الشوكولاتة وكرات التنس - أسئلة حول احتجاجات جماهير ألمانيا
٦ فبراير ٢٠٢٤
في مباراة كولن وضيفه أينتراخت فرانكفورت في الجولة العشرين من البوندسليغا (السبت 3 فبراير/ شباط) قام مشجعون في ملعب راين إنرغي شتاديون بالاحتجاج على خطط السماح لمستثمرين خارجيين بدخول الدوري الألماني فألقوا كميات كبيرة من الشوكولاتة على أرض الملعب. وأوقف حكم المباراة اللعب ونزل رجال الأمن والنظام بالملعب يجمعون قطع الشوكولاتة التي ملأت جهة حارس مرمى فرانكفورت كيفن تراب.
كانت الشوكولاتة على شكل عملات يورو ذهبية وأخذ تراب نفسه وبعض زملائه والحكم يساعدون في جمع الشوكولاتة من أرض الملعب والتقط مهاجم أينتراخت فرانكفورت ساسا كالايدزيتش واحدة ووضعها في فمه مبتسما، بينما ضحك زميله هرفويه سمولسيتش.
ما بدا مشهدا فكاهيا للاحتجاج في كولونيا ما هو إلا مواصلة لسلسة احتجاج لجماهير المباريات على دخول المستثمرين الدوري الألماني وهو مشهد تكرر قبل ذلك في جولات سابقة مثل مباراة كولن ودورتموند التي أوقفها الحكم لمدة سبع دقائق بالجولة 17، حيث رددت جماهير في تلك المباراة عبارات سباب لرابطة الدوري الألماني.
وسبق لجماهير كرة القدم أن انتقدت في العام الماضي بشكل واسع خطط دخول مستثمر خارجي البطولة الألمانية قائلة إن من شأنه أن يشوه المنافسة.
كرات التنس أوقفت مباراة برلين لنصف ساعة
لكن مشهد الاحتجاج برمي الشوكولاتة تحول إلى مشهد مزعج ومثير للمخاوف في مكان آخر وتحديدا في العاصمة برلين. حيث كانت هناك يوم السبت الماضي أيضا مباراة قمة بدوري الدرجة الثانية بين فريق العاصمة هيرتا برلين وضيفه هامبورغ على الملعب الأولمبي انتهت بفوز الأخير بهدفين لهدف.
خلال المباراة قام مشجعون في مدرجات الجهة الشرقية للمعلب الأولمبي بإلقاء كرات تنس على أرض الملعب ما أدى إلى قيام الحكم دانييل شلاغر بإيقاف المباراة لأكثر من 30 دقيقة. وكرات التنس يمكن رميها لمسافات بعيدة ولذلك استخدمها الجمهور الغاضب ويوضح موقع برلين تسايتونغ نقطة أخرى وهو أنهم منذ سنوات من خلال رمي كرات التنس "يريدون تمييز أنفسهم عما يسمى بجمهور التنس، الذي يظل هادئا ولا يصفق إلا عند إحراز النقاط".
وبحسب موقع صحيفة بيلد فإن المشجعين المتعصبين "الأولتراس" أعلنوا عن القيام بعملية جديدة وقال الموقع إن مجموعة "هارلكين 98" كتبت: "نحن نحدد المدة التي يمكن أن يستمر فيها الاحتجاج".
لكن هناك حتى الآن خطة من ثلاث خطوات في حالة وقوع مثل هذه الحوادث، أولا إيقاف اللعب ثانيا ترك الملعب والذهاب إلى كبائن تبديل الملابس ثم العودة بعد ذلك للملعب فإن تكرر الأمر بعد العودة للملعب تأتي الخطوة الثالثة وهي إلغاء المباراة كلية، بحسب ما أوضح بيلد!
كيف دخلت كرات التنس ولماذا لم يتدخل الأمن؟
وهناك عدة أسئلة تتعلق بهذه الاحتجاجات وكيفية نجاح المشاغبين في إدخال كرات التنس إلى المدرجات ومن يتحمل العواقب وغيرها. ويعتقد موقع برلينر تسايتونغ (B.Z.) أن كرات التنس مثلها مثل الشماريخ والألعاب النارية الأخرى، التي رغم منعها تدخل الملعب ويتم تهريبها للمدرجات ربما قبل يوم من المباراة وأنه من المفترض أن تكون هناك صلات بين من يهربونها والمسؤولين عن النظام في الاستاد، إضافة إلى أن هؤلاء المتعصبين يعرفون بالضبط أين تكون الإجراءات الأمنية في أيام المباريات غير صارمة بما يكفي.
ودافع المدير الإداري لهيرتا توماس هريش عن عدم تدخل الأمن ضد من يرمون كرات التنس من المدرجات وقال: "يجب الحرص على التناسب. الشرطة وخدمات النظام بالمعلب على اتصال ببعضها البعض واقتحام المدرج هو الملاذ الأخير وهو لا ينصح به وغير متناسب مع الموقف".
غرامة مالية كبيرة بانتظار برلين
أثناء إيقاف الحكم المباراة توجه بال دارداي، مدرب هيرتا برلين إلى الأولتراس وتحدث معهم "حوارا عاديا" وقال دارداي "إنهم لم يريدوا إلغاء المباراة. ثم توقفوا عن رمي الكرات وبدأوا في دعمنا".
وتنص توجيهات لجنة الرقابة في الاتحاد الألماني لكرة القدم، التي تفرض عقوبات على مثل هذه المخالفات، على غرامة قدرها 500 يورو لكل جسم يتم إلقاؤه خلال مباريات الدرجة الثانية. ووفقا لتقديرات موقع "برلينر تسايتونغ" طار ما لا يقل عن 100 كرة تنس إلى داخل الملعب. ونظرًا لأن المباراة توقفت لأكثر من خمس دقائق، فمن الممكن مضاعفة العقوبة، حيث يمكن عقاب هيرتا برلين الذي يعاني ضائقة مالية بدفع مبلغ من ستة أرقام!
وهل سيفرض الاتحاد الألماني لكرة القدم مثلا عمليات إغلاق جماعية في الملعب في المستقبل بدلاً من الغرامات على الأندية، كأن يأمر بإغلاق الرواق الشرقي في ملعب برلين مثلا؟ يقول رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، بيرند نويندورف: "يتعين على الأندية الاستفادة بشكل مكثف من أشكال الحوار الحالية من أجل مواصلة المناقشات حول وجهات النظر المختلفة حول قضية المستثمر. وفي المقابل، لا يجوز للسلطة القضائية الرياضية في الاتحاد الألماني لكرة القدم فرض "حظر جماعي" أو عقوبات أخرى دون وجود حادثة محددة من شأنها أن تبرر ذلك.."، بحسب ما نقل موقع بيلد.
هل يمكن تغريم المشجعين؟
يقول المحامي المختص بالأمور الرياضية باول لامبرتس، إذا تم إلغاء المباراة نتيجة للاحتجاجات، فقد يتعين على المشجعين المسؤولين عن ذلك دفع تعويضات. وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الأمر قد يكون مكلفا إذ "يمكن أن تصل بسرعة إلى عشرات الآلاف، وربما حتى مئات الآلاف من اليورو كتعويض..".