الشرطة الجزائرية تستخدم الغاز لتفريق مظاهرة ضد بوتفليقة
٢٤ فبراير ٢٠١٩أطلقت الشرطة الجزائرية الأحد (24 فبراير/ شباط 2019) الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا لليوم الثالث على التوالي في العاصمة احتجاجا على سعي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للفوز بولاية خامسة بعد ست سنوات من غيابه شبه التام عن الحياة العامة.
ويوم الجمعة خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة ومدن أخرى لدعوة بوتفليقة (81 عاما) لعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل / نيسان. ولم يُشاهد بوتفليقة، الذي يشغل المنصب منذ عام 1999، علانية إلا مرات قليلة منذ أن أصيب بجلطة دماغية عام 2013.
وهتف المحتجون خلال المظاهرة التي دعت اليها جماعة معارضة "الشعب لا يريد بوتفليقة". وقد أقدمت الشرطة على اعتقال عدد من المتظاهرين، كما دفعت بتعزيزات أمنية كبيرة في الأماكن الحيوية والساحات الرئيسية وأغلقت المحال التجارية وتوقفت حركة السير. وكانت حركة "مواطنة" دعت إلى الخروج إلى الشارع منتصف نهار اليوم احتجاجا على ترشح بوتفليقة. وجاءت الدعوة بعد يومين من المظاهرات الحاشدة التي خرجت في مدن عدة بالجزائر رفضا لاستمرار بوتفليقة في الحكم.
في المقابل، تجاهل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأحد المطالب التي رفعها المعارضون لبقائه في الحكم، مفضلا الدفاع عن "الاستمرارية". ولم يتطرق بوتفليقة، في رساله وجهها إلى الجزائريين بمناسبة الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأسيس نقابة العمال الجزائريين وتأميم المحروقات، قرأها نيابة عنه وزير الداخلية نور الدين بدوي، إلى المظاهرات التي تطالب برحيله ورحيل نظامه.
وقال بوتفليقة: "تبرز رسالتي بكل قوة، رسالة فضائل الاستمرارية. الاستمرارية التي تجعل كل جيل يضيف حجرة على ما بنى الجيل الذي قبله، استمرارية تضمن الحفاظ على سداد الخطى وتسمح بتدارك الإخفاقات الهامشية، استمرارية تسمح للجزائر بمضاعفة سرعتها في منافسة بقية الأمم في مجال الرقي والتقدم".
وأبدى بوتفليقة، الذي أعلن نيته الترشح لولاية رئاسية خامسة، تخوفه من وجود "عدم الاستقرار وآفات الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في جوارنا الـمباشر، مشددا في هذا الاطار على أن الجيش "في حاجة إلى شعب واع ومجند ويقظ لكي يكون سندا ثمينا و درعا قويا للحفاظ على استقرار البلاد".
ومنذ أن اختار حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بوتفليقة مرشحا له أعلنت عدة أحزاب سياسية ونقابات عمالية ومنظمات أعمال أنها ستدعمه ومن المتوقع أن يفوز بسهولة إذ أن المعارضة ضعيفة ومنقسمة. والإضرابات والاحتجاجات على المظالم الاجتماعية والاقتصادية متكررة في الجزائر لكنها عادة ما تكون محدودة ولا تتناول الشأن السياسي.
وأكثر من ربع الجزائريين دون سن الثلاثين عاطلون عن العمل وفقا للأرقام الرسمية. ويشعر كثيرون بأن النخبة الحاكمة المكونة من مقاتلين مخضرمين من حرب الاستقلال الجزائرية (1954-1962) مع فرنسا منفصلة عنهم.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ / رويترز)