السيارات الكهربائية تخطف الأضواء في معرض ميونيخ الدولي
١٠ سبتمبر ٢٠٢٣في وسط مدينة ميونيخ، حيث الوصول إلى معرض "آي إيه إيه" مجاني للعامة، لا تُعرض سيارات عاملة بالبنزين على منصات العرض الخاصة بـ"بي ام دبليو" أو "رينو"، فيما يُعرض القليل من السيارات الهجينة لدى "مرسيدس".
فلدى كبرى الشركات الأوروبية المصنعة للسيارات، الأولوية باتت بوضوح للمركبات الكهربائية، رغم أن الطرازات العاملة بالبطاريات لا تزال تمثل جزءاً صغيراً فقط من المبيعات في أوروبا.
حتى أن رئيس شركة "بي ام دبليو" حذر عبر صحيفة "بيلد" الشعبية الشهيرة، من أن عدد السيارات الحرارية المباعة يُتوقع أن يزيد بحلول عام 2035، عندما يُفترض أن تكون جميع السيارات الجديدة المباعة في الاتحاد الأوروبي كهربائية.
المستقبل للمركبات الكهربائية؟
وحدها شركة "بورشه" عرضت سيارة غير عاملة بالكهرباء، في الصف الثاني من منصتها، كما لو أنها أرادت الإيحاء بأن هذه المركبات باتت من زمن غابر.
بيد أنّ ذلك لا يشكل أي مصدر أسف لدى ناتالي، المقيمة في ميونيخ، والتي تمت مقابلتها على منصة العلامة التجارية الراقية. وهي قالت إن الطرازات الكهربائية "هي المستقبل"، وذلك بعد التقاط صورة لابنيها خلف مقود سيارة تعمل بالوقود بسعر يقرب من 180 ألف يورو.
وفي طابور تحت الشمس، يصطف حوالى عشرة أشخاص من محبي ركوب الدراجات. ويقول أحدهم، فالكو ويل (75 عاماً)، "ليست لدي سيارة، إذ لا يثير ذلك اهتمامي". ويوفر الجناح إمكان تنظيف الدراجات الهوائية في حوالى خمس عشرة دقيقة عبر آلة مجهزة بنفاثات مائية وفرش دوارة، ما يجعل الدراجة برمّتها تلمع بالكامل.
وفي اليوم السابق، مرت ما بين 120 إلى 130 دراجة عبر "مغسلة الدراجات" هذه. ويقول كريستوفر ستروبل الذي يدير المكان "حصل تدافع" على عملية الغسيل.
ومنذ نسخته الأخيرة في عام 2021، يسعى معرض السيارات جاهداً إلى تحسين صورته من خلال توسيع نطاقه ليشمل أشكالاً أخرى من وسائل التنقل. وتقدم منصات عرض عدة اختبارات للدراجات الهوائية، سواء كانت كهربائية أم لا.
لكن هذا لم يمنع منظمة "غرينبيس" البيئية غير الحكومية من الدخول على خط زيارة المستشار أولاف شولتس إلى المعرض للمطالبة بالمزيد من الجهود في مكافحة الاحترار المناخي.
وقد لوحظ غياب المركبات العاملة بالهيدروجين عن مدرجات معرض ميونيخ، رغم تقديم هذه التقنية في بعض الأحيان كبديل للبطاريات الكهربائية.
ويقول نائب الرئس التنفيذي لشركة "هيونداي موبيس"، إحدى الشركات الرائدة في تصنيع المعدات في العالم "الهيدروجين في مركبات البضائع الثقيلة، ومركبات الخدمات، وبعض الحافلات، ولإزالة الكربون من النقل البحري أو الجوي، لمَ لا؟"، "لكن بالنسبة لسيارات الركاب، دعونا نركز على الأمر الميسر حالياً: المركبات الكهربائية".
ولا يزال الخبراء والصناعيون منقسمين حول مكانة الهيدروجين في إزالة الكربون من قطاع السيارات. وتعلق "تويوتا" و"بي إم دبليو" آمالاً كبيرة عليها، في حين أن العديد من العلامات التجارية الأخرى تحصرها بالمركبات متعددة الاستخدامات، والتي يصعب تحويلها لتصبح مركبات كهربائية.
نجم صيني صاعد في عالم السيارات الكهربائية!
في وسط مدينة ميونيخ، أقيمت منصة شركة "بي واي دي" الصينية قبالة نقطة العرض التي اعتمدتها فولكس فاغن مباشرةً، وقد كان حجم المنصة الصينية أصغر بالكاد من منافستها الألمانية الرائدة في المجال أوروبياً.
ولم يبلغ هذا النجم الصيني الصاعد في عالم السيارات الكهربائية الثلاثين من العمر. وتهدف مجموعة "بي واي دي" إلى الاستحواذ على "4 في المائة أو 5 في المائة أو 6 في المائة من السوق الألمانية" في غضون سنوات قليلة، وفق ما أعلن رئيسها مايكل شو في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية اليومية.
ويبدو أن البعض اقتنعوا بقدرات هذه الشركات الآسيوية. ويقول الزائر الألماني ديتمار كيبيرو، بعد فحص بعض النماذج الستة المعروضة، إن "الصينيين بالطبع أفضل من حيث الأسعار من شركة فولكس فاغن".
ويضيف الرجل الستيني "أعتقد أن الجودة جيدة جداً"، خصوصاً على صعيد البرمجيات المدمجة بالمركبة. ويلفت إلى أن "تيسلا والصينيين هم رواد السوق، يليهم الكوريون".
وبالنسبة لباتريك وانغ، المدير الأوروبي لشركة دونغفنغ الصينية، فإن الأمر واضح، إذ يقول لوكالة فرانس برس "سيكون بمقدور ماركات السيارات الصينية الوصول إلى مستوى العلامات التجارية التقليدية نفسه في غضون ثلاث أو خمس سنوات".
وتحاول شركات التصنيع الألمانية فولكس فاغن وبي إم دبليو ومرسيدس تقديم عروض جيدة في المعرض، لكنها لم تقدم أي طرازات جديدة جاهزة للتسويق.
إ.م/ أ.ح (أ ف ب)