الرحلة إلى عالم حرب النجوم تبدأ بصحراء تونس
لمرة واحدة، يمكنك السير على خطى لوك سكاي ووكر. هذا الأمر ممكن في أماكن التصوير الأصلية في تونس. ورغم ان الإرهاب أثر بشكل كبير على قطاع السياحة في البلاد، إلا أن بعض محبي حرب النجوم يرغبون في تغيير ذلك.
صاروخان خشبيان يذكران بأن هذا الموقع كان يمثل الميناء الفضائي لموس اسبا. يمكن للزوار التقاط صورة تذكارية بـ"عباءة فرسان جادي الأصلية".
قام محبو فيلم حرب النجوم من كل أنحاء العالم بجمع المال لإنقاذ مدينة "موس إسبا" من الغرق في الرمال. باستخدام معدات ثقيلة، تمت إزاحة أطنان من الرمال. والآن يمكن لمحبي حرب النجوم وللسياح الاستمرار في زيارة مدينته الخيالية، ومسقط رأس أناكين سكاي ووكر.
اليوم لا يأتي سوى قليل من الزوار إلى "موس إسبا"، التي تقع في أقصى الجنوب الغربي من تونس، لذا يسرع بائعو التذاكر نحو أي سائح يأتي إلى المدينة السينمائية. الفرنسيان إيفون وفرونسوا بواسون أتيا هنا بمحض إرادتهما، فهما من أشد المعجبين بفيلم حرب النجوم ويريدان السير على خطى لوك سكاي ووكر.
بائع التذكارات سالم بن سعيد يعمل في مجال السياحة منذ أكثر من ثلاثين عاماً. ومنذ عدة أعوام يعمل في "مجرة أخرى"، في "كوكب تاتوين"، حيث تقع مدينة موس إسبا في الفيلم. ومن ضمن التذكارات التي يبيعها العقارب المجففة والمجوهرات الصغيرة.
هنا تم تصوير الحلقة الأولى من حرب النجوم، حيث تم بناء فندق "سيدي إدريس" تحت الأرض. هنا في مطماطة، مدينة صحراوية صغيرة في وسط تونس. الفندق يحمي من الحرارة، لكن بالنسبة لمخرج حرب النجوم جورج لوكاس، فقد شعر هنا بالتأكيد أنه في كوكب آخر.
في الجزء الأول من الفيلم في عام 1977، كان لوك سكاي ووكر يعيش مع عمه وعمته في هذا المنزل. الصورة على الحائط تظهر مشهدا مألوفا للأسرة في غرفة الطعام. لوك ولد هنا. وهذا السبب الرئيسي الذي يجعل محبي حرب النجوم يتوقفون في فندق سيدي إدريس.
حالياً يأتي القليل من السياح فقط إلى تونس، وهو الأمر الذي بات واضحا في المراكز تصويرالرئيسية هنا لسلسلة حرب النجوم . كان من الصعب إيجاد أماكن للأكل هنا، لكن الوضع تغير تماما حيث أصبح المكان الآن شبه فارغ. على الجانب الآخر، تبدو غرفة الطعام شبيهة بما كانت عليه في الفيلم.
أنابيب بلاستيكية وزعانف وأزرار، كل هذه الدعائم الباقية من فترة التصوير تذكر بمركبة الفضاء. الآن بهتت ألوانها، مثلما حدث للفندق ككل. لكن مازال للمكان سحره الخاص.
مثل كل فارس جادي حقيقي، كان لدى لوك سكاي ووكر سيف من الليزر. هذا السيف الذي يبدو أنيقاً ومتقدماً في الفيلم، ليس في الحقيقة سوى قضيب بلاستيكي، لم يعد يضيء. هنا نجد الكثير من الصور على الجدار، من بينها صورة المخرج جورج لوكاس. وتعود الصور إلى عام 1975.
حالياً، عادة ما يكون مسعود بارشيد وحده في فندق "سيدي ادريس"، الذي يديره منذ عدة سنوات. لكنه يعتني به جداً. إنه يذكر بتصوير الفيلم عندما كان فريق العمل يملأ المكان بالحياة. أما الجزء الأحدث من حرب النجوم، فقد تم تصويره في أبو ظبي، رسمياً، لأسباب أمنية.