البرتغال تتأهل على حساب هولندا في مباراة اتسمت بالخشونة المفرطة
٢٦ يونيو ٢٠٠٦في مباراة اتّسمت بالندية والخشونة المفرطة تغلب الفريق البرتغالي على نظيره الهولندي بهدف للا شيء. شهد اللقاء الذي أقيم على ملعب مدينة نورنبيرغ أمام 41 ألف مشجع العديد من الأخطاء القبيحة على كلا الجانبين التي كان عشاق كرة القدم بغنى عنها في الحقيقة. سجّل الهولنديون بداية قوية وصاخبة وتوفرت لهم بعض الفُرص الجيدة لإحراز هدف التقدم كانت أولها في الدقيقة الثانية حين سدد فان بوميل كرة زاحفة قوية من مسافة 18 متراً مرت على بُعد سنتيمترات قليلة من القائم البرتغالي. كما أضاع زميله ديرك كويت المحترف في صفوف فريق فينورد روتردام الهولندي فُرصة جيدة أخرى. غير أن البرتغاليين لم يكتفوا بالدفاع أبداً وبادروا بالهجوم بكثافة على الدفاع الهولندي مهدديم مرماه مرات عديدة.
مانيش يُحرز هدف الفوز للبرتغال
ومع مرور الوقت أخذ البرتغاليون يفرضون سيطرتهم على المباراة بقيادة فيغو وديكو وكريستيانو رونالدو. وفي الدقيقة الثالثة والعشرين أثمرت المحاولات البرتغالية عن هدف جميل أحرزه لاعب خط الوسط مانيش بعد أن تلقى كرة متقنة من المهاجم باوليتا. وقبل إيداع الكرة في المرمى الهولندي نجح مانيش بمراوغة عدد من المدافعين الهولنديين الذين فشلوا في اختطاف الكرة منه أو إبعادها عنه ليُسدد نجم خط وسط الفريق البرتغالي كرة قوية من مسافة 14 متراً سكنت شباك حارس مرمى المنتخب الهولندي فان دي زار. وبعد ذلك واصل البرتغاليون سيطرتهم على وسط الملعب وبدوا في حالة أفضل من حالة الهولنديين الذين أصيبوا بصدمة جراء تخلفهم. وكان يبدو أن البرتغاليين لن يواجهوا مصاعب كثيرة في تحقيق الفوز، إلا أن خروج كريستيانو رونالدو أضعفهم بعض الشيء.
كريستيانو رونالدو يخرج من الملعب بسبب الإصابة
في واحد من المشاهد البشعة التي شهدتها المباراة أصيب المهاجم البرتغالي النجم كريستانو رونالدو بإصابة بليغة في فخذه حالت دون مواصلته المباراة ليستبدله المدرب سكولاري في الدقيقة الـ 34 باللاعب سيماو. ولم يحصُل المدافع الهولندي خالد بولاهروز الذي تسبب في هذه الإصابة الخطيرة إلا على البطاقة الصفراء، مع أنه كان يستحق الحمراء. وأثناء ما كانت عينا رونالدو مُغرورقتان بالدمع وهو جالسٌ على مقاعد الاحتياط بعد خروجه من الملعب، نجح الهولنديون تدريجياً في استعادة سيطرتهم على المباراة. وشكّل المهاجمان روبين وفان بيرسي خطورة كبيرة على المرمى البرتغالي، لكن فان بيرسي أضاع فُرصة جيدة لتعديل النتيجة في الدقيقة الـ 37 حين سدد كرة قوية لم تعرف طريقها إلى المرمى. في المقابل تراجع أداء البرتغاليين وانهارت قواهم بعض الشيء، لا سيما بعد طرد لاعب خط الوسط كوستينهو قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية.
أربع بطاقات حمراء في مباراة اتسمت بالخشونة المفرطة
بعد طرد كوستينهو من الملعب كان على مدرب المنتخب البرتغالي فيليب سكولاري البرازيلي الأصل تعزيز خط الدفاع. لذا استبدل سكولاري مهاجمه الوحيد باوليتا بلاعب خط الوسط سيماو. بعد ذلك بدأ الهجوم الهولندي على المرمى البرتغالي بلا هوادة. وتوفرت بعض الفُرص الجيدة والمحققة للهولنديين الذين لم ينجح أي منهم في هز شباك حارس المرمى البرتغالي ريكاردو. ففي الدقيقة الـ 49 فشل كوكو في إيداع الكرة في المرمى البرتغالي حين سدد كرة قوية من مسافة 8 أمتار تكفلت العارضة في التصدي لها. وبعد دقيقتينن سدد فان بوميل قذيفة من مسافة 14 متراً مرت بجانب المرمى البرتغالي. ومع مرور الوقت بدأ لاعبو الفريقين يفقدون أعصابهم وأخذت المباراة منحى آخر لتشهد العديد من المشاهد القبيحة التي أدت إلى طرد أربعة لاعبين هم كوستينهو وديكو على الجانب البرتغالي وبولاهروز وفان بوميل على الجاتب الهولندي.
وهكذا كان على الفريقين إكمال المباراة بتسعة لاعبين لكل منهما. هذا بالإضافة إلى حصول 12 لاعباً آخر على البطاقة الصفراء. وبذلك دخلت هذه المباراة تاريخ بطولات العالم لكرة القدم. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة رمى الفريق الهولندي بكل ثقله إلى الأمام سعياً منه لتعديل النتيجة والاحتكام إلى شوطين إضافيين وربما إلى الركلات الترجيحية. لكن أي من النجوم الهولنديين لم يستطع هز شباك مرمى الفريق البرتغالي الذي نجح في الحفاظ على تقدمه حتى الدقيقة الـ 96 ( ست دقائق إضافية ) والخروج منتصراً من هذه المباراة الغريبة التي لم تشهد نهائيات كأس العالم مثلها على الإطلاق.
وبهذا الفوز الثمين تأهل البرتغاليون إلى الدور ربع النهائي حيث سياوجهون الفريق الإنجليزي الذي كان تأهل اليوم على حساب المنتخب الإكوادوري.
علاء الدين موسى