الصين والحرب في غزة وأوكرانيا تهيمن على قمة مجموعة السبع
١٤ يونيو ٢٠٢٤البابا يدعو لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي
دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، قادة مجموعة السبع إلى توخي الحذر من الذكاء الاصطناعي وإلى حظر استخدام الأسلحة المميتة، وذلك في قمة المجموعة في إيطاليا اليوم الجمعة (14 يونيو/ حزيران 2024).
وفي كلمته أمام القمة، أبرز البابا كلا من الاحتمالات المثيرة والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي. وقال "إن استخدامه بشكل جيد يرجع للجميع ... ولكن السياسة هي التي تتحمل مسؤولية توفير الظروف الملائمة لاستخدامه بشكل جيد ومثمر". وفي معرض حديثه، وصف البابا الذكاء الاصطناعي بأنه "أداة قوية جدا" تعتمد مزاياه وعيوبه على كيفية الاستخدام .
واستطرد قائلا "رغم ذلك ، لايتم توجيه استخدام أدواتنا دائما نحو الخير وحده". وقال البابا "عندما سن أسلافنا الأحجار لصنع السكاكين، استخدموها لقطع الجلود لتفصيل الملابس وأيضا لقتل بعضهم البعض".
وأكد البابا على أن الذكاء الاصطناعي شديد التعقيد، موضحا أنه يمكن للآلات أن تتخذ قرارها بنفسها. ورغم ذلك، ركز البابا على أنه يتعين أن يرجع اتخاذ القرار النهائي للبشر.
يشار إلى أن مشاركة البابا فرنسيس في قمة مجموعة السبع هي الأولى في تاريخها الذي بدأ قبل نحو 50 عاما. وتضم المجموعة، الديمقراطيات الصناعية المتقدمة السبع وهي: بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.
الضغط على الصين لاستعادة التجارة العادلة
وكانت الصين محورا رئيسيا لمحادثات مجموعة السبع في إيطاليا وسط توتر العلاقات التجارية بين بكين والغرب ومخاوف من أن تؤجج إمداداتها من المعدات لموسكو الحرب الروسية في أوكرانيا.
فقد شدد زعماء مجموعة السبع من لهجتهم ضد الصين التي طلبوا منها الكف عن إرسال مكونات الأسلحة إلى روسيا والالتزام بقواعد التجارة العالمية. وجاء في مسودة بيان القمة "ندعو الصين لوقف نقل المواد ذات الاستخدامين، بما فيها مكونات أسلحة والمعدات التي ترفد قطاع الدفاع الروسي".
كما نددت مجموعة السبع أيضا بما وصفته بالتوغلات "الخطيرة" للصين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، حيث تتزايد المخاوف من تصعيد عسكري بين بكين وجيرانها.
وفي إطار بحث العلاقات التجارية مع بكين، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الجمعة في القمة إلى زيادة الضغوط الاقتصادية على الصين من أجل إعادة العلاقات التجارية إلى مسارها الصحيح. وفي معرض تأكيدها على ضرورة "إزالة المخاطر وليس فك الارتباط مع الصين"، شددت فون دير لاين على هدف دفع بكين إلى تصحيح المسار وعلاج المشاكل من جذورها.
وقالت فون دير لاين، في مناقشة على مائدة مستديرة حول الأمن الاقتصادي إن "هدفنا يجب أن يكون خلق تأثير لحمل الصين على الانخراط" وفقا لما ذكره مشاركون في القمة. وأضافت أن "الصين، في غياب هذا التأثير، تتجاهل ببساطة مطالبنا المتعلقة بالمنافسة العادلة." وأشارت فون دير لاين إلى خطط الاتحاد الأوروبي التي تم الكشف عنها مؤخرا لفرض رسوم جمركية عقابية باهظة على واردات السيارات الكهربائية الصينية كأحد الأمثلة على مثل هذا التأثير.
وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين بكين والغرب، قال قادة مجموعة السبع في البيان "نعرب عن مخاوفنا بشأن الاستهداف الصناعي المستمر من قبل الصين والسياسات والممارسات التي لا تتناسب مع السوق والتي تؤدي إلى تداعيات عالمية وتشوّهات في السوق وقدرة فائضة ضارّة في مجموعة متزايدة من القطاعات".
استنكار مقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين
وفي إطار بحثهم حرب غزة، دعا زعماءمجموعة السبع إلى السماح لوكالات الأمم المتحدة، ومن بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالعمل بدون عائق في قطاع غزة الذي يعيش أزمة إنسانية مستفحلة في ظل الحصار والحرب، وفق ما جاء في مسودة البيان الختامي لقمتهم.
واستنكر الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤه في مجموعة السبع (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان) "العدد غير المقبول" من المدنيين الذين قتلوا "في كلا الجانبين" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وفي هذا الصدد، قالوا إن "قلقا عميقا يساورهم إزاء عواقب العمليات البرية الجارية في رفح" (جنوب) على السكان المدنيين. وطالبت دول مجموعة السبع إسرائيل بـ"الامتناع" عن شن عملية واسعة النطاق في رفح المدينة المتاخمة لمصر.
كما كررت مجموعة السبع "دعمها الكامل" لمقترح وقف إطلاق النار الذي أعلنه جو بايدن في 31 أيار/ مايو وينص على الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة و"زيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية".
إقراض أوكرانيا من أصول روسية مجمدة
وبدأت قمة مجموعة السبع أمس الخميس، في جنوب إيطاليا بصفقة لإقراض أوكرانيا 50 مليار دولار من فوائد الأصول الروسية المجمدة. وتعمل المجموعة على اتاحة الأموال لأوكرانيا بحلول نهاية العام. وقالت الحكومة الأمريكية إنه جرى تجميد نحو 280 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي في الدول الغربية بسبب العقوبات المفروضة منذ الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا قبل أكثر من عامين. يشار إلى أن الجزء الأكبر من الأموال موجود داخل الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تستخدم أوكرانيا التي مزقتها الحرب الأموال لتعزيز دفاعها العسكري ضد روسيا، وتمويل إعادة إعمار البنية التحتية بها وتمويل ميزانيتها.
ع.ج/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)