الرئيس الألماني: الأزمة المالية فرصة لاعتماد نظام اقتصادي عالمي عادل
٢٤ ديسمبر ٢٠٠٨دعا الرئيس الألماني، هورست كولر، إلى التفاؤل رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد الألماني. وأشار كولر، في كلمته التقليدية الموجهة إلى الشعب الألماني بمناسبة حلول أعياد الميلاد، إلى أن مواجهة تحديات هذه الأزمة تتطلب تكاثف الجهود، مشددا في الوقت نفسه على ثقته بأن الشعب الألماني سيتمكن من التغلّب عليها. وتابع في هذا السياق قائلا: "سيكون لزاما علينا أن نبذل قصار جهدنا، ولكني متفائل بأننا سنتغلب على التحديات".
"ألمانيا تتمتع بأرضية اقتصادية صلبة"
ولفت كولر، الذي تولى من قبل منصب مدير صندوق النقد الدولي قبل أن يصبح رئيسا لألمانيا إلى أن الأزمة المالية تسبّب القلق للجميع، قائلا إنها لم تسبّب في ضياع مبالغ مالية هائلة فحسب، بل وأيضا في حالة من الهلع لدى الكثيرين، الذين أصبحوا يخشون على مدّخراتهم ومواطن شغلهم.
كما نوه الرئيس الألماني بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الألمانية لمواجهة تداعيات الأزمة التي هزّت الأسواق المالية العالمية، مؤكدا في الوقت نفسه على أن حزم الدولة لحماية المؤسسات والمصانع وغيرها لضمان أماكن عمل المواطنين ومصدر معيشتهم، يعدّ أمرا لا شك في صوابه. وأشاد كولر بردة فعل المواطنين وصناع القرار في ألمانيا، واصفا إياها بأنها تنم عن "حكمة وذكاء ورزانة"، معربا عن ثقته بأن بلاده تتمتع "بأرضية اقتصادية صلبة".
"الأزمة من شأنها أن تزيدنا قوة"
من جهة أخرى شدد الرئيس الألماني على أن الإصلاحات التي شهدتها البلاد خلال الأعوام الماضية والاستعداد للتعاون بين المؤسسات الاقتصادية قد عززت من قدرة المجتمع الألماني على مواجهة المهام القادمة. وطالب كولر المسؤولين في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي "بالحرص واليقظة على حماية المصلحة العامة"، وقال "إننا بحاجة إلى المروءة والتواضع والاعتدال."، كما أكد على أن المصداقية من شأنها أن تُعيد الثقة الضائعة.
وأشار كولر إلى أنه يرى في الأزمة فرصة لتحسين التعاون بين الشعوب وكذلك لاعتماد نظام اقتصادي ومالي أفضل يكون فيه "رأس المال في خدمة الجميع، ولا يشعر أحد أنه خاضع لسيطرته." وأضاف كولر، وهو اقتصادي معروف،: "لو عملنا سويّة من أجل تحقيق ذلك، فإن الأزمة من شأنها أن تزيدنا قوة."