التحقيق مع رجل من كاليفورنيا على صلة بفيلم مسيء للإسلام
١٥ سبتمبر ٢٠١٢قالت الشرطة الأمريكية اليوم السبت 15 سبتمبر/أيلول إنه تم اصطحاب رجل من كاليفورنيا مدان بالاحتيال المصرفي حتى تحقق معه الشرطة الاتحادية فيما يتعلق بخرق محتمل لشروط الإفراج عنه بعد ربط اسمه بفيلم مسيء للإسلام أثار احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي. وقال ستيف وايتمور المتحدث باسم قائد شرطة لوس أنجلوس إن نيقولا باسيلي نيقولا غادر منزله طوعا برفقة مسؤولين من مكتب قائد الشرطة للحديث مع ضباط في مركز الشرطة. إلا أنه أوضح أن نيقولا ليس مقبوضا عليه. وتابع "سيحقق معه ضباط تحقيقات اتحاديون... لم توضع الأصفاد في يديه... الأمر كل تطوعي." وقالت كارين ريدموند المتحدثة باسم المكتب الإداري للمحاكم الأمريكية "المكتب الأمريكي للعقوبات موقوفة التنفيذ في منطقة وسط كاليفورنيا ينظر في القضية."
ومن جانبه قال نيقولا باسيلي نيقولا (55 عاما) من ضاحية كريتوس القريبة من لوس أنجلوس أنه أخبر قس الكنيسة القبطية التي ينتمي إليها أنه لا علاقة له بالفيلم لكن تقارير إعلامية عديدة ربطت بين اسمه وبين الفيلم.
وكانت الصحافة الأميركية قد ذكرت بالأمس أن الفيلم المسيء للإسلام، الذي أشعل احتجاجات عنيفة في العالمين العربي والإسلامي، صورته جمعية خيرية مسيحية بالقرب من لوس أنجلوس تحت اسم "مقاتلو الصحراء". وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، نقلاعن مصدر مقرب من مؤسسة "لوس أنجلوس فيلمز"، وهو المكتب الذي يمنح الإذن بتصوير الأفلام، إن هذا المكتب منح الإذن لإنتاج الفيلم إلى "ميديا أوف كريست". وذكرت وكالة فرانس برس أنها حاولت الاتصال بالمكتب المذكور ولكنها لم تنجح. يشار إلى أن رئيس هذه الجمعية، التي تقول إنها "تسلط الضوء على يسوع" في العالم، هو المصري جوزيف نصر الله عبد المسيح.
وحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فقد تم تصوير الفيلم عام 2011 في مدينة دوارت (45 كلم إلى شرق لوس أنجلوس) بالتعاون مع القبطي المصري نيقولا باسيلي نيقولا (55عاما) الذي يقطن في سيريتوس (40 كلم إلى جنوب لوس أنجلوس).
وأوضح منتج الفيلم لمحطة الإذاعة الأميركية "راديو سوا" الناطقة بالعربية، أنه غير متأسف على تصوير الفيلم. دون أن يؤكد أو ينفي أن اسمه نيقولا باسيلي، لكنه ذكر عددا من التفاصيل المرتبطة بالفيلم المسيء للرسول وقال إنه صاحبه. ولكن عدة وسائل إعلام أمريكية أكدت أنها تعرف نيقولا باسيلي نيقولا لمدة طويلة، وأنه صاحب فيلم "براءة المسلمين"، كما ذكرت مصادر في مكتب التحقيقات الفيدرالي أن مواطنا مصريا قبطيا يدعى نيقولا باسيلي نيقولا هو من يقف وراء الفيلم المسيء للإسلام.
ومن ناحيتها، أكدت نائبة الأمين العام لمدينة دوارت كارين هيريرا لوكالة فرانس برس وجود مقر "ميديا فوركريست" في المدينة، ولكنها نفت أن يكون هناك أي إذن لتصوير فيلم بهذا الاسم. وأشار مراسل وكالة فرانس برس أن موقع الجمعية على الانترنت وعلى فيسبوك الذي كان متوفرا صباح الجمعة اختفى عند الظهر.
الممثلون تعرضوا للتضليل
وقالت سندي غارسيا، وهي ممثلة أمريكية شاركت في الفيلم المسيء للرسول في تصريح لـشبكة سي إن إن، إنها تعرضت للتضليل من طرف المنتج، وأفادت أن الممثلين كانوا يعتقدون أنهم يمثلون في فيلم عن مصر قبل 2000 سنة وأن الفيلم صور في ولاية كاليفورنيا. ويبدو جليا من خلال مقاطع الفيديو المنشورة على موقع "يوتوب" وجود عملية تركيب للصوت وإضافة كلمات عن الإسلام لم تأت على لسان الممثلين خلال التصوير الأصلي.
ولم ينف المنتج، خلال حواره المسجل مع "راديو سوا"، أنه غيـّر في الشكل النهائي للفيلم، وقال إن الممثلين المشاركين في الفيلم لا ينتمون لنقابة مهنية وبالتالي ليست لهم حقوق، وقال "من حق المنتج أو المخرج تغيير الفيلم زي ما هو عاوز والممثلين دول مالهومش حاجة عندي هما مثلوا وأخذوا فلوس وبس"، وأضاف أنه "يتفهم" أن يقول الممثلون إنهم تعرضوا للتضليل بسبب "خوفهم على حياتهم".
وأرجع المنتج السبب في رفضه الكشف عن هويته وعنوانه إلى خوفه على سلامته الجسدية وأعرب عن أمله في أن يشاهد العالم أجمع الفيلم كاملا قبل أن يصدر حكمه النهائي عليه. وأفاد في اتصال هاتفي غير مسجل أن جهات مجهولة عرضت عليه "شيكا على بياض" مقابل شراء الفيلم كاملا وإتلافه.
ف. ي/ س.ك (أ ف ب، رويترز)