الاتحاد المسيحي يؤيد إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل
١٤ سبتمبر ٢٠٠٩يخوض الاتحاد المسيحي الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري الحزب المسيحي الاجتماعي في المانيا بزعامة المستشارة انغيلا ميركل حملته الانتخابية الحالية على قاعدة برنامج سيحدد إلى حد كبير سياسات الحكومة المقبلة التي يمكن أن يشكلها في حال نيله أكبر عدد من أصوات الناخبين، علما أنه سيكون بحاجة أيضا إلى حليف معه لتأمين الغالبية البرلمانية. وفيما بدأت حمَّى الانتخابات ترتفع والتساؤلات تتزايد عن الحليف المنتظر من المهم إلقاء بعض الأضواء على سياسة الاتحاد الخارجية، وبدرجة أخص على مواقفه من أزمات الشرق الأوسط المتعددة على أن نستعرض في مقالات لاحقة مواقف الأحزاب الأربعة الأخرى منها وهي: الحزب الاشتراكي الديموقراطي، والحزب الليبرالي، وحزب الخضر وحزب اليسار.
مواقف الاتحاد المسيحي من أزمات الشرق الأوسط
في ما يخص الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني من المعروف عن الاتحاد المسيحي أنه كان منذ عهد المستشار الأول كونراد أديناور منحازا إلى إسرائيل ويعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية. لكن منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو مطلع التسعينات حصل تعديل في الموقف السياسي لألمانيا وبدأ الحديث شيئا فشيئا عن ضرورة إقامة دولة للفلسطينيين انعكس لاحقا في برامج الحزب. وعلى سبيل المثال أقر برنامجه للانتخابات الحالية بهذا الخصوص على مسؤولية ألمانيا الخاصة إزاء إسرائيل كدولة يهودية، لكنه أقر أيضا بأن لألمانيا وأوروبا مصلحة كبيرة في إقرار السلام والاستقرار في الشرق الأدنى والأوسط، وهدفنا كان ولا يزال تحقيق حل الدولتين على أساس "أن تكون إسرائيل في حدود دائمة ومضمونة، وأن تُقام دولة فلسطينية قادرة على الحياة". وفي مقابل اعترافه بشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومته يرفض الاتحاد المسيحي الاعتراف بأية شرعية لحركة "حماس" في غزة ويتهمها بالإرهاب والسعي لتدمير إسرائيل.
وللمرة الأولى في تاريخ ألمانيا أرسلت برلين بعد وقف الحرب التي وقعت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في صيف 2006 قوة بحرية من ضمن قوات "يونيفيل" الدولية للفصل بحريا بين الطرفين ومنع تهريب السلاح إلى الحزب استنادا إلى القرار الدولي 1701. وتربط المستشارة انغيلا ميركل ما حدث ويحدث في لبنان بالنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني القائم في المنطقة معلنة استعدادها لتقديم مختلف أنواع المساعدة لحل هذا النزاع.
وبالنسبة إلى الحرب الأميركية التي شنتها الولايات المتحدة على العراق عام 2003 تراجع الاتحاد المسيحي بسرعة عن دعمه الأولي لها والتزم بموقف حكومة المستشار السابق غيرهارد شرودر التي رفضت هذه الحرب. ويؤيد الاتحاد المسيحي في المقابل المساهمة في إعادة إعمار العراق.
أما في أفغانستان فقد وافق الاتحاد المسيحي منذ البداية، أي بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وشن الولايات المتحدة حربا على "القاعدة" و"طالبان"، على إرسال قوات ألمانية ضمن قوات دولية لمحاربة الإرهاب الدولي الذي حوَّل أفغانستان إلى قاعدة أساسية له. وذكرت ميركل ومسؤولون في حزبها أكثر من مرة أن الدفاع عن أمن ألمانيا وأوروبا يبدأ في أفغانستان. وجاء في برنامج الاتحاد المسيحي: "نريد وقف تصدير عدم الاستقرار والإرهاب من أفغانستان".
وعلى خلفية دعوته في برنامجه إلى منع انتشار السلاح النووي في العالم يدعم الاتحاد المسيحي رفض الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للبرنامج النووي الإيراني، لكنه يرفض اللجوء إلى الوسائل العسكرية ضد طهران قبل استنفاد كافة الوسائل السياسية والدبلوماسية. وانتقدت المستشارة ميركل مرارا تهديدات إيران بتدمير إسرائيل وحذَّرتها من فرض عقوبات جديدة عليها في حال واصلت رفضها وقف تخصيب اليورانيوم. أما طهران فتصرّ على القول بأن برنامجها النووي سلمي لا عسكري.
ألمانيا ليست "بلاد هجرة"
وفي موضوع الهجرة لا يعتبر الاتحاد المسيحي ألمانيا "بلد هجرة" رغم وجود أكثر من سبعة ملايين أجنبي فيه، بل "بلد اندماج" كما جاء في برنامجه الانتخابي الذي شدد فيه على ضرورة خفض عدد المهاجرين إلى ألمانيا.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: ابراهيم محمد