الدول الست الكبرى تخفق في إقرار عقوبات جديدة على طهران
٢٠ سبتمبر ٢٠٠٨انتهى اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا أمس الجمعة في واشنطن دون التوصل إلى اتفاق حول فرض حزمة جدية من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وأعلنت الخارجية الأميركية التي استضافت الاجتماع أن اللقاء "انتهى من دون اتفاق لا على موعد أو محتوى قرار جديد في الأمم المتحدة ضد إيران".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت وود، إن المجتمعين أعربوا عن تمسكهم بمسار "النهج المزدوج" من خلال سياسة استخدام العصا والجزرة لدفع إيران على التخلي عن أنشطتها النووية المثيرة للجدل. وقال وود إن ممثلي الدول الست الكبرى بحثوا الهواجس التي أثارها تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، في 15 سبتمبر/أيلول، مشددين على ضرورة تعاون طهران التام في التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتحفظ ألماني وأوروبي
من جهتها أبدت ألمانيا تحفظا بشأن فرض عقوبات دولية جديدة على إيران لحملها على تقديم مزيد من المعلومات عن برنامجها النووي. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، يانس بلوتنر، في مؤتمر صحفي أن برلين تفضل التفاوض حول حل مع إيران. وردا على دعوة باريس إلى تشديد العقوبات الدولية قال إن الاتحاد الأوروبي "طرح على الطاولة اقتراحا قويا"، مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار الاتصالات والحوار مع طهران من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة. غير أنه أكد في الإطار ذاته أن ألمانيا ستتوجه من جديد إلى مجلس الأمن "إذا لم يحصل تقدم عن طريق التفاوض".
وفي سياق ذي صلة ألقى الاتحاد الأوروبي بثقله الدبلوماسي وراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معبرا في الوقت ذاته عن "قلقه الكبير" إزاء رفض إيران التعاون مع مفتشي الوكالة للقيام بعملهم فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وجاء في بيان صادر بالنيابة عن دول الاتحاد السبعة والعشرين الأعضاء أن الاتحاد الأوروبي "يستنكر" حقيقة أن إيران رفضت تعليق الأنشطة النووية ويشارك الوكالة "القلق العميق" من أن إيران "لا ترد على التساؤلات الخاصة بأنشطة محتملة ذات صلة بتصميم وبناء أسلحة نووية".
وكان البرادعي قد أعلن الاثنين الماضي أن إيران تواصل توسيع برنامج تخصيب اليورانيوم ، ما يربك جهود الأمم المتحدة الرامية للتأكد من طبيعة الطموحات النووية للبلاد. وقال أيضا إن الوكالة لديها معلومات جديدة ذات صلة بدراسات إيرانية سابقة ذات صلة بالأسلحة النووية، ولكنه لم يلق تعاونا من قبل طهران لتوضيح التفاصيل.
رفض روسي للعقوبات على إيران
ولكن الموقف الروسي جاء رافضا بشكل واضح لفرض عقوبات جديدة على إيران، حيث قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها اليوم إن روسيا تعارض تبني مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة ضد إيران. وجاء في بيان الخارجية الروسية "أن الجانب الروسي أكد ضرورة متابعة الجهود للعودة إلى الحوار البناء مع طهران بهدف التقدم في مسار التفاوض". وكان اجتماع المديرين السياسيين في وزارات خارجية الدول الست الكبرى في واشنطن يهدف إلى التمهيد إلى اجتماع وزراء خارجية هذه الدول الأسبوع المقبل في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويرى عدد من المراقبين أن هذا الاجتماع لن يتمخض عن قرارات حاسمة بهذا الخصوص، خاصة في ضوء توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ النزاع الروسي الجورجي في آب/ أغسطس الماضي.