الشارع الإسلامي يتطلع إلى خطوات ملموسة في سياسة أوباما الشرق أوسطية
٣ يونيو ٢٠٠٩في شريط بثه تنظيم "القاعدة " على شبكة الإنترنت، دعا أيمن الظواهري - الرجل الثاني في التنظيم- الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التخلي عن زيارته إلى مصر قائلاً إن "رسائل أوباما الدموية" وصلت فعلياً إلى العالم الإسلامي ولن تحجبها ما وصفه بـ"الزيارات المسرحية والكلمات المنمقة". وأضاف الظواهري أن الرسالة الحقيقية من أوباما قد حملتها القوات الأمريكية في أفغانستان ورضاه عن الحرب في غزة بالإضافة إلى مواصلة إدارة السجون السرية التي تحتجز "مجاهدين مسلمين" على حد قوله.
الشارع العربي يتطلع إلى خطوات ملموسة
إلا أن مثل تلك التفسيرات لا تجد صداً كبيراً لدى الرأي العام في الدول الإسلامية، فباراك أوباما مازال يتمتع بشعبية كبيرة هناك، رغم التفاوت الكبير من المواقف الرسمية للحكومات وبين القناعات الشعبية. وإن كان صبر الشعوب قد بدأ في النفاذ، فهم ينتظرون بعض الأفعال بعد أن استمعوا للكثير من الكلمات الطيبة من واشنطن. ولذلك، فالمراقبون السياسيون المتخصصون في شئون الشرق الأوسط أشادوا باختيار أوباما للمملكة العربية السعودية كمحطة أولى لزيارته، للتباحث مع المسؤولين هناك بشأن القيام بخطوات ملموسة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
والسعودية تلعب دورا محوريا في السياسة الإستراتيجية الشرق أوسطية، إذ إنها تعد المحرك الأساسي للعديد من المبادرات الهادفة لتحقيق السلام بين العرب والإسرائيليين. وببلوغ حكومة يمينية محافظة سدة الحكم في تل أبيب، بات أوباما بحاجة أكثر من ذي قبل إلى السعوديين من أجل إقناع إسرائيل بتقديم تنازلات لتحقيق تقدم في عملية السلام. ويأتي وقف سياسة الاستيطان وقبول حل الدولتين على رأس هذه التنازلات، وهو بالذات ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أعلن مؤخرا أنه يجب المحافظة على المستوطنات، التي تحظى بإجماع الشعب الإسرائيلي. ما يعني أن موقف زعيمة المعارضة تسيبي لفني – المطابق للرؤية الأمريكية لحل النزاع والقائم على حل الدولتين، قد هُمش بالكامل. فتسيبي طالما أكدت أن الضمان الوحيد لأمن دولة إسرائيل يكمن في تبني حل الدولتين، وأضافت: "ما نسمعه ليس سوى حججاً واهية، تفتقر إلى الاستعداد للتعامل مع حقيقة الوضع، لخدمة مصالح دولة إسرائيل".
في المقابل، يسعى الساسة الإسرائيليون إلى مواجهة الضغط الأمريكي المتنامي عليهم، بتوجيه اللوم على واشنطن كونها هي التي قامت بتغيير سياساتها وليست تل أبيب، قائلين إن سياسة الاستيطان كانت من قبل مقبولة، لكنها الآن تتعرض للإدانة.
قلق عربي من البرنامج النووي الإيراني
وإلى جانب عملية السلام في الشرق الأوسط، تعد إيران من النقاط المحورية بالنسبة للكثير من العرب، على الأقل على مستوى رجال السياسة. والعرب تراودهم المخاوف بشأن طموحات طهران النووية، مثلهم في ذلك مثل الغرب. وهذا ما عبر عنه جلياً وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عندما أعلن أنه في حال ثبوت البعد العسكري لبرنامج إيران النووي، فإن الحكومة المصرية ستعتبر ذلك تهديدا لأمن منطقة الشرق الأوسط، ويرى وزير الخارجية المصري أن ذلك سيفتح الباب على مصراعيه أمام أطراف أخرى لامتلاك السلاح النووي، وهو الأمر الذي سيضر بمصالح المنطقة بحسب الوزير المصري.
وقد عبر القادة العرب سواء في القاهرة أو عمان أو الرياض أو رام الله عن تأييد حذر للرئيس الأمريكي أوباما، بينما تترقب دمشق تطورات الوضع، شأنها في ذلك شأن الشارع العربي، منتظرين رؤية نتائج سياسية واشنطن الجديدة. ومن ثم، فخطاب أوباما وحده لن يصبح كافياً لمواجهة كل هذه التحديات، حتى وإن اختيرت جامعة القاهرة منبرا له.
الكاتب: بيتر فيليب/وفاق بنكيران
تحرير: سمر كرم