Steinbrück: Streit mit Schweiz
١٨ مارس ٢٠٠٩تسببت تصريحات لوزير المالية الألماني بير شتاينبروك في تعكير صفو العلاقات الألمانية السويسرية، فقد استدعت الخارجية السويسرية السفير الألماني في برن، اكسل برج، بسبب غضبها من تصريحات الوزير بشأن ضرورة الحد من التهرب الضريبي. وهذه هي المرة الثانية خلال ستة أشهر التي يضطر فيها برج لتبرير تصريحات وزير مالية بلاده الذي تتهمه الحكومة السويسرية بالتصرف العدائي والمسيء لسويسرا من خلال تصريحاته بشأن ضرورة مواجهة الملاذات الضريبية.
ويعود سبب الاستدعاء إلى تصريحات نسبها بيتر بالتسلي، مراسل التلفزيون السويسري، لوزير المالية شتاينبروك شبه فيها سويسرا بالهنود الحمر قائلا في أحدى تصريحاته: "لم تكن هناك أبدا قائمة سوداء لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لم تكن هذه القائمة إلا مجرد إجراء لردع الهنود وإرجافهم". يذكر أن قواعد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على ضرورة الكشف عن بيانات أصحاب الحسابات البنكية حتى في القضايا الصغيرة المتعلقة بالتهرب الضريبي.
تعابير خاصة بالكابوي الأمريكي
ونقلت وكالة الأنباء السويسرية "اس دي ايه" عن السفير الألماني برج عقب المقابلة التي أجراها مع وكيل وزارة الخارجية السويسرية ميشائيل أمبول أمس الثلاثاء (17 مارس/آذار) قوله إنه اطلع على موقف مجلس الولايات السويسري في هذا الأمر. كما أبدى برج تفهما لانتقادات الحكومة السويسرية ولاستياء الشعب السويسري إزاء هذا الأمر.
وفي الوقت نفسه أكد برج حسب وكالة اس دي ايه أن ألمانيا ليست هي وحدها التي تحارب الملاذات الضريبية وأن هذه الحرب لا تستهدف سويسرا وحدها. كما أشار برج إلى أن ألمانيا تقدر كثيرا إعلان سويسرا عزمها تخفيف اللوائح الخاصة بسرية الحسابات البنكية، وقال إنه يأمل الآن أن يجلس الطرفان الألماني والسويسري ويتحدثان معا.
فيما شنت وسائل الإعلام السويسرية حملة على وزير المالية الألمانية، حيث اتهمه التلفزيون السويسري باستخدام تعابير خاصة بالغرب الأمريكي الشرس، في إشارة إلى الهجمات التي كان الكاوبوي أو رعاة البقر يقومون بها ضد الهنود الحمر. أما صحيفة بيلد بيندانت بليك فقد اتهمت شتاينبروك بأنه يشن حرب اقتصادية على سويسرا.
سويسرا ستقدم معلومات للمحققين في حالات خاصة
وتعتزم وزيرة الخارجية السويسرية ميشلينه كالمي ري إبلاغ دول أوروبية بقرار مجلس الولايات السويسري بشأن سرية الحسابات. ومن المتوقع أن تعلن سويسرا عن استعدادها لتقديم مساعدة للمحققين في حالات مبررة منها حالات متعلقة بقضايا التهرب الضريبي الذي لا يعاقب عليه القانون السويسري حاليا. وتنوي كالمي ري السفر إلى باريس وروما خلال الشهر الجاري ثم إلى برلين مطلع نيسان/أبريل المقبل في إطار جهود بلادها لمواجهة الضغوط الأوروبية عليها بشأن محاربة الملاذات الضريبية.
وكانت النمسا وأندورا وليختنشتاين وسويسرا وبلجيكا وموناكو ولوكسمبورج أعلنت خلال الأيام الماضية استعدادها لتخفيف قواعد السرية البنكية وذلك تفاديا لوضعها ضمن القائمة السوداء التي تخطط الدول الصناعية الكبرى والدول الناهضة لتصنيفها كملاذات ضريبية يلجأ إليها المتهربون من الضرائب، وذلك في خطوة للتشنيع على هذه الدول وحثها على التعاون مع المحققين في الدول المعنية ضد قضايا التهرب الضريبي.
(ه ع ا/ ع.ج.م /د ب ا)