السينما الالمانية تعود الى دائرة الاضواء من خلال فيلم "السقوط"
أعلنت أكاديمية الفيلم الأمريكيِِِ التي تتخذ من لوس أنجيلوس مقرا لها يوم الثلاثاء الماضي عن ترشيح الفيلم الألماني "السقوط " من إخراج أوليفر هيرشبيغل وإنتاج بيرنت آيشينغر ويتحدث عن الأيام الأخيرة للزعيم النازي آدولف هتلر للحصول على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي للعام 2004. وقالت الأكاديمية أن الفيلم الألماني سينافس في ليلة 28 فبراير/شباط المقبل أربعة أفلام أجنبية على جائزة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنكليزية. يذكر أن آخر مرة حصل فيها فيلم ألماني على جائزة الأوسكار كانت في عام 2002 عندما حصد فيلم "بعيدا عن إفريقيا" من تمثيل الألمانية كارولينا لينك على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي. كما اختارت الأكاديمية الفيلم الألماني "قصة الجمل الباكي" لخوض المنافسة على الجائزة المغرية كأفضل فيلم وثائقي.
"السقوط " وتقويم الحقبة النازية السوداء من منظور آخر
لا يمكن تناول فيلم "السقوط" الذي يحاول فيه المخرج أوليفر هيرشبيغل تقويم الحقبة النازية في ألمانيا من منظور آخر دون التطرق إلى ثلاثة أفلام أخرى أخذت هي أيضا على عاتقها مهمة إلقاء الضوء على ماضي ألمانيا الأسود (الحقبة لنازية). فعلى سبيل المثال سرد فيلم "شتاوفينبيرغ" من إخراج جو باير بإسهاب قصة محاولة الجنرال شتاوفينبيرغ القيام بمحاولة انقلاب ضد هتلر ونظامه، الأمر الذي دل على وجود مقاومة ضد الدكتاتور وأفكاره الجهنمية حتى في صفوف جنرالات رفيعي المستوى وليس كما يدعي البعض أن الشعب الألماني وافق قلبا وقالبا مع زعيمه وأعماله الإجرامية. أما فيلم "اليوم التاسع" من إخراج أحد ملهمي السينما الألمانية وهو فولكر شلوندورف فيتعرض لفكرة محرمة وهي إرسال قسيس كاثوليكي إلى معسكر الاعتقال "داخاو". وهذا الفيلم يدل أيضا على أن الأعمال الإجرامية التي قام بها النظام النازي لم ترتكب بحق شعب أو دين معين أو طبقة اجتماعية معينة. أما الفيلم الثالث وهو "نابولا" الذي أخرجه الشاب دينيس غانسل فيتحدث عن مدارس النخبة العسكرية في العصر النازي التي وقعت على عاتقها "تخمير" طاقات شابة لـ "القائد".
جاءت هذه الأفلام الثلاثة لتشكل اتجاها جديدا لم تعرفه السينما الألمانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن فيلم هيرشبيغل "السقوط" توٌج هذه الحركة ليغيب فيه هتلر النازي والمتوحش والقاسي والمجرم كما ظهر في أفلام هوليوود التي لا تعد ولا تحصى ويظهر وكأنه إنسان قادر على الحب والكراهية وذرف الدموع والندم والزواج والرقص وفي النهاية الانتحار.
"قصة الجمل الباكي" كأفضل فيلم وثائقي
الفيلم الألماني الوثائقي " قصة الجمل الباكي" لديه أيضا حظوظ في الحصول على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي. وجاء الفيلم الذي صور في صحراء "غوبي" نتيجة عمل مشترك بين المدرسة العليا للأفلام التلفزيونية والسينمائية في ميونيخ وقناة التلفزيون البافارية.
أفياتور (الطيار) في طليعة الأفلام المرشحة
حصل فيلم المخرج مارتين سكورسيزي " أفياتور" (الطيار) الذي يقوم الممثل ليوناردو دي كابريو فيه بالدور الرئيسي على حصة الأسد من حيث عدد الترشيحات التي تعلن عنها أكاديمية الفيلم الأمريكي عادة قبل خمسة أسابيع من توزيع جوائز الأوسكار في 28 من فبراير المقبل. وقد تم ترشيح الفيلم الذي يسرد حياة المليادير وأسطورة صناعة الأفلام هاوارد هاغز للحصول على 11 جائزة اوسكار. ومن أبرز الأفلام الدولية المرشحة للفوز باوسكار أيضا هي "حبيبة بمليون دولار" من إخراج كلينت إيستوود و"الطرق الفرعية" من إخراج ألكسندر رايين والفيلم الموسيقي "راي" الذي يقوم فيه الممثل جيمي فوكس بالدور الرئيسي ويتحدث عن السيرة لذاتية لأسطورة موسيقى السول الأعمى راي تشارلز.