرر رئيس الحكومة ميقاتي الاستعانة بخبرات داخلية وخارجية للتحقيق في اغتيال قصير.
ادانة دولية لعملية الاغتيال
أدان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ليل الخميس الجمعة اغتيال الصحافي اللبناني سمير قصير الذي رأت فيه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس محاولة لترهيب الناخبين اللبنانيين. وعبر كل من الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ورايس في مؤتمر صحافي مشترك بعد اجتماعهما في واشنطن، عن استنكارهما قتل قصير. وقالت رايس "انه عمل شنيع". واضافت ان القتلى ليسوا معروفين لكنها اشارت الى ان عملية الاغتيال تمت خلال الانتخابات التشريعية التي تلت انسحاب القوات السورية. وتابعت رايس "هناك احد ما على ما يبدو يحاول ترهيب الشعب اللبناني خلال هذه الانتخابات (...) واعتقد ان هذا لن يحدث لان الشعب اللبناني يريد بناء ديموقراطية جديدة". اما سولانا، فقد قال ان اغتيال سمير قصير نوقش خلال المحادثات. واضاف "اود باسمي وباسم كل شخص موجود هنا ادانة قتل قصير" . وكان مسؤولون اميركيون حملوا بشكل غير مباشر سوريا مسؤولية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. لكن رايس وسولانا امتنعا عن توجيه اي اتهام لدمشق في اغتيال سمير قصير. وقالت رايس "لا نعرف من المسؤول عن ذلك لكنني آمل فعلا في ان يواصل (رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي) الالتزام بتعهده بالتحقيق الكامل لكشف ملابسات الجيمة". واضافت انه "على الاسرة الدولية ان تتابع المسألة باهتمام". واكدت ان "الشعب اللبناني يمر بفترة صعبة انه يمر بفترة مهمة (...) وعلينا ان نستنكر محاولات من هذا النوع لترهيبه".