الأمم المتحدة لا تنتظر تحسنا في وضع ملايين اللاجئين
١٥ يونيو ٢٠١٠أعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين أن أكثر من أربعين مليون شخص من مختلف أنحاء العالم فرّوا العام الماضي من الحروب والنزاعات المحلية والإقليمية. وجاء في التقرير السنوي الجديد للمفوضية الذي قدّمه رئيس المفوضية أنطونيو غوتيرّس خلال الندوة العاشرة التي عقدت في برلين لتأمين حماية للاجئين أن هذا العدد هو الأعلى منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. وأضاف التقرير أنه إلى جانب تزايد أعداد اللاجئين تنمو كذلك مشاعر التمييز العنصري والعداء للأجانب.
الأمم المتحدة لا تنتظر تحسنا قريبا
وذكر التقرير أن عدد اللاجئين الذين عادوا طواعية إلى منازلهم تراجع إلى أدنى مستوى له منذ عشرين عاما. ولا تضع الأمم المتحدة أملا كبيرا في إمكان حصول تحسن قريب في أوضاع اللاجئين في العالم. وقال جوتيرّس، وهو رئيس وزراء برتغالي سابق في الندوة التي عقدت على مدى يومين، إن النزاعات الكبيرة في أفغانستان أو الصومال أو الكونغو "بعيدة جدا عن الحل". وأشار إلى أن هناك أكثر من خمسة ملايين شخص فارين من ديارهم منذ أكثر من خمسة أعوام بسبب الحروب والنزاعات القائمة وانعدام الحلو لها. ووفقا لبيانات الأمم المتحدة بلغ عدد اللاجئين الذين يعيشون خارج حدود دولهم العام الماضي 2ر15 مليون لاجئ.
ولم يشهد هذا العدد تغير ملحوظا مقارنة بالعام الماضي، حيث عاد 251 ألف شخص فقط العام الماضي إلى وطنهم، في حين كان متوسط عددهم على مدار سنوات يبلغ مليون شخص سنويا. وصرح مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن الصراعات المستمرة في أفغانستان والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية أجبرت عددا كبيرا من لاجئي هذه الدول العام الماضي على البقاء في الأماكن التي لجئوا إليها. وقال غوتيرّس في بيان صدر مع تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن الأزمات الأخرى التي بدت أنها آخذة في التراجع مثل العراق وجنوب السودان أظهرت عام 2009 قدرة على الاستمرار، ما لم يشجع اللاجئين على العودة إلى ديارهم. وتابع أن غالبية لاجئي العالم تعيش في وضعها هذا منذ خمس سنوات أو أكثر متوقعا أن تزيد النسبة إذا لم يتمكن سوى عدد قليل من اللاجئين من العودة إلى الوطن. وذكرت المفوضية العليا أن حوالي مليون لاجئ يعودون طواعية في العادة إلى أوطانهم كل عام. ويعرَّف اللاجئ بأنه كل من يفرّ من الصراعات أو الاضطهاد عبر الحدود الدولية.
الملايين من الأشخاص بدون جنسية
وتستضيف الدول النامية ثمانين في المائة من اللاجئين تتقدمهم باكستان التي تستضيف 1،7 مليون لاجئ وإيران 1،1 مليون لاجئ وسوريا 1،1 مليون لاجئ. والى جانب اللاجئين يوجد أيضا 27،1 مليون نازح على مستوى العالم تركوا ديارهم وتشردوا لكنهم لم يغادروا أوطانهم بالإضافة إلى 983 ألفا سعوا إلى اللجوء إلى دول أخرى. ومن الدول التي تستقبل لاجئين الولايات المتحدة ( 80 ألفا)، كندا (12500)، استراليا (11 ألفا)، ألمانيا (2100)، السويد (2000) والنرويج (1400). وأتت غالبية اللاجئين الذين حصلوا على لجوء في دولة ثانية من ميانمار (25 ألفا)، العراق (23 ألفا)، بوتان (17 ألفا)، الصومال (5500)، اريتريا (2500) والكونغو (2500).
وإضافة إلى ذلك يشير التقرير إلى وجود أكثر من ستة ملايين شخص في العالم على الأقل دون جنسية محدّدة فيما تشير تقديرات إلى حوالي 12 مليونا. وبسبب تغيّر المناخ والصراع حول المياه والطعام في ظل تزايد مستمر وعالي في الولادات تخشى الأمم المتحدة أيضا من اندلاع أزمات ونزاعات جديدة تؤدي إلى نزوح أوسع لملايين إضافية من اللاجئين. وفي المقابل رأى غو تيرّس أن المجتمع الدولي لا يملك حتى الآن الوسائل والأدوات التي تمكّن من مواجهة هجرة المتضررين من التحول المناخي ومن ضمور الموارد الغذائية.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند