الحريري في بيروت بعد ثلاثة أسابيع من التكهنات
٢١ نوفمبر ٢٠١٧وصل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري ليل الثلاثاء (21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) إلى بيروت، بعد نحو ثلاثة أسابيع على استقالته المفاجئة من الرياض، في خطوة أثارت صدمة شعبية وسياسية واستدعت تحركاً دبلوماسياً بعد اتهام الرئيس اللبناني السعودية بـ "احتجازه".
وقد أكد مكتب الحريري في بيان وصوله آتياً من قبرص. وكان الحريري قد وصل إلى قبرص قادما من القاهرة وبعد أن أجرى محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول الوضع في لبنان والأزمات في المنطقة. وفور خروجه من الطائرة، غادر الحريري المطار مستقلاً سيارته التي انتظرته مع موكبه عند المدرج، وتوجه مباشرة إلى ضريح والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في وسط بيروت في 14 شباط/فبراير 2005.
واستبق مناصرو الحريري وصوله إلى بيروت بتسيير مواكب في شوارع بيروت وتنظيم تجمعات في أحياء عدة. وقال أحد مناصريه عبر قناة محلية "ليعرف الجميع، لا يمكن أن يأتي رئيس حكومة إلا سعد الحريري".
ومن المقرر أن يحضر الحريري صباح الأربعاء احتفالات عيد الاستقلال في وسط بيروت، على أن يشارك بعدها في استقبال رسمي للمناسبة ذاتها في القصر الرئاسي. ودعا تيار المستقبل الذي يترأسه الحريري، مناصريه إلى التجمع أمام منزله الذي يُعرف بـ"بيت الوسط" عند الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي من بعد ظهر الأربعاء احتفالاً بعودته.
ومن باريس التي وصلها السبت بموجب وساطة فرنسية بعد بقائه لأسبوعين في الرياض، انتقل الحريري بعد ظهر الثلاثاء إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال للصحفيين قبيل مغادرته إن "الحديث مع الرئيس السيسي تمحور حول استقرار لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمات الإقليمية، وأنا أشكر مصر على دعمها، كما أشكر الرئيس السيسي لدعمه الاستقرار لبنان". وأضاف الحريري قائلا: "موقفي السياسي سيكون في لبنان ولن أتحدث بالسياسة الآن".
كما أشاد في تغريدة بالصداقة "المميزة" التي تجمعه بالسيسي:
بدوره أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه الحريري في القاهرة على ضرورة "توافق الأطراف" اللبنانية. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن السيسي أكد على دعمه الكامل للحفاظ على استقرار لبنان وطالب بضرورة "قيام جميع الأطراف اللبنانية بالتوافق فيما بينها وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبناني، ورفض مساعي التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبنان".
وقبل وصوله إلى بيروت، توقف الحريري في لارنكا حيث التقى الرئيس القبرصي نيكوس أناستسياديس وعرض معه التطورات السياسية.
ويأتي وصول الحريري إلى بيروت بعد نحو ثلاثة أسابيع من استقالته وتوجيهه انتقادات لاذعة إلى كل من إيران وحزب الله اللبناني، شريكه في الحكومة، متهماً إياه بفرض "الأمر الواقع". كما حمل على تدخلهما في صراعات المنطقة خصوصاً اليمن وسوريا. وربط محللون بين استقالته والتوتر المتصاعد إقليميا بين السعودية وإيران.
أ.ح (أ ف ب)