اغتيال وسام الحسن، الأسباب والتداعيات
٢٥ أكتوبر ٢٠١٢أكدت معلومات للـLBCIأن الحسن كان يستقل سيارة واحدة ومعه مرافق واحد ، مشيرة إلى أن الاتصال مفقود وغير متوفر معه . وبحسب مصادر الصليب الأحمر فإن الانفجار أدى إلى مصرع 8 أشخاص وجرح أكثر من 110 في الانفجار الذي وقع في احد الأحياء المؤدية إلى ساحة ساسين في الاشرفية ، وهو ناتج عن انفجار سيارة مفخخة تزن نحو 30 كيلوغراما من المواد الشديدة الانفجار أمام احد المباني السكنية على بعد 200 متر من بيت الكتائب، اعقبه حريق في المكان.
ردود الفعل
شبهت صحيفة الوطن القطرية جريمة اغتيال العميد الحسن بجريمة اغتيال الرئيس الحريري " نعم هي جريمة لا تشبه بردود فعل الشارع كل الاغتيالات السابقة ، ما عدا جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، مشبهة كذلك وضع الحكومة اليوم بحكومة الرئيس عمر كرامي في حقبة اغتيال الحريري " لبنان بات منكشفا.. وللجريمة وظيفة، مثلما كان لكل جريمة سياسية وظيفتها منذ ثماني سنوات حتى يومنا هذا. وذكرت السفير أن أحد السفراء الغربيين قال: إن وسام الحسن تلقى تحذيرات في الآونة الأخيرة، بوجوب مضاعفة الاحتياطات الأمنية الخاصة به.
أما عن موقف النائب سعد الحريري من الجريمة فكتبت المستقبل " لم يتأخر أو يتردد الرئيس الحريري في توجيه الاتهام إلى الأسد مباشرة بالوقوف وراء جريمة اغتيال الشهيد الحسن " وأضاف: "لقد كان العميد الحسن صمام أمان كبير ورئيسي للبنانيين، كما كان يشكّل لهم الطمأنينة بعدما كشف الكثير من الشبكات الإجرامية، وسجل الكثير من الإنجازات وآخرها كشف مخطط نظام بشار الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان ."
صحيفة "الجمهورية" كان مقالة عنوانها "وأخيرا... نجحوا في اغتيال وسام الحسن" حيث كتبت عن الزيارة الأخيرة التي قام بها الحسن إلى ألمانيا برفقة اللواء أشرف ريفي، حيث تفوه بجملة تشير الى تنبؤه باستهدافه ممازحا من معه بشيء من الحزن، عندما سألوه عن خوفه من الاغتيال. قال لهم: "أنا هيك هيك رايح". واضاف : أن "العملية كبيرة جدا، وهم لن يتركوني، سيستهدفوني أنا أو اللواء ريفي... لن يتركوني".
ميشيل سماحة
ميشال فؤاد سماحة ،سياسي لبناني ووزير سابق و يحمل أيضا الجنسية الكندية.
في يونيو 2007 أعلنت الإدارة الأمريكية قرار منعه من دخول أراضيها صحبةعدة شخصيات لبنانية وسورية بحجة "التورط أو إمكانية التورط في زعزعةالحكومة اللبنانية"، و"رعاية الإرهاب أو العمل على إعادة ترسيخ السيطرةالسورية على لبنان"، وأنهم بذلك "يلحقون الضرر بمصالح الولايات المتحدة".في التاسع من شهر اب \ أغسطس سنة 2012 ألقت القوى الأمنية اللبنانيةالقبض عليه في منزله في منطقة الجوار بتهمة التخطيط لإثارة فتنة طائفيةإسلامية - مسيحية ابتداء من منطقة عكار في شمال لبنان على خلفية زيارة يقومبها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى تلك المنطقة.
رغم الحذر غدروه
المعروف عن وسام الحسن بأنه رجل امن محترف وقضى عمره في الاستخبارات والأمن وهو على اطلاع بما يجري في لبنان وبتدخلات سوريا بالشأن اللبناني . وكان معروفا باتخاذه الحذر والحيطة كرجل استخبارات من الطراز الأول . لذا كانت حركته لا يعلم بها احد حتى مدير امن الدولة الريفي .
لذا كان خارج الاتصال بعد عودته، بل كان حقيقة اكتشاف الحسن هو الضحية في الانفجار مفاجئة لوزير الداخلية ومدير الأمن الريفي .
وهذا ما دفعه الى اتخاذ قرار إخراج عائلته الى فرنسا لأنه على يقين انه مستهدف ، ونقلا عن الريفي بان المغدور ،صرح اكثر من مرة بعد اعتقال ميشيل سماحة بانه ضمن الدائرة الحمراء اي انه مستهدف جدا من سوريا بدون شك .
