السعودية تدافع عن قصر مكبّرات الصوت على رفع الأذان والإقامة
١ يونيو ٢٠٢١أعاد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد السعودي عبد اللّطيف آل الشيخ الدفاع عن القرار الذي أصدره في 23 أيار/ مايو الماضي ويحصر بموجبه استخدام مكبّرات الصوت الخارجية في مساجد المملكة وجوامعها برفع الأذان والإقامة، ومنع استخدامها في كلّ ما عدا ذلك من خطب وتلاوة القرآن. كما أمر القرار بألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة ثلث الدرجة القصوى للجهاز.
وأثار هذا القرار انقساماً حاداً في المملكة المحافظة، ولا سيّما على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيّدين قالوا إنّه يحدّ من الضوضاء والتشويش اللذين ينجمان عن تداخل أصوات الأئمة في بلد يعدّ عشرات آلاف المساجد والجوامع، ومعارضين استغربوا كيف يُمكن الشكوى في بلد الحرمين الشريفين من أصوات الخطباء والمقرئين والمصلّين.
لكنّ آل الشيخ ذكّر بالضرر الذي تُحدثه الضوضاء على المرضى وكبار السنّ والأطفال في البيوت المجاورة للمساجد، إضافة إلى تداخل أصوات الأئمة وما يترتّب على ذلك من تشويش على المصلّين سواء أكانوا في المساجد أم في البيوت.
وقال الوزير في تصريح للتلفزيون الرسمي إنّ "مكبّرات الصوت من الأشياء الحديثة والمستجدّة وهي ليست من قرون، فهذه أشياء سبق وأن حرّمت في السابق وحرّمها وأنكرها كثير من الناس في حينه". وأضاف أنّ "الوزارة لم تمنع واجباً أو مستحَبّاً، وأيضاً لم تفرض محرَّماً أو مكروهاً. هذه أجهزة فيها خير وهو إيصال الأذان لدخول الوقت إلى الناس، والإقامة أضيفت إلى الأذان بالرغم من أنّ الإقامة ينبغي أن تكون لمن هم داخل المسجد وليسوا في خارجه".
وشدّد آل الشيخ على أنّ "من لديه الرغبة في الصلاة، لا ينتظر إلى أن يدخل الإمام ويُكبّر ويُسمَع صوته، المفروض أن يسبق إلى المسجد. أما من كان يقصد محبةً سماع القرآن، (...) فهناك قناة تلفزيونية تنقل من بيت الله الحرام مباشرة صوت المقرئين على مدار الساعة، وهناك قناة تلفزيونية أخرى تنقل السنّة النبوية على مدار الساعة من مسجد رسول الله" في المدينة المنوّرة".
ولفت الوزير إلى أنّ قرار "الاكتفاء بالأذان والإقامة هو لسبب مهمّ جداً وهو أنّ كثيراً من المجاورين (للمساجد) تأتينا منهم شكاوى كثيرة يطالبوننا فيها بإيقاف نقل غير الأذان والإقامة من المسجد لأنّ بينهم من هم عجزة، أو من هو ليس مهيّأً، أو أطفالًا نائمين أو غير ذلك، فلا ضرر ولا ضرار".
وذكّر آل الشيخ في هذا الصدد بفتاوى سابقة صدرت بهذا الشأن، وإحداها تتعلّق بمكبّرات الصوت حتّى داخل المسجد، ومفادها أنّه "إذا كان الإمام صيّتاً فلا داعي لأن توضع داخل المسجد، فما بالك بإزعاج الناس خارج المسجد؟". وأضاف "كما تعلمون، عندنا في المملكة تسّك بالدين، والعاطفة الدينية عندنا قويّة، ولذلك لا يستطيع من في قلبه مرض أن يؤثّر على عامّة الناس".
وأتى قرار قصر المكبّرات على نقل الأذان والإقامة في أعقاب إطلاق وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السنوات الأخيرة إصلاحات كبيرة في المملكة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، أبرزها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيّارات، وإعادة فتح دور السينما والسماح بإقامة حفلات غنائية ووضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء في مجتمع محافظ إلى حدّ كبير.
وشهدت المملكة كذلك وضع حدّ لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد. وبات انتشار عناصرها محدوداً بل حتّى معدوماً، ما سمح لبعض النساء بالسير دون عباءة أو غطاء للرأس وخصوصاً منهنّ الأجنبيات.
ع.ش/ع.غ (أ ف ب)