"الزواج لثلاثين دقيقة" فيلم تسجيلي ألماني عن زواج المتعة في إيران
٤ أغسطس ٢٠١١سئلت إيرانية "متى ينتهي زواجك؟" فردت قائلة:"لم يعد لدي سوى ثلاثة أشهر". نعم، بوسع الأزواج إبرام عقد زواج مؤقت، ربما يستمر 50 عاما وربما لنصف ساعة فقط، وذلك تبعا للظروف. يشار إلى أن القانون في إيران يجرم ممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية في إيران ويعاقب عليها بالجلد. هذا ما يوضحه الفيلم التسجيلي الألماني "في بازار الجنسين" والذي يعرض حاليا في 35 دار سينما ألمانية حقيقة هذه العرف المعمول به منذ عقود في إيران. ورغم ظهور عدد من المآسي من حين لآخر في الفيلم إلا أنه مسل وهو ما ظهر من ضحكات المشاهدين خلال العرض الأول في كولونيا.
وعلى سبيل المثال، هناك مشهد في بداية الفيلم يظهر فيه رجل دين إيران "مُلّه" ذو عمامة وملتح يلقي محاضرة عن الشكل الذي يسمح بممارسته من الجنس خلال الزواج المؤقت. وبدا هذا الرجل محرجا وهو ما ظهر في حكه لمنطقة خلف الأذن، كما أبدى ابتسامة مكتومة. ويعلق معظم الإيرانيين على شؤون حياتهم اليومية غير البسيطة دائما بمزاح جاف، فهذا سائق تاكسي إيراني أعزب أجهده البحث عن سكن لأن أصحاب الشقق غالبا ما يرفضون غير المتزوجين يجيب على سؤال: "كم عدد أبنائك؟" قائلا: "ليس لدي أصلا الأم اللازمة لذلك". ثم اشتكى هذا السائق لدى أحد علماء الدين من أن الإيرانيات يضطررن لارتداء ملابس طويلة في هذه الحرارة الملتهبة في حين أن النساء خارج إيران يمشين شبه عاريات على الشاطئ ويستطعن دخول الجنة رغم ذلك، كمسيحيات أو يهوديات معتبرا ذلك "غير عادل".
بالنسبة للمشاهد الألماني، فأن الفيلم يستحق المشاهدة، لمثل هذه المشاهد وحدها، لأنه يقتحم قوالب ثابتة لسكان بلد يتهم من قبل الغربيين بالتطرف. وترفض المخرجة سودابه مورتيزاي، النمساوية ذات الجذور الإيرانية، التعليق على مشاهد الفيلم الذي يبلغ 84 دقيقة، وتقتصر في عملها على ترك أبطال الرواية يتحدثون عن زواج المتعة في مواقف متعددة. وزواج المتعة، يظهر عندما يريد زوجان إبرام في مكتب زواج عقد زواج جديد لمدة عام، وهي عملية بسيطة يتم خلالها توعية الزوج بأنه من حقه حسب المذهب الشيعي الزواج أربع مرات عادية و إبرام أي عدد يريده من زيجات المتعة طالما أمتلك ما يكفي من المال الذي يعول به زوجاته. ثم يقوم الموظف المختص بملء استمارتين ويوجه تهنئة مقتضبة بحكم عمله قائلا: "مبروك!".
و خلال مشاهد الفيلم، اشتكى عالم دين شيعي كبير بأن الإيرانيات مصابات بالغيرة المرضية، مما يجعلهن يستكثرن على الرجل التزوج بأربع نساء حسبما تسمح له الشريعة. ويرى هذا العالم في الفيلم أن وضع الرجال السعوديين في هذا الأمر أفضل بكثير "فإذا مرضت إحدى زوجاته الأربعة حلت الثلاثة الأخريات محلها". ولا يرى الإيرانيون في زواج المتعة شكلا من أشكال الحرية بل جزءا من النظام القمعي في دولة دينية، يصور استبداد الرجال. كما أن الكثير من النساء اللاتي يقررن دخول مثل هذه العلاقة، (زواج المتعة) يفعلن ذلك لأسباب اقتصادية، فهن يلعبن دورا "العاشقات" مقابل "المهر".
المصدر: وكالة الأنباء الألمانية
مراجعة :عباس الخشالي