العملية بالتأكيد تعيد للأذهان الى عملية اغتيال الرئيس الحريري عام 2005 .ان وسام الحسن يمثل رمزا الى امن لبنان وان اغتيال الحسن يمثل اغتيال امن اللبنانيين . لقد كان الحسن يمثل العين الاستخبارية المهنية التي لم تخضع للسياسة ولا للطائفية التي كان ومازال يشهدها لبنان مع إجماع أكثر الفرقاء على مهنيته . وكان قليل الحركة بحيث يقضي اغلب أوقاته في مكتبه والذي تحول الى مقر إقامته .
تفاصيل المشهد
ان توقيت عملية اغتيال الحسن مع عودته من الخارج ، رغم عدم علم مدير الأمن العام اللواء الريفي ووزير الداخلية شربل ، يعطي احتمالات اختراق وسام الحسن من الخارج أكثر من الداخل .
اي ممكن ان تقوم سوريا او مجموعة الاغتيال بمتابعة الحسن في الخارج خلال فترة زيارته خارج لبنان وربما كانت ألمانيا .
استخباريا ممكن لمجموعة الاغتيال تنسق مع مقر إقامة الحسن او مع مكتب السفر الذي قام بتامين الحجز ، وفي تقديري الاحتمال الأخير عن طريق مكتب السفر هو الأرجح استخباريا .و بالتأكيد تم متابعة الحسن وربما كان احد أفراد الشبكة معه على متن ذات الرحلة ليتأكد من حركته . وهي تعيد للأذهان أيضا قضية اغتيال القيادي الفلسطيني المبحوح في ديسمبر 2010.
أما لماذا تم اختيار وضع المتفجرات في سيارة ملغومة في شارع فرعي رغم ضعف احتمال مرور الحسن بسيارته سوف يسلك هذا الشارع الضيق ، لان الحسن يعتبر هدفا ذات درجة عالية وممكن "يستحق " زرع اكثر من سيارة منها في الطريق الرئيسي وفي الطرق الفرعية الأخرى بالإضافة إلى أن المعلومات تفيد ان الحسن يمتلك بيتا في ذات الفرع الداخلي الذي شهد عملية الاغتيال وهذا يقودنا الى احتمالات وجود سيارات مفخخة قرب مكان الحادث ممكن متابعتها عن طريق الكاميرات العامة مادامت المنطقة قريبة من دائرة عمل وسام الحسن وفي قلب الاشرفية .
ان عملية اغتيال الحسن سوف تلقي بضلالها على المشهد السياسي والأمني اللبناني وتعيد النظر بتشكيل الحكومة اللبنانية التي استطاعت ان تحمي اللبنانيين من دخان "الاراكيل" لكنها لم تستطيع حماية الشعب اللبناني من دخان المتفجرات .
الخلاصة
جريمة اغتيال الحسن تعيد للأذهان يوم 14 آذار 2005 باستشهاد الرئيس الحريري.
أن ما حدث في الأشرفية خطير جدا وهو يكشف أن النظامالسوري بدأ يوسع حرائقه وتصدير أزماته الى لبنان ى بل هذه المرة إلى قلب لبنان الأمني وليس فقط الى جبل محسن وباب التبانة في طرابلس المعروفة في مناوشاتها الطائفية كلما اشتدت الأزمة في سورية .
وهي محاولة من النظام السوري لإعادة لبنان إلى ما قبل اتفاق الدوحة 2008 والتي أكدت بان عمليات الاغتيالات في لبنان خط احمر. وهي محاولة لجر لبنان للازمة السورية لإشعال المنطقة بالكامل.
اغتيال وسام الحسن يعني بداية سلسلة من الاغتيالات ، التي قد تقود الشعب اللبناني الى مزيد من المواجهات الطائفية لا سامح الله . وهذا يستوجب استنفار الأمن ورفع حالة الإنذار لدى قوات الأمن مع مسك الحدود اللبنانية مع سوريا .
المراقبون المعنيون بالشأن اللبناني أكدوا بان الحادث لا يكون بعيدا عن قضية ميشيل سماحة بل ان حادث الاغتيال ملتبسة بدون شك ، لاسيما ان ميشيل سماحة يعتبر اخطر رجال بشار الأسد في لبنان ، والذي يرتبط مباشرة باللواء علي مملوك مدير لمكتب الأمن الوطني السوري والذي أصبح لاحقا رئيسا لمكتب الأمن الوطني وبرتبة وزير ويشرف على الأجهزة الأمنية ويرتبط ببشار الأسد .
وسماحة يعتبر وسيط سوري أكثر من نائب أو وزير لبناني . وتذهب بعض التحليلات الى ارتباط ميشيل سماحة بآصف شوكت الذي قتل في تفجيرات الأمن القومي السوري منتصف تموز 2012.
ان استهداف او اغتيال وسام الحسن يكشف مخططات بشار الأسد في المنطقة من اجل تمديد فترة بقائه في السلطة .