الاتحاد الأوروبي يوافق على خطة لمساعدة اليونان بمشاركة صندوق النقد
٢٦ مارس ٢٠١٠في إطار آلية غير مسبوقة منذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة قبل 11 عاما وبعد أسابيع من المشاحنات والمشاورات الشاقة، توصل قادة دول منطقة اليورو مساء الخميس (25 مارس/ آذار 2010) إلى خطة لمساعدة اليونان. ووفقا لاتفاقية أبرمتها فرنسا وألمانيا وقبلتها دول أخرى في منطقة اليورو، سيكون بإمكان اليونان الاعتماد على حزمة من القروض الثنائية كملاذ أخير من دول أخرى في منطقة اليورو بالإضافة إلى تمويل من صندوق النقد الدولي.
لكن سيتم منح القروض في حال اعتبر البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية ذلك ضروريا وبفائدة أعلى من متوسط الفائدة التي تفرضها السوق على دول أخرى في منطقة اليورو. ولم يتضمن الاتفاق أي أرقام لكن مصدرا رفيعا في المفوضية الأوروبية قال إن حزمة المساندة ستتكلف 20 إلى 22 مليار يورو إذ ما دعت الحاجة لطلبها.
ترحيب يوناني
من ناحيته رحب رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بالاتفاق وقال في تصريح للتليفزيون اليوناني الرسمي على هامش قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل "جرت مكافأة جهود الشعب اليوناني. لقد اتخذنا قرارا اليوم (الخميس) ليس فقط لصالح اليونان بل لأوروبا بأسرها". وأضاف في هذا السياق "إننا سنحمي عملتنا المشتركة، وستخرج أوروبا من هذا الاجتماع أقوى مما كانت في طريقها إليه". من جانبه قال رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، أنه ينبغي عدم اعتبار هذه الخطة "علاجا سحريا" مشيرا إلى أنها تعد "جزءا مهما من العلاج ليس أكثر".
وقالت المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، اليوم الجمعة إنها راضية عن اتفاق بشأن آلية مساعدات مالية لليونان مشيرة إلى أن المهم هو الحفاظ على استقرار اليورو مضيفة أن "أوروبا أثبتت قدرتها على العمل بشأن قضية هامة." وتابعت بالقول "من المهم على المدى الطويل أن تبقى العملة التي حققت نجاحا فيما يتعلق بالحرية والتعاون.. أن تظل هذه العملة مستقرة. لذلك كان يوم أمس مهم جدا لليورو."
دعم وفق شروط صارمة
وتقتضي آلية المساعدة منح قروض لليونان "كحل أخير" في حال لم تتمكن من الاقتراض من الأسواق بفوائد معقولة لتمويل العجز الذي تعانيه، غير أنه لن يتم اللجوء إلى هذه الآلية إلا عند الضرورة. كما أن وضعها موضع التنفيذ سيتطلب موافقة دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع ووفقا لشروط صارمة. إلى ذلك دعا زعماء منطقة اليورو وبإلحاح من برلين إلى وضع مقترحات بنهاية العام لتشديد قواعد ضبط الميزانية التي أخفقت في أن تحول دون أن تشهد اليونان عجزا ودينا عاما هائلين.
وقد تعرض القادة الأوروبيون لضغوط كبيرة للتوصل إلى هذا الاتفاق كون خلافاتهم في الأيام الأخيرة حول إمكان مساعدة اليونان، ألقت بظلالها على سعر صرف اليورو الذي شهد انخفاضا لأقل مستوى له في عشرة أشهر أمام الدولار بعد أن افترض المستثمرون في باديء الأمر أن مشاركة صندوق النقد الدولي في معالجة الأزمة المالية اليونانية تعني أن منطقة اليورو التي تضم 16 دولة عاجزة عن معالجة مشكلاتها بنفسها.
ومن شأن خطة إنقاذ اليونان أن تعيد الثقة في العملة الأوروبية الموحدة. وبالفعل ارتفع سعر صرف العملة الأوروبية اليورو أمام الدولار الأمريكي في مستهل التعاملات اليوم الجمعة وسجل اليورو 1.3346 دولار بعد انخفاضه مساء أمس الخميس إلى 1.3268 دولار وهو أدنى سعر منذ أوائل أيار/مايو الماضي.
(ط.أ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: هيثم عبد العظيم