البونديسليغا يعاني من الدوار بسبب سرعة استبدال المدربين
١٨ مارس ٢٠١١يعتبر موسم البونديسليغا لهذا العام، هو موسم المفاجآت بامتياز. فقد شهد صعود فرق كانت تحسب مغمورة إلى القمة الدوري عند بدايته، مثل ماينز. ثم تفوق دورتموند وانفراده بقوة بقمة الدوري الألماني، متقدماً على أقرب منافسيه باير ليفركوزن بتسع نقاط. بالإضافة إلى المستوى المتواضع، الذي قدمته فرق كبيرة مثل شتوتغارت الذي تنفس الصعداء أخيرا بخروجه من منطقة الهبوط.
بايرن ميونيخ، الذي بات مهددا بعدم الحصول على بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل بالإضافة إلى خسارته في بطولة الكأس الألماني والدوري، الذي بات عملياً من نصيب المتصدر دورتموند. أما شالكه فهو الممثل الوحيد الآن لألمانيا في دوري أبطال أوروبا، رغم انه يحتل المركز العاشر في ترتيب الدوري المحلي.
ماغات الابرز
بات بعض مدربي الأندية الألمانية في دوري الدرجة الأولى/ بونديسليغا يغيّرون أنديتهم حالهم حال لاعبي هذه الأندية المنافسة في البطولة. فشتوتغارت غير 3 مدربين وهو نفس حال فولفسبورغ ايضاً. وقد أقال نادي هامبورغ يوم الأحد الماضي مدربه ارمين فيه من منصبه عقب هزيمة الفريق الثقيلة أمام بايرن ميونيخ 6/صفر ضمن منافسات الدوري الألماني لكرة القدم وذلك على الرغم من أن المدرب كان سيترك منصبه في نهاية الموسم. وتم تعيين اونينغ المدرب المساعد لقيادة النادي في المباريات الثماني المتبقية في الدوري الألماني. وقد اعتقد الكثيرون أن هذه هي نهاية الإقالات حتى نهاية الدوري، إلا أن إقالة واحد من ابرز مدربي الدوري الألماني بعد أيام قليلة خيبت توقعات المراقبين.
فقد عاد فيليكس ماغات إلى صفوف نادي فولفسبورغ بعد موسمين قضاهما مع شالكه. وقد قال نادي فولفسبورغ اليوم الجمعة إن مدربه السابق فليكس ماغات سيعود إلى صفوفه بعدما قاده للفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم منذ نحو عامين وبعد يومين فقط من إقالته من تدريب شالكه. وأقيل ماغات من تدريب شالكه يوم الأربعاء الماضي بعد سلسلة من النتائج المتواضعة في الدوري المحلي ورغم وصول الفريق لنهائي كأس ألمانيا ودور الثمانية بدوري أبطال أوروبا. وسيشغل ماغات مرة أخرى منصبي مدرب الفريق ومدير النادي، ليصبح صاحب أكبر نفوذ في إدارة الفريق كما فعل عندما تولى تدريب فولفسبورغ بين عامي 2007 و2009. كما تردد أن النادي فسخ عقده أيضا مع المدير ديتر هوينيس، ولكن لم يؤكد النادي صحة التقارير بعد.
ولم يساعد هذا الدور المزدوج والنفوذ الكبير ماغات على النجاح في شالكه واصطدم المدرب البالغ من العمر 57 عاما مع مسؤولي ومشجعي النادي وأثار غضب العديد من اللاعبين بسبب تصرفاته. و يعود بذلك ماغات إلى فولفسبورغ، الذي لم تستقر أوضاعه منذ رحيل ماغات عنه. وأقال النادي مدربه الانجليزي ستيف مكلارين في وقت سابق هذا العام وتولى بيير ليتبارسكي تدريب الفريق لفترة قصيرة خلفا لمكلارين. ولم ينجح في تغيير أوضاع الفريق، بل أن النادي الذي فاز بلقب الدوري لعام 2009 تحت قيادة ماغات، قد أصبح في الخانة الحمراء للفرق المهددة بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.
أما شالكة، فريق ماغات سابقاً والعاشر بتسلسل الدوري الألماني والذي سيواجه انتر ميلان الايطالي حامل لقب بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في ربع نهائي البطولة، فقد عيّن مدرب هوفنهايم السابق رالف رانجنيك بعد يوم واحد من فك الارتباط مع المدرب السابق فليكس ماغات. ووقع رانجنيك (52 عاما) عقدا مع شالكه حتى عام 2014.
ورانجنيك هذا درب نادي هوفنهايم لمدة أربعة أعوام، استطاع خلالها قيادة هوفنهايم للصعود من دوري الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ثم إلى دوري الدرجة الأولى (بوندسليغا). ورحل عن منصب المدير الفني لفريق هوفنهايم الألماني لكرة القدم بعدما وافق النادي على بيع لاعب خط الوسط لويس غوستافو إلى بايرن ميونيخ.
إصابة بالدوار
ويبدو أن تغيير المدربين لمناصبهم في الدوري الألماني قد أربك الكثيرين من متابعي الكرة الألمانية، بل حتى الخبراء منهم مثل قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور، وصف ما يحدث في الدوري الألماني حاليا بالجنون. قائلاً" كرة القدم هي لعبة غير منطقية أحيانا، لكن حجم التغييرات الحاصلة حاليا في الدوري أشبة ما تكون بالسيرك".
أما الهولندي لويس فان خال مدرب بايرن ميونيخ، الذي سيترك منصبه عند نهاية هذا الموسم هو أيضاً، بعد النتائج المخيبة للآمال التي تعرض لها فريقه، فقد أكد أن عالم كرة القدم مجنون وأن ما يجري في الدوري هذه الأيام قد أصابه بالدوار وانه أمر لا يمكن فهمه. وأضاف " أن يغيّر ماغات منصبه من مدير فني لشالكه إلى ناديه السابق فولفسبورغ، ثم يعود رانجنيك للتدريب بعد هوفنهايم إلى شالكه هو تشويه لطبيعة المنافسة بين الأندية". ويعلل فان خال رأيه بالقول أن بايرن ميونيخ لعب ضد شالكه حينما كان ماغات مدربا، أما الآن فعليه اللعب أمام شالكه تحت إدارة رانجنيك، و فولفسبورغ تحت قيادة ماغات. وأضاف" إستراتيجية ماغات تختلف عن رانجنيك ولكل ناد مدربه الذي يتلاءم معه" مشيرا إلى أن الأوراق قد اختلطت من جديد وان على الجميع أعادة أجراء حساباتهم.
حتى يوب هاينكز، مدرب باير ليفركوزن أبدى استغرابه مما يجري من الدوري واصفا عالم الدوري الألماني حاليا ببيت مجانين، وان مشجعي الكرة قد باتوا لا يفهمون ما يجري في الدوري، ولكن إدارات الأندية تفعل ما تشاء.
عباس الخشالي
مراجعة: منصف السليمي