الشراكة الأكاديمية دعامة لتنمية المجتمعات العربية
شكلت اتفاقية الشراكة بين جامعتي روستوك الألماني وتشرين السورية والتي تعود إلى عام 1982 فرصة طيبة لتبادل الخبرات العلمية. وتنبع أهمية هذه الاتفاقية لجامعة تشرين من أنها تربط الأخيرة بأحد أقطاب الصناعة العالمية، فألمانيا لها خبرات كبيرة في مجال التصنيع ومجال البيئة وتكرير المخلفات، وتقدم سوريا بالتالي لألمانيا الفرصة للتعرف عن قرب عن العالم العربي، فألمانيا تطمح لتعزيز علاقاتها التجارية والثقافية مع العالم العربي وربما تعزز الشراكات المتبادلة هذه الجهود. وبفضل الاتفاقية تم تبادل العديد من الطلاب والهيئات التعليمية المختلفة، ففي جامعة روستوك حاليا ما يزيد عن 54 معيدا سوريا، كما يتم وبشكل سنوي إيفاد من 4-5 أساتذة من جامعة تشرين للإطلاع على أحدث أساليب المختصة بالبحث العلمي، ويشارك العديد من الطلبة لألمان بدورهم بأبحاث ولقاءات مشتركة في جامعة تشرين.
الدول العربية تفتقد لمشاريع البيئة
ومن بين المواضيع التي تبحثها أمور الشراكة والتي قد تعتبر حيوية للجامعات السورية والعربية مسائل مختصة بالبيئة مثل معالجة النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي، ويقول: د. عبد الله نصور (سوري الأصل) المحاضر في جامعة روستوك تخصص بيئة بان سوريا كغيرها من العديد من الدول العربية تفتقد إلى مشاريع معالجة النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي، ونظرا للخبرات الكبيرة لدى ألمانيا في التخلص من النفايات فإننا نرغب كجامعات من نقل هذه الخبرات المتطورة لسوريا، لذلك وبالتنسيق مع جهات ألمانية وسورية حكومية وخاصة، حيث سيقوم خبراء من كلا البلدين في الأشهر القادمة بتركيب أجهزة خاصة لتصريف المياه العادمة من مصنع ألبان في سوريا، وتعتبر هذه الأجهزة الأولى من نوعها في هذا المجال في سوريا، فبدلا من أن تصب المخلفات الصناعية الملوثة في الآبار والأنهار سوف نعمل كخبراء على فرز هذه المخلفات والتخلص منها بطرق علمية، وهو ما قد يقودنا في النهاية إلى تأسيس شركة عربية /ألمانية خاصة تتولى أمور النفايات الصناعية في سوريا وهو ما تم بالفعل في بلدان عربية أخرى كالشركة العربية الألمانية في جمهورية مصر العربية والتي أوكل إليها مهمة التخلص من نفايات مدينة الأقصر.
اهتمام بالعالم العربي
وأكد نصور على أن الهيئات التعليمية في جامعة روستوك تولي اهتماما كبيرا في مجال العمل المشترك مع العالم العربي، فجامعة روستوك لديها العديد من اتفاقيات الشراكة مع جامعات عربية، كما أن المؤتمر التعاون الأوروبي العربي والذي يعد د. نصور أحد مؤسسيه تم استضافته أكثر من مرة من قبل الجامعة وتم بمشاركة أكثر من 500خبير ألماني وأوربي ومن العالم العربي.
قلة الخبرة تشكل عائقا
وعن العوائق التي قد تعترض تعاون العالم العربي مع أوروبا نفى د. نصور أن تكون اللغة عائقا أمام التعاون، فاللغة الإنجليزية أصبحت لغة عالمية قلما تجد من لا يتقنها من المشاركين، كما أن المشاريع الألمانية المقامة في الدول العربية تتم بمشاركة العديد من الطلاب العرب والذين درسوا سابقا في الجامعات الألمانية، حيث أن المؤسسات الداعمة الألمانية تشترط أسبقية التوظيف في أي مشروع للحاصلين على اجازات علمية من ألمانيا، إلا أن العوائق الممكن حدوثها تنتج حسب د.نصور عن افتقار الدوائر الحكومية في العديد من الدول العربية إلى ا لخبرة في كيفية إنشاء مشاريع و إدارتها حيث أنه كثيرا ما تكون طلبات هذه الدوائر الحكومية لا تتوافر والمواصفات الدولية مما يمنع العديد من المؤسسات العلمية المشهورة أو الشركات العالمية من الاشتراك في هذه المناقصات مما يفوت العديد من الفرص على العالم العربي من تلقي خدمات أفضل، وأعرب عن أمله بأن تقوم مكاتب هندسية مختصة بإعداد شروط المناقصة.
علاء الدين جمعه