الروس بالمركز الأول - مقاتلو "داعش" الأجانب بالأرقام
٢٧ أكتوبر ٢٠١٧نشرت شركة الاستشارات الأمريكية (Soufan) ، تقريراً ذكرت فيه إن روسيا تتصدر قائمة الدول التي انحدر منها أعلى عدد من المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق وانضموا إلى "داعش".
فعدد المقاتلين الروس في تنظيم ما يعرف "بالدولة الإسلامية" بلغ (3417) مقاتلاً. وجاءت السعودية في المركز الثاني (3244)، ثم الأردن (3000) في المركز الثالث، تليها تونس (2926) ثم فرنسا (1910) على التوالي. أما بالنسبة لأرقام العائدين من سوريا والعراق، فقد عاد 400 شخص إلى روسيا و 760 إلى السعودية و 250 إلى الأردن و 800 إلى تونس و 271 إلى فرنسا.
ويقدر عدد المقاتلين الأجانب من ألمانيا بـ (915)، في حين أن الذين عادوا إلى ألمانيا يبلغ (300) شخص. ويركز التقرير على خطر العائدين من "داعش" إلى بلدانهم الأصلية، وذكر التقرير "في حين أنه سيكون من الصعب تقييم التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب والعائدون، إلا أنهم سيشكلون تحديا لكثير من البلدان لسنوات قادمة".
أرقام مرتفعة ولكن واقعية
ووفقا للتقرير فإنه "يوجد الآن ما لا يقل عن 5600 مواطن أو مقيم من 33 بلداً عادوا من العراق وسوريا إلى بلدانهم". وبحسب التقرير فإن أكبر عدد مقاتلين بالنسبة للمناطق الجغرافية جاء من دول الاتحاد السوفيتي السابقة، حيث بلغ (8717) ، في حين جاء الشرق الأوسط بالمرتبة الثانية بعدد بلغ (7054)، ثم أوروبا الغربية (5718)، تليها دول شمال أفريقيا بعدد وصل إلى (5319) ، ثم دول جنوب شرق آسيا بـ (1568) مقاتل، وكذلك من دول البلقان بـ(845) مقاتل، وأتت بالمرتبة الأخيرة أمريكا الشمالية بما يقارب (439).
ويقدر أن هناك أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" من أكثر من 110 دولة قبل وبعد "إعلان الخلافة" في حزيران / يونيو عام 2014.
كما أكد التقرير أن هناك ارتفاعا ملحوظا بعدد النساء اللواتي التحقن بـ "داعش" بالإضافة إلى ارتفاع بعدد الأطفال المولودين هناك. وذكر التقرير أنه "منذ عام 2015، كان هناك زيادة ملحوظة في عدد النساء والأطفال الأجانب الذين يسافرون إلى سوريا والعراق، وكذلك في حالة الأطفال، المولودين في المناطق التي سيطر عليها "داعش".
وفي مكالمة هاتفية مع DW عربية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة دويزبورك إيسين يوخين هيبلار ، إنه من الصعب معرفة دقة هذه الأرقام، حيث أن "هذه الأرقام تم جمعها من حكومات الدول المعنية". وأشار إلى أن مجموعة "سوفيان لا تستطيع أن تعد الأشخاص أنفسهم، فالعاملون في المجموعة يسألون حكومات دول مختلفة عن تقديرهم لهذه الأعداد". ويؤكد هيبلار أن الأعداد الواردة في التقرير بالنسبة لألمانيا مثلاً هي أرقام مثبتة من قبل الحكومة الألمانية ومؤسساتها كوزارة الداخلية ووكالات الاستخبارات والشرطة وغيرها. "ولكن ربما الأرقام أعلى من 915 بقليل، لكن التقييم بشكل عام يبدو واقعياً".
"عائدون مختلفون"
وأضاف الأستاذ هيبلار في حوار مع DW عربية أنه توجد عدة مجموعات من العائدين وهم يقسمون إلى ثلاث مجموعات. "فهناك مجموعة من العائدين الذي أصيبوا بخيبة الأمل لأن "داعش" استغلتهم في طرق لم يكونوا راضين عنها". وبالنسبة لهذه المجموعة يقول هيبلار ل DW ـعربية إن الكثيرين انضموا إلى "داعش" ظناً منهم أنهم سيقاتلون بشار الأسد أو الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، لكنهم بالحقيقة قضوا معظم وقتهم يقاتلون مجموعات سنية أخرى. هذا بالإضافة إلى انهيار الصورة الرومانسية التي كانت لديهم حول الجهاد. ويؤكد هيبلار أن هذه المجموعة لا تشكل خطراً على أوروبا، بل بالعكس يمكن أن تساعد السلطات على رفع الوعي بين المسلمين في أوروبا عن وهم الجهاد الذي سوقت له "داعش".
ويضيف أن "هناك مجموعة ثانية من العائدين الذين كانوا يحاولون فقط الخروج من "داعش" لأنهم يعتقدون بأن وقت الجهاد قد مضى وهؤلاء يحاولون أن يندمجوا مرة ثانية في المجتمع الألماني". هذه المجموعة، بحسب هيبلار، ليست الخطر الأكبر على أوروبا بالرغم من أهمية مراقبتهم.
أما المجموعة الثالثة التي يعتبرها هيبلار الأخطر والتي يجب مراقبتها على الدوام، فهي تشمل " عناصر زادت من تطرفها من خلال التدريبات الجهادية التي تلقتها، حيث تم تدريبها على استخدام الأسلحة والمتفجرات". ويختم بالقول "هؤلاء الأشخاص يمثلون خطراً شديداً على المجتمعات الأوروبية ويجب أن يكونوا محط والمراقبة".