التلاميذ الألمان يستخدمون الإنترنت لتقييم مدرسيهم
٥ أغسطس ٢٠٠٧قام مجموعة من الطلبة الجامعيين الألمان بإنشاء موقع إنترنت يستخدمه تلاميذ المدارس في تقييم أداء مدرسيهم، الأمر الذي ما زال يواجه معارضة كبيرة من قبل الكثير من المدرسين الألمان. ولا يرجع سبب استياء المدرسين إلى الكيفية، التي يجرى بها تقييمهم، بل إلى نشر نتائج التقييم على الانترنت وإطلاع الملايين من مستخدمي الانترنت عليها. وسجل أكثر من 150 ألف من مستخدمي الانترنت أنفسهم حتى الآن على موقع الانترنت الخاص بتقييم المدرسين وخلال الأشهر الأربعة الماضية وحدها سجلوا تقييمهم لمائة ألف مدرس.
انتقادات كبيرة من جانب المدرسين
ويقول الكثير من المدرسين إن حقوقهم في الخصوصية قد انتهكت نظرا لان تقييم التلاميذ لهم ينشر على موقع الانترنت بدون موافقتهم. ويقول القائمون على الموقع إنهم أصيبوا بحالة من الدهشة بسبب تلك الضجة المثارة حول موقعهم في أنحاء البلاد. ويؤكدون أنهم منحوا فحسب التلاميذ الفرصة، عن طريق قناة غير تجارية، لتزويد المدرسين بصدى لأدائهم في الفصول الدراسية.
وتلك هي الفكرة وراء هذا المشروع كما يقول بيرند ديكس طالب العلوم الاجتماعية البالغ من العمر 24 عاما نيابة عن المجموعة التي أطلقت الموقع والمكونة من ثلاثة طلبة يدرسون إدارة الأعمال في مدينة كولونيا الألمانية وينتمون إلى نفس المرحلة العمرية تقريباً.
وشدد ديكس على أن التلاميذ راضون إلى حد كبير عن مدرسيهم. وأضاف أن "المدرسين يجب أن يتعلموا أيضا أن يتعايشوا مع الانتقادات الموجهة لهم". كما أشار الطبيب النفسي أندرياس هيليرت إلى أنه بالنسبة للكثير من المدرسين فإن مسألة أن يخضعوا لتقييم التلاميذ تعد من المحرمات، غير أنه يرى في الوقت نفسه أن ذلك سيساعد المدرسين من خلال معرفتهم بتقييم تلاميذهم وطلابهم لهم.
ويحذر طبيب نفسي آخر هو فولفجانج هاجمان الذي يقدم المساعدة للمدرسين في بلدة إيشفيلر بالقرب من مدينة آخن الألمانية من أن هذا الموقع على الانترنت يشكل أيضا بعض المخاطر، مشيرا إلى أن المدرسين لا يخضعون للحماية ضد الانتقادات التي تنشر على الانترنت.
نحو حوار مفتوح
ويقول هاجمان الذي نشر هو الآخر كتاباً عن الضغوط التي يواجهها المدرسون في ألمانيا: "هناك حاجة لإجراء حوار نفتقده الآن". وفي حالات قليلة حمل الموقع رسائل تدعو إلى العنف ضد المدرسين. ويؤكد ديكس أن قسمين بالموقع جرى محوهما في نفس الوقت. لكن الموقع لا يخضع للحماية بشكل كامل من محاولات التلاعب، وهو ما اثبته أحد المدرسين بالقرب من مدينة هانوفر الشمالية مؤخرا. فقد سجل المدرس نفسه على الموقع على أنه تلميذ ثم سجل تقييمات مرتفعة لعدد من زملائه المدرسين وخلال بضعة أيام أدرج الموقع سبعة منهم ضمن القائمة التي تضم أعلى عشر تصنيفات لأفضل مدرسين في ألمانيا.