السودان.. تواصل إجلاء الأجانب وانقطاع شبه تام للانترنت
٢٣ أبريل ٢٠٢٣قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الجيش الأمريكي أجرى عملية لإجلاء موظفي الحكومة الأمريكية من الخرطوم "بناء على أوامر مني". ,وأكد بايدن وفي بيان للبيت الأبيض "إن إجلاء موظفي السفارة الأمريكية في السودان اكتمل" داعيا لإنهاء العنف "غير المعقول" في السودان.
وأعلن بايدن تعليق عمل سفارة الولايات المتحدة في السودان مؤقتا، لكنه أكد على أن التزام بلاده تجاه الشعب السوداني والمستقبل الذي يريدونه لأنفسهم لا نهاية له. وأعرب الرئيس الأمريكي عن شكره لجيبوتي وإثيوبيا والسعودية، التي كانت مساهمتها حاسمة لنجاح عملية الإجلاء. وأشار إلى أن العنف المأساوي في السودان أودى بالفعل بحياة مئات المدنيين الأبرياء. وقال إنه غير معقول ويجب أن يتوقف. ودعا طرفي النزاع في السودان إلى تنفيذ فوري وغير مشروط لوقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام إرادة شعب السودان.
ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة أكملت إخلاء سفارتها في السودان وسط قتال عنيف بين الجماعات العسكرية المتناحرة. وقالت الوزارة إن جميع موظفي السفارة وعائلاتهم غادروا الخرطوم بأمان. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه تم تعليق عمل السفارة مؤقتا". وتابع بلينكن أن "تعليق العمليات في إحدى سفاراتنا هو دائما قرار صعب، لكن سلامة موظفينا هي مسؤوليتي الأولى". وأشار بلينكن إلى "المخاطر الأمنية الخطيرة والمتنامية" في الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وأضاف "أكرر دعوتي للجانبين لتمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في عيد الفطر على وجه السرعة إلى وقف دائم للأعمال القتالية لمنع المزيد من الضرر للأمة السودانية".
كما أكد مسؤولون أمريكيون أنه تم إجلاء جميع موظفي الحكومة الأمريكية من سفارة واشنطن في الخرطوم ومن بينهم عدد صغير من الدبلوماسيين من دول أخرى، في عملية شهدت إجلاء أقل من 100 شخص وسط استمرار القتال في السودان.
وقال مسؤول عسكري إن الطائرات الأمريكية دخلت السودان وخرجت منه دون أي مشكلات. وأضاف مسؤول آخر أن عددا كبيرا من الموظفين المحليين لا يزالون يدعمون السفارة حيث قررت واشنطن أمس السبت تعليق أنشطتها.
إجلاء الرعايا الأجانب
كذلك أعلن السفير الروسي في الخرطوم، أندري تشيرنوفول، أن 140 شخصاً أكدوا للسفارة الروسية، الرغبة في مغادرة السودان عن طريق سفارة روسيا، مشيرا إلى أن القائمة تتزايد بسبب طلبات مواطني دول رابطة الدول المستقلة وعدد من الدول الأخرى.
وقال السفير الروسي لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، "القائمة التي نأخذها في الاعتبار من المواطنين والدبلوماسيين الروس، وهي حوالي 300 شخص". وأوضح أنه حتى الآن، أعرب حوالي 140 شخصًا، من غير الروس، عن رغبتهم في الجلاء، مشيرا إلى أنهم لا يؤثرون على المواطنين الروس الراغبين في المغادرة.
وتعتزم بريطانيا أيضا إجلاء موظفي سفارتها في السودان "في أقرب وقت ممكن" بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة في أعقاب الهجمات المتزايدة على البعثات الدبلوماسية، وفقا لمصدر بالحكومة البريطانية. وذكرت وكالة "بي إيه ميديا" البريطانية أن الوزراء يحرصون على مساعدة المسؤولين البريطانيين للخروج من السودان.
