الانتخابات الأمريكية- بايدن يتسلح بالهدوء وترامب يواصل الرفض
١١ نوفمبر ٢٠٢٠اعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الثلاثاء (11 نوفمبر/ تشرين الثاني)، أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب "يحرج نفسه" برفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية مما "سينعكس سلباً على إرثه السياسي".
وفي تصريح من منزله في وليمنغتون بولاية ديلاوير، قللّ بايدن من جدوى موقف الملياردير الجمهوري الرافض بإقرار هزيمته في استحقاق الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وقال بايدن: "أعتقد بكل صراحة أنه يسبّب إحراجاً لنفسه". وأضاف إنه يتوخّى "اللباقة" بالقول "أعتقد أنّ هذا الأمر لن يخدم الإرث السياسي للرئيس".
وبعد أسبوع من خسارته الانتخابات الرئاسية، يواصل ترامب مدعوما ببعض الأسماء الوازنة في الحزب الجمهوري التشكيك في نزاهة الانتخابات، في الوقت الذي تلقى فيه الرئيس المنتخب تهنئة من عدد من قادة دول العالم.
وعن موقف ترامب ومؤيّديه قال بايدن إنّ "عدم وجود نية لديهم للإقرار بفوزنا لا يؤثّر كثيراً في هذه المرحلة على تخطيطنا".
تصريح مايك بومبيو
في المقابل، باتت محاولة ترامب البقاء في السلطة مستنزفة للرجل الذي اعتاد السخرية بشكل علني من خصومه ناعتا إياهم بـ"الخاسرين". وغرّد الرئيس المنتهية ولايته على تويتر قائلا مجددا "سنفوز".
وأضاف في وقت مبكر الثلاثاء "راقبوا الإساءات الهائلة في عملية فرز الأصوات".
غير أن التصريح الذي أدلى به في وقت سابق الثلاثاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ردّاً على سؤال عن الاجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية لتسهيل العملية الانتقالية مع فريق الرئيس المنتخب، واعدا بعملية "انتقالية سلسة" نحو ولاية ثانية للرئيس دونالد ترامب، فقد أثار قلقا واضحا داخل الولايات المتحدة من أزمة دستورية مرتقبة.
وردّ زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن بومبيو منفصل عن الواقع، وتابع "لقد فاز بايدن. فاز بالانتخابات. تخطَّ الأمر".
وفي المقابلة التي أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز" مع مايك بومبيو، دعا وزير الخارجية إلى انتظار صدور النتيجة النهائية للانتخابات، وقال "سنرى ما قرّره الشعب في نهاية المطاف عندما يتم فرز جميع الأصوات". وأضاف "نذكّر الجميع بأنّه لم يتمّ فرز كلّ الأصوات بعد".
وتعليقاً على اتّصالات التهنئة التي تنهال على بايدن من قادة العالم والتي يتخلّلها بحث ملفّات عديدة، قال بومبيو "إذا كان هذا لمجرّد السلام فأعتقد أن لا مشكلة كبيرة في ذلك. لكن، لا تخطئنّ الظنّ، ليس هناك في آن واحد سوى رئيس واحد ووزير خارجية واحد وفريق واحد للأمن القومي".
ترامب يقللّ من نشاطه الإعلامي
ومنذ صدور النتائج الأولية لانتخابات خفف ترامب من مستوى حضوره على وسائل الإعلام، وفجأة اختفت مؤتمراته الصحافية شبه اليومية والمقابلات مع "فوكس نيوز" وجلسات الدردشة المرتجلة مع مراسلي البيت الأبيض. وبدل ذلك أمضى ترامب معظم وقته في التغريد، غالبا حول ما يزعم أنها انتخابات مسروقة. وفي بعض الأحيان كان يعيد تغريد تعليقات داعمة لمقدمي برامج يمينيين من "فوكس نيوز" واقتباسات من البرامج اليومية للقناة.
وترامب الذي تولّى منصبه متعهّدا الإطاحة بما أسماه "الدولة العميقة"، يحطّم الآن تقليدا آخر، يتعلق بـ"الفترة الانتقالية" لتسليم السلطة والتي تبدأ بانتخاب رئيس إلى تأديته القسم في العشرين من يناير/ كانون الثاني. إذ لم يمتنع ترامب فقط عن دعوة بايدن الى المكتب البيضاوي فحسب، بل منع فريقه من الحصول على حزمة بالملايين لتمويل الخبرات والمرافق المخصّصة لمساعدة الرئيس المنتخب على التحضير لتولي السلطة. وتتحكم بهذه الحزمة رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي، التي عيّنها ترامب، وهي المسؤولة عن الافراج عنها.
لكن بايدن الذي فاز بعدد قياسي من الأصوات مع إقراره بأن نحو نصف الناخبين يدعمون ترامب، اختار على ما يبدو تجاهل الفوضى. فهو نادرا ما يذكر ترامب، بل سارع الى انشاء فريق عمل خاص لمكافحة فيروس كورونا، والقى الثلاثاء أحدث خطاب له تناول فيه مصير خطة الرعاية الصحية "أوباماكير" التي طلب ترامب من المحكمة العليا تفكيكها.
بانتظار الأرقام الرسمية
أما داخل الحزب الجمهوري فبدا الانقسام واضحا، فبينما تسري تكهنات كثيرة في واشنطن حول من سينبري من داخل دائرة ترامب الضيقة لإقناعه بالإقرار بالهزيمة، صرح زعيم الغالبية في الكونغرس السناتور ميتش ماكونيل يوم الاثنين أنّ ترامب "محق مئة بالمئة" في الطعن قضائياً بالانتخابات.
في حين هنأ جور بوش الابن، الرئيس الجمهوري الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة، بادين على فوزه بالانتخابات. ومن غير الواضح الى متى سيستمر هذا المستوى من الدعم، أو حتى الى متى سيستمر ترامب متشبثا بالرئاسة، بانتظار صدور النتائج الرسمية للانتخابات والمنتظرة الأسبوع القادم.
وحسمت معظم هيئات الإعلام السباق لصالح المرشح الديمقراطي، بعد أن اتفقت على فوز بايدن في ولاية بنسلفينيا والتي منحته 20 صوتا من المجمع الانتخابي، بينما لا يزال اختلاف بين الأرقام المقدمة حول فوزه في ولاية أريزونا ولا يزال من غير الواضح الفائز في هذه الولاية إضافة إلى آلاسكا وكارولاينا الشمالية.
يذكر أن حملة ترامب إلى غاية اللحظة لم تقدم دلائل قوية بحدوث خروقات في الانتخابات، ما يقللّ من فرص الدعاوى القضائية المقدمة من قبل حملته إلى تغيير النتيجة، بل وحتى إعادة فرز الأصوات في ولايات مثل جورجيا أو أي مكان آخر من المستبعد أن تغيّر الحساب الأساسي.
لكنّ ترامب أضاف سلاحا جديدا محتملا الى حملته الاثنين بعدما وافق وزير العدل الأميركي بيل بار على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات. وتدخّل بار غير المعتاد عززّ مخاوف من أن ترامب قد يذهب أبعد من ذلك في جهوده، ما دفع بالمدعي العام لجرائم الانتخابات في وزارة العدل ريتشارد بيلغر الى تقديم استقالته احتجاجا.
و.ب/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)