الأكلات الخفيفة باب الاندماج أمام المستثمر المهاجر
٢٠ نوفمبر ٢٠٠٧بات الألمان، كلما أحسوا بالجوع، يتوجهون إلى محلات الأكلات الخفيفة التركية أو العربية، حيث أصبحت الشاورما أو ما يسمى بالتركية الدونر أو حتى الفلافل من السندويشات التقليدية والمحببة لدى عموم الشعب الألماني. وحتى من يود اقتناء هاتف جوال جديد، فإنه يذهب إلى متجر العم التركي. يقال إن الأجانب احتلوا حيزا داخل السوق الاقتصادية الألمانية. لكن هل هذا صحيح، أم أنه فقط حكم مسبق تبلور في ذهن البعض لكثرة تواجد مثل هذه المحلات؟
الجالية التركية أكبر الجاليات في ألمانيا
يؤكد رينه لايشت من معهد الدراسات الاقتصادية في جامعة مانهايم الألمانية أن القول إن الأجانب يتجهون غالبا إلى الاستثمار في قطاع المأكولات. ولكنه يضيف قائلا إنه هناك مبالغة شديدة في التعامل مع هذه الظاهرة، كون أن هناك أجانب كثر اتجهوا إلى هذا القطاع، في حين أنهم غائبون تماما في قطاعات أخرى للخدمات العامة".
يشار إلى أن الأجانب يمثلون خمس المواطنين الألمان وعدد التجار من بينهم شهد في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، فبمعدل شركة واحدة من بين عشر شركات يؤسسها أو يديرها شخص من أصل أجنبي. وطبعا الغالبية العظمى من هؤلاء المستثمرين من أصل تركي، وذلك نظرا أن الجالية التركية هي أكبر جالية أجنبية تعيش في ألمانيا. لكن وموازاة لذلك، أصبح عدد البولنديين التجار في تزايد مستمر.
ويفسر رينه لايشت هذا التطور بالقول:" لا يسمح للمهاجرين البولنديين بالحصول على تصريحات عمل، ولهذا فإنهم يعملون كتجار أحرار، لكنهم في الحقيقة يتعاملون في آن واحد مع أرباب عمل مختلفين"، قائلا إن هذا غير مسموح به قانونيا، إذ على المتعامل الحر أن تكون له مهام عمل من جهات مختلفة.
قطاع الخدمات الأكثر استقطابا للأجانب
وهذا ما يحدث خصوصا في قطاع البناء. في المقابل، أصبح شائعا، أن قطاع الخدمات السياحية والمطاعم هو القطاع الأكثر استقطابا للعمالة الأجنبية ولاستثمارات المهاجرين، فطبعا لن نجد أطيب من بيتزا الايطالي، ولا ألذ من سلطة اليوناني، لكن الأرقام تؤكد غير ذلك، فالمطاعم، التي يمتلكها المواطنون الأجانب لا تشكل نصف عدد المطاعم الألمانية.
ويعقب سينغيز يلديريم، الباحث في مركز الأبحاث للشؤون التركية، بالقول: "رجال الأعمال والمستثمرون الصغار يسعون لاكتساح السوق بشكل عام . هم لا يرغبون في التخفي باحتكار قطاعات معينة حسب انتمائهم العرقي، وإنما هم مستثمرون يسعون إلى تزويد السوق بالمنتجات"
ولكن ليس فقط في هذا القطاع
ولا نجد داخل السوق الألمانية الأجنبي بائع خضار فحسب، وإنما هناك الطبيب والمحامي والمستشار الاقتصادي. فبالإضافة إلى قدراتهم المهنية، عادة ما نجدهم يتحدثون أكثر من لغة واحدة، وهم أيضا على اطلاع على الثقافة الألمانية وثقافة بلدان آبائهم وأجدادهم. وهذا ما يدركه الألمان جيدا. ويقول يلديمر: "أثبت المهاجرون، المندمجون اقتصاديا أنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، وهذا يدل على أن الاندماج الاقتصادي شرط أساسي لتحقيق الاندماج الاجتماعي".