ولكن مصدرا في الحكومة البريطانية قال إن أي الإجلاء سيكون "محدودا للغاية" وسيركز على العدد القليل من موظفي الخدمة المدنية البريطانيين المتمركزين في العاصمة الخرطوم. ومن غير المتوقع أن تكون هناك جهود عسكرية للمساعدة في نقل الأشخاص جوا إلى خارج البلاد على نفس النطاق الذي شهدته أفغانستان في عام 2021، وذلك نظرا لأن بريطانيا ليس لها وجود سياسي أو عسكري كبير في السودان. ولا تزال بريطانيا تنصح رعاياها في السودان بضمان تسجيل وجودهم لدى وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية والبقاء في منازلهم.
وبدأت فرنسا "عملية إجلاء سريع" لمواطنيها ولطاقمها الدبلوماسي من السودان حيث دخلت المعارك العنيفة أسبوعها الثاني، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الأحد (23 أبريل/ نيسان 2023).
ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أن العملية ستشمل أيضًا مواطنين أوروبيين وآخرين منحدرين من "دول شريكة حليفة"، دون أن تقدّم تفاصيل إضافية.
وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أنه "جرى في وقت سابق إجلاء البعثة السعودية برا إلى بورتسودان ومنها جوا إلى المملكة العربية السعودية، كما سيتم تأمين مغادرة البعثة الأردنية في وقت لاحق بنفس الأسلوب". وذكرت قناة العربية الفضائية السعودية أن خمس سفن سعودية نقلت أيضا 158 شخصا من السودان إلى جدة المطلة على البحر الأحمر. ومن بينهم دبلوماسيون ومواطنون من السعودية وبلغاريا وكندا وقطر والكويت ومصر وتونس والإمارات والهند وباكستان وبوركينا فاسو والفلبين، وفقا لوزارة الخارجية السعودية.
ومن جهتها دعت وزارة الخارجية المصرية المواطنين المتواجدين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة لهم تمهيداً لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية المختصة. جاء ذلك في بيان صادر الأحد عن مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية وتلقت وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) نسخة منه.
وأضاف البيان "كما تدعو الوزارة المصريين المتواجدين بمدينة الخرطوم للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة، وإعادة تقييم الوضع في ضوء عدم إستقرار الأوضاع الأمنية طبقاً لتطور الموقف، وبالتنسيق مع السلطات السودانية، وبما يسمح بإجلائهم في إطار خطة الاجلاء الموضوعة لجميع المصريين في السودان".
ونقلت قناة العربية عن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قوله إن الجيش يسيطر على جميع مطارات البلاد ما عدا المطارين بالخرطوم وبلدة نيالا جنوبي منطقة دارفور. وقال البرهان إنه ما زال يسيطر على الجيش ولن يسمح لمنافسه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع النافذة، بالرحيل إلا "في نعش". ونشب قتال في السودان بين أكبر جنرال بالجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على القيادة منذ السبت الماضي 15 نيسان/ أبريل. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية لقي 413 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من 3500 آخرين منذ نشوب القتال.
انقطاع شبه كامل للانترنت
ويحاول السودانيون في ظل تواصل الاشتباكات أيضا الفرار من القتال. ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فر ما يصل إلى 20 ألف شخص بالفعل إلى تشاد المجاورة خلال الأيام القليلة الماضية. ونزح آلاف غيرهم من مناطق القتال العنبف إلى مناطق داخل البلاد.
ويعاني السودان انقطاعا "شبه كامل" لخدمة الانترنت، وفق ما أفاد موقع رصد للشبكة العنكبوتية العالمية اليوم الأحد، مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثاني.
وقالت منظمة "نت بلوكس" ومقرها لندن التي تعنى برصد الوصول إلى شبكة الانترنت في العالم "تُظهر بيانات الشبكة في الوقت الحالي انهيارا شبه كامل للاتصال بالإنترنت في السودان، حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حاليا 2 في المئة مقارنة بالمستويات العادية".
ع.ج/ م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)