الإدمان على الكحول والعقاقير خطر يتربص بالشباب الألماني
١٦ مايو ٢٠٠٧فقد شاب ألماني مؤخراً الوعي بعد تناوله حوالي خمسين كأساً من الخمر في إحدى الأمسيات التي تنافس فيها مع زملائه على شرب الكحول. وبعد فقدانه للوعي بأسابيع توفي قبل نحو شهرين تحت تأثير الثمالة. هذه الحالة تجسّد المشاكل المتزايدة للشباب الألماني نتيجة الكحول والإدمان. وهو الأمر الذي أوضحته مفوضة الحكومة الألمانية لمكافحة المخدرات، زابينه بيتسينج، في تقريرها الأخير إذ جاء فيه:"تزايد عدد الشباب الذين يتعاطون الكحول في سن مبكرة وبشكل مبالغ فيه". كما أوضحت تزايد الإقبال على الحانات التي تسمح لروادها بشرب كمية الكحول التي يريدونها مقابل سعر مقطوع. ولكن بيتسينج لم تشر فقط إلى خطورة الأمر على الشباب، بل أيضاً على باقي فئات المجتمع. وجاء في تقريرها إن 1.6 مليون شخص في ألمانيا يُعتبرون مدمنين على الكحول، وأن عشرة ملايين ألماني يشربون الجعة والخمر وغيرها من المشروبات الكحولية "بشكل ينطوي على المجازفة".
الألمان من أكثر الشعوب تناولا للكحول
وأضافت بيتسينج في تقريرها أن خُمس الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 12 و 25 سنة يلجأ ون لشرب الخمر أو البيرة بشكل معتاد، وأن متوسط استهلاك الفرد من الكحول في ألمانيا يزيد على عشرة لترات في العام، الأمر الذي يضعها في الثلث الأول لقائمة استهلاك أكثر الشعوب استهلاكاً للكحول في العالم. وفي ضوء هذه البيانات علقت بيتسينج بأن مسؤولية التصدي لخطر الكحول تقع على عاتق الجميع. كما حذرت في الإطار ذاته من تهوين مشكلة تعاطي المخدرات.
المشكلة في عدم تطبيق القوانين
وشددت بيتسينج على انها لا تعارض الكحول مبدئيا، لكنها تطالب بمعرفة الحدود التي يجب أن يكف عندها المرء عن الشرب، مطالبة بضرورة توفر "القدوة الحسنة" للشباب. غير أنها رفضت من ناحية أخرى المطالب الأخيرة بتشديد القوانين وحظر حفلات شرب الخمر على أساس " إن القوانين الحالية بشأن تعاطي الشباب مع المخدرات كافية". لكنها طالبت بتشديد الرقابة على تطبيق هذه القوانين. فهي ترى أنه لا يكفي تعليق قانون حماية الشباب من أضرار الكحول على حائط الحانات دون تطبيقه:"طالما كان باستطاعة فتى في الرابعة عشرة من عمره الذهاب لإحدى محطات الوقود وشراء ست زجاجات بيرة منها فإننا سنظل نعاني من مشكلة".
مشكلة التدخين وتناول العقاقير لا تقل خطورة
ولم يقتصر تقرير بيتسينج الذي جاء في 80 صفحة على ظاهرة الإفراط في شرب الكحول بل تطرق أيضا إلى أرقام وبيانات أخرى لا تقل خطورة. على سبيل المثال يتناول نحو ثلث الشباب الألماني الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً التدخين يومياً. كما أن 1.4 إلى1.9 مليون شخص في ألمانيا يدمنون على عقاقير طبية وهو ما وصفته بيتسينج بـ "الإدمان الهادئ". ومن الملفت للنظر أن ثلثي هؤلاء من النساء. وفي هذا الإطار دعت المسؤولة الألمانية الصيدليات إلى احترام القوانين والتعاطي بمسؤولية أكبر إزاء بيع المسكنات وغيرها من الأدوية التي تسبب الإدمان.
وإن كان هناك ما يدعو للتفاؤل فيما يخص تقرير مفوضة الحكومة الألمانية لمكافحة المخدرات الذي أعلن عنه في برلين فهو تراجع أعداد حالات الوفاة بسبب المخدرات إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1989 ليصبح 1296 حالة عام 2006 مقابل 1326 حالة عام 2005. وقد علقت بيسينغ على هذا العدد رغم تراجعه بالقول: " 1296 حالة وفاة بسبب المخدرات تزيد عن حاجتنا بنحو 1296 حالة".
دويتشه فيله + وكالات (أ.ف)