الثوار يحتفلون بـ"تحرير" بني وليد وتأكيد مقتل خميس القذافي
١٧ أكتوبر ٢٠١١أعلنت قوات النظام الليبي الجديد الاثنين(17 أكتوبر/تشرين الأول 2011) إنها رفعت علم البلاد الجديد فوق بني وليد بعد أن تمكنت من السيطرة على معظم أجزاء البلدة الصحراوية. وقال أحمد باني المتحدث العسكري باسم الحكومة المؤقتة للصحافيين في العاصمة طرابلس "تم تحرير 90 في المائة من بني وليد." وإلى جانب سرت، مسقط رأس القذافي، كانت بني وليد البلدة الثانية في ليبيا التي استمرت فيهما المقاومة المسلحة لحكم المجلس.
واحتفل مقاتلو القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي وسط بني وليد حيث رفعوا الأعلام وأطلقوا نيران الأسلحة الآلية في الهواء بعد إن استولوا على معظم البلدة من المقاتلين الموالين لمعمر القذافي. ورأى فريق لرويترز في البلدة العلم الجديد يرتفع فوق عدة مبان في الساحة الرئيسية بوسط البلدة، حيث أطلق عشرات من مقاتلي الحكومة النار في الهواء احتفالا.
وبني وليد هي واحدة من آخر معقلين لقوات الزعيم المخلوع معمر القذافي. وإلى جانب سرت، مسقط رأس القذافي، كانت بني وليد البلدة الثانية في ليبيا التي استمرت فيهما المقاومة المسلحة لحكم المجلس. وبني وليد هي معقل قبيلة ورفلة اكبر قبائل ليبيا وواحدة من أكثرها نفوذا سياسيا. ويبلغ عدد أفراد القبيلة نحو مليون نسمة من جملة ستة ملايين هو إجمالي عدد سكان البلاد وكانوا من الموالين تقليديا للقذافي.
وكانت البلدة محاصرة منذ أسابيع ويتحصن المئات من الموالين للقذافي في وديانها وتلالها يقاومون تقدم قوات المجلس الانتقالي. وفضلا عن الحملة العسكرية خاض مسؤولو المجلس مفاوضات مع زعماء قبليين في بني وليد حتى تستسلم.
تأكيد مقتل خميس القذافي
وفي سياق متصل، ذكرت قناة الجزيرة القطرية نقلا عن عناصر من الثوار الذين شاركوا في تحرير مدينة بني وليد، أن سيف الإسلام نجل القذافي قد فر من المدينة قبل بضعة أيام من الهجوم الذي شنه الثوار وأدى لسيطرتهم الكاملة عليها.
ومن جهتها أكدت قناة "الرأي" الموالية للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي مقتل ابنه الأصغر خميس، وأعلنت حدادا لمدة ثلاثة أيام، بداية من الاثنين. وأوضحت القناة أن خميس، الذي كان يقود ما عرف بكتيبة خميس، قتل في معارك بمنطقة ترهونة، التي تقع على مسافة 80 كيلومترا جنوبي طرابلس في 29 آب/أغسطس الماضي. كما أكدت القناة التي تبث من دمشق مقتل ابن خالة خميس القذافي، محمد عبد الله السنوسي، نجل عبد الله السنوسي، رئيس مخابرات القذافي في نفس الهجوم.
وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها وسيلة إعلام موالية للقذافي مقتل خميس، بعدما ترددت الكثير من التقارير التي نقلت عن مصادر من الثوار والمجلس الوطني الانتقالي مقتله. وكانت حكومة القذافي أعلنت مقتل ابنه سيف العرب وثلاثة من أحفاد العقيد القذافي في غارة شنها طيران حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مجمع باب العزيزية في طرابلس في 30 نيسان/أبريل الماضي.
من ناحية أخرى حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الدول المجاورة لليبيا من مغبة إيواء القذافي أو أفراد من حاشيته المتهمين من جانب المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب. وقال هيج في طرابلس "قمنا بجهود كبيرة لتذكير تلك دول أخرى في إفريقيا بمسؤولياتها... في أن تعتقل وتسلم إلى ليبيا أو المحكمة الجنائية الدولية أيا من هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون أراضيها."
الأنظار تتجه إلى جبهة سرت
وفي سرت حيث تجري محاصرة الموالين للقذافي منذ أسابيع لم تظهر مؤشرات تذكر على إحراز قوات المجلس أي تقدم الاثنين وسط انتشار حالة من الفوضى والارتباك بل في بعض الأماكن تم صدهم وإجبارهم على التراجع. وقال طبيب من منظمة أطباء بلا حدود إن نحو عشرة آلاف شخص مازالوا محاصرين في المدينة التي كان يقطنها 75 ألف نسمة. ومن بين هؤلاء الكثير من النساء والأطفال والبعض مريض أو مصاب.
وقصفت قوات المجلس الانتقالي بالدبابات والصواريخ منطقة صغيرة في وسط سرت حيث تحاصر من تبقى من الموالين للقذافي. ويقول زعماء ليبيا الجدد إنهم لن يبدأوا الانتقال إلى الديمقراطية إلا بعد السيطرة على سرت. وتنمو مشاعر الإحباط على خط هذه الجبهة. وعبر بعض المقاتلين عن غضبهم لأن قادتهم لم يصدروا أوامر بشن هجوم كبير للسيطرة على بقية المدينة.
كما تنتشر مشاعر غضب أيضا بين القوات الحكومية من مصراتة التي تقع إلى الغرب وبنغازي التي تقع إلى الشرق حيث تبادل الجانبان الاتهامات بضرب حلفاء الجانب الآخر في حوادث "نيران صديقة". وقال محمد السبتي وهو قائد ميداني "ما نحاول القيام به هو الحد من الهجمات من الشرق والغرب لتجنب النيران الصديقة وشن الهجوم بدلا من ذلك من الجنوب."
(م.س/ أ ف ب، دب أ، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي