"التأمين ضد الإرهاب" لغة جديدة في عالم التأمين
٢٧ أبريل ٢٠٠٦أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 يبدو أنّها لم تؤرخ لحقبة جديدة في السياسة الدولية فحسب، بل أفرزت مفردات وأشكالا جديدة في عالم المال والاستثمار وفي قطاع التأمين خاصة، ماثلة بوضوح في الدول الصناعية. ففي هذا الصدد، أخذت الحكومة الألمانية آنذاك وشركات التأمين بالتفكير في تأسيس وإنشاء شركات خاصة تتعاطى مع تـأمينات ضد أعمال الإرهاب. وكان من ثمار هذا التفكير أن تأسست شركة "إكستريموس" وإن لم تحقق عائدات عالية، إلا أنها وجدت تجاوبا من العديد من الشركات الكبيرة، فكما يقول رئيس الشركة، برونو جاز " إنّ التأمين ضد الإرهاب يشكل ضمانة وتغطية عند كثير من الزبائن المهمين".
تقوم هذه الشركة بالتأمين على موجودات تتعدي قيمتها 25 مليون يورو وما هو أقل من هذه القيمة يغطى من قبل التأمين ضد الحريق. وبيّنت الشركة أنّ قطاع العقارات هو من أكبر المتعاملين والمستثمرين في بوليصة التأمين ضد الإرهاب، بخلاف قطاع الصناعة الذي لا يزال حجم استثماره في التـأمين ضد الإرهاب محدودا إذا ما قيس بالنسبة لقطاع العقارات. وكذلك هناك قطاعات أخرى اتجهت أيضا نحو هذا النوع من التأمين مثل قطاع السياحة والمواصلات والتمويل.
تفجيرات لندن
عبّر برونو جاز بالقول " إنّ الشعور بالخوف والتهديد" في تصاعد مستمر، وخير مثال على ذلك الأحداث التي رافقت الرسوم الكاريكاتورية حيث توجهت الأنظار إلى الدنمارك مما جعل هناك مزيدا من التخوف من عمليات إرهابية التي قد تطال منشآت حيوية مختلفة ويبدو أنّ ألمانيا ليست بمأمن من هذه الأخطار، على حد تعبيره. هذا الشعور بالتهديد والخوف من شبح الإرهاب دفع 1109 من الشركات للتعاقد مع شركة التأمين هذه، بزيادة 39 شركة عما كان عليه الحال في عام 2004.
ومن الملاحظ أنّ تفجيرات لندن لم تؤد إلى حالة من الفوضى والاضطراب في السوق الألمانية، حيث انعكس ذلك على نسبة أرباح هذه الشركة في العام الماضي. لقد وصل حجم دخول الشركة 77,5 مليون يورو في عام 2004 مقابل 60,2 مليون يورو في عام 2005 الذي يرتبط أيضا بارتفاع نسبة الإقساط الشهرية التي يجب أن تسدد من قبل الشركات المؤمنة مؤثرين بذلك المجازفة على الالتزام بهذا الحجم من الالتزامات المالية.
دور الدولة
الشعور بالأمان عند بعض الشركات الألمانية أمر لا يُرضي شركات التأمين، فهي ترى أنّ الخطر قائم دائما وأنّه ليس هناك من أحد محصن من الإرهاب. لكن من ناحية أخرى يصعب على شركات التـامين أن تقوم بتغطية كل الموجودات التي أُمنت ضد الإرهاب والتي تقدر ب 2 مليار أويرو كما يرى جاز. والفجوة ما بين شعور الشركات الألمانية بالتهديد من الإرهاب ونسبة وحجم الخطورة المالية المترتبة على الأحداث الإرهابية يمكن أن تملأها الدولة. وفي هذا الإطار جددت الحكومة الألمانية ضمانات بقيمة 8 مليار يورو بعد يوم واحد من تفجيرات لندن لطمأنة السوق الألمانية.
ومن الجدير بالذكر، أنّ السياسة الأمينة فيما يتعلق ببطولة كأس العالم لم تشهد تغييرا، إذ بقيت الملاعب الخمسة الدولية والتي هي مؤمنة مع هذه الشركة تخضع للشروط نفسها المتفق عليها عام 2005 ولكن فيما يتعلق بتأمين اللاعبين هي أمور يجب مراجعتها ومناقشتها.