الجامعة فضاء للانخراط في العمل الجمعوي والسياسي
٢ فبراير ٢٠١٢المهدي عتابو شاب مغربي يدرس الاقتصاد المعلوماتي في جامعة فورتسبورغ جنوبي ألمانيا، وهو منخرط بشكل فعال في العمل الجمعوي والسياسي داخل الجامعة وخارجها. ويشرف على نشاطات جمعية الطلبة المسلمين في ألمانيا و كذا جمعية مساعدة الطلبة الجدد والأجانب داخل جامعة فورتسبورغ. ويعتبر المهدي أن الحرم الجامعي يعطيه فرصة لبناء العلاقات والمساهمة في الفعل الإيجابي داخل المجتمع، سواء خلال الفترة الدراسية أو بعد التخرج أيضا، وذلك من خلال نشاطات علمية وثقافية تدعم وتكمل برنامج الجامعة.
"العمل الجمعوي منبر يجب استغلاله"
ومن بين المهام الأساسية التي يقوم بها المهدي: تنظيم ندوات توعوية من أجل ربط الوصال بين الطلبة الأجانب والطلبة الألمان، ومساعدة الطلبة الجدد والأجانب على الاندماج في المحيط الجامعي، ومساعدتهم في مشاكل الدراسة اليومية. وهو يحاول من خلال عضويته في جمعية الطلبة المسلمين الألمان مد الجسور داخل المجتمع الألماني، وتغيير الصورة النمطية السائدة عن المسلمين في ألمانيا، وذلك من خلال أنشطة توعوية وتربوية، يحاول فيها مع باقي الأعضاء التواصل مع جميع أطراف المجتمع الألماني.
وعلاوة على ذلك يعتبر المهدي العمل الجمعوي وسيلة "تساعد أيضا في ترقية التحصيل العلمي للطالب، وتحريك النشاط الجامعي، والمساهمة فيه بإيجابية". ويضيف المهدي أن: " العمل الجمعوي هو بمثابة منبر يجب على الطلبة استغلاله من أجل التعارف وتبادل الأفكار، التي من شأنها أن تعود بالنفع على الطلبة في حياتهم الشخصية والمهنية أيضا". فقد تمكن المهدي من خلال العمل الجمعوي من تحسين لغته الألمانية، والتعرف على العديد من الطلبة الألمان والأجانب، بالإضافة إلى اكتسابه مهارات في التنسيق وتنظيم اللقاءات وغيرها من المهارات، التي كما يقول:" قد يحتاجها في نطاق العمل أيضا".
و على غرا ر المهدي عتابو، ينشط أيضا العديد من الطلبة الأجانب والألمان داخل الجامعات الألمانية وخارجها، كل حسب اهتماماته ودوافعه. فمن أجل تحريك النشاط الجامعي وتحسين ظروف الطلبة. يشغل كاي بينتس منذ سنة 2009 منصب رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الطلبة (ASTA ) التي يتم انتخاب أعضائها بشكل ديمقراطي في جامعة غوتينغن الألمانية. بالإضافة إلى ذلك فإن كاي عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ويسهر على عدة أنشطة داخل الجامعة وخارجها، حيث يعنى بمشاكل وقضايا الطلبة الدراسية وحتى الاجتماعية.
التوفيق بين الدراسة والعمل الجمعوي
لكن كاي يشتكي من ضيق الوقت، وصعوبة التوفيق بين العمل الجمعوي والسياسي والدراسة الجامعية، ويقول:"لو أخذنا فترة الدراسة الجامعية المحددة بشكل صارم، خاصة في إطار نظام الماستر الجديد، يصبح من الصعب الانخراط في العمل الجمعوي والسياسي، إلا إذا كان المرء مستعدا لتجاوز الوقت المحدد للدراسة". وبدأ تعميم نظام الماستر والباتشلر ابتداء من سنة 2009 في كل معاهد الدراسات العليا والجامعات الألمانية. وهو نظام مكثف تم فيه تقليص عدد السنوات الدراسة الجامعية إلى 3 سنوات في مرحلة الباتشلر مع إمكانية إتمام الدراسة في مرحلة الماستر التي تدوم لمدة سنتين.
وهذا ما يعتبره كاي سببا أساسيا في تراجع عدد الطلبة المتطوعين والمنخرطين في العمل الجمعوي والسياسي: " خاصة مع ازدياد الضغوط من أجل إنهاء الدراسة بسرعة لولوج سوق العمل". فالانخراط في العمل الجمعوي قد يصبح شبه مستحيل في ظل التعديلات الجامعية الجديدة، إلا إذا كان هناك استعداد وعزم قوي للطالب من أجل التضحية بوقته من أجل العمل الاجتماعي.
وكان المهدي يعاني أيضا من نفس الصعوبات، خاصة في سنوات انخراطه الأولى، ولكنه أصبح الآن منظما بشكل يمكنه من الجمع بين المهمتين، حيث يقول :" يجب وضع أولويات وحدود من أجل التوفيق بين المهمتين". ويقوم المهدي الآن بتدريب في مرحلة الدراسة النهائية في مدينة لودفيكسبورغ. وكان قد حصل على هذا التدريب عن طريق أحد العاملين في هذه المصلحة، تعرف عليه في إحدى الندوات.
باب لولوج سوق العمل
وبالرغم من الصعوبات والتحديات إلا أن للعمل الجمعوي مزايا وفوائد كثيرة. وهذا ما دفع كاي بينتس، 29سنة، وهو متزوج وأب لطفلين، إلى الاستمرار في نضاله داخل الجامعة وخارجها، لأنه يرى مزايا متعددة، حيث يقول إن تجربته في العمل السياسي والاجتماعي تساعده أيضا في رسم توجهاته المستقبلية ودفعها نحو الأمام، مما يزيد من حظوظه داخل سوق العمل أيضا، كما يضيف:" أعتقد أن الانخراط في العمل السياسي والاجتماعي يجعلك أكثر وعيا وخبرة في ما يخص العمل الجماعي أو داخل فريق عمل". بالإضافة إلى مهارات ومكتسبات أخرى. وهي فرصة أيضا لربط العلاقات وتوطيدها مع الفاعلين السياسيين والجمعويين وأرباب العمل وبعض الشركات، مما قد يسهل مهمة البحث عن العمل فيما بعد.
الهدف الإنساني يبقى هو الحافز الأساسي
بالإضافة إلى الأهداف العملية يبقى الهدف الإنساني هو الحافز الأساسي للعديد من الطلبة، هذا ما يعتقده أيضا المهدي اعتابو، الذي يسعى إلى تعزيز الاندماج والتواصل بين الطلبة على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم، ويقول:" أنا ، كطالب أجنبي، أمثل دولة وقارة ودينا. وهدفي الكبير هو أن أترك صورة إيجابية في المجتمع الألماني من خلال المشاركة في هذه الجمعيات".
وأما كاي بينتس فقد استطاع خلال فترة توليه منصب رئيس جمعية الطلبة في جامعة غوتينغن أن يحقق نتائج ملموسة يفتخر بها، فقد استطاع إقناع إدارة الجامعة بتخفيف حدة كثافة الامتحانات "مما يتيح فرصة الانخراط في العمل الاجتماعي"، كما يقول، بالإضافة إلى توفر الجمعية على مدخول مادي مستقل ومستقر، يتيح لها تحقيق مشاريع لصالح الطلبة باستقلالية كبيرة. ويبقى الحماس والإرادة القوية، حسب كاي، من أهم أسلحة الانخراط في العمل االجمعوي.
أمين بنضريف
مراجعة: منى صالح