الطحالب تقدم الحل لمشكلة التغير المناخي
١٦ أكتوبر ٢٠٠٧لا يمر يوم من الأيام دون أن نقرأ موضوعاً يتعلق بمشكلة التغير المناخي، الذي بات يُشكل خطراً على مستقبل الحياة على كوكبنا الأزرق. فأصبح من الضروري اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار هذه المشكلة التي تتسبب في ذوبان الجبال الجليدية في المناطق الباردة، الأمر الذي يتسبب في انحساراً في القطب الشمالي. وأصبحت هذه المشكلة تهدد التوازن البيئي على كوكب الأرض. ومن اجل مواجهة هذه المخاطر يحاول العلماء جاهدين إيجاد حل لهذه المعضلة ولتفادي ما قد يكون أسوأ.
أبحاث ألمانية تبرز أهمية الطحالب
وفي هذا الصعيد، قام باحثون ألمان من مدينة بريمن بدراسات علمية على الطحالب البحرية وتوصلوا في نهايتها إلى إمكانية إيجاد حل لهذه المشكلة. ويكمن الحل في إنشاء مفاعلات بيئية تتولى مهمة تنقية الهواء من غاز ثاني أكسيد الكربون. وتتلخص الفكرة في تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى وقود بيئي بمساعدة الطحالب.
يقوم البروفسور لورنس تومسون من جامعة ياكوبس الخاصة في بريمن بأبحاث علمية على الطحالب البحرية. ويرى العالم الألماني أن هذه الأبحاث ستشكل الحل لمشكلة التغير البيئي، إذ يتوجب بناء مفاعلات بيئية ضخمة مهمتها تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مداخن محطات توليد الطاقة والذي تقوم بامتصاصه الطحالب، إلى وقود بيئي يمكن الاستفادة منه. ويعتقد تومسون أنه "في غضون عشر سنوات سيكون ممكناً تحويل أراضي بمساحة 20 إلى 30 كم مربع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط لتصبح مفاعلات تستطيع تقليل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الجو بشكل واضح".
الطحالب...ليست فقط منقياً للهواء
ولن يقتصر دور الطحالب على تنقية الهواء من غاز ثاني أكسيد الكربون، وإنما ستشكل في الوقت نفسه مادة بيئية، يمكن استخدامها في استخراج الزيت والإيثانول الطبيعي، ويمكن فيما بعد تحويلهما إلى وقود للسيارات. إلا أن تومسون يعول على ما هو أكبر من ذلك، فهو يريد تحويل نصف المادة البيئية فقط إلى وقود. أما النصف الأخر فهو يتوقع له استخداماً مستقبلياً كمادة تستخدم في البناء، إذ يمكن استعمالها كمادة عازلة في بناء الأساسات. "ولكن كل ذلك ما زال بحاجة إلى المزيد من البحوث"، كما يقول تومسون.
المشروع يلقى اهتماماً كبيراً
تتابع مولدات محطات توليد الطاقة لمدينة بريمن هذا المشروع باهتمام بالغ. الجدير بالذكر ان الإمكانيات المتاحة حالياً هي تصريف غاز ثاني أوكسيد الكربون تحت الأرض، حسب ما أشارت إليه بيترا غيبه، المتحدثة باسم إدارة المشروع. وتضيف غيبه بالقول: "من الرائع أن نقضي على هذه السموم بواسطة الطحالب". وإذا ما انتهت الأبحاث في هذا المشروع سيتوجب علينا التعاون مع القائمين عليه. أما المشكلة الوحيدة التي تراها غيبة فتتمثل بالمساحات التي ستخصص لهذا المشروع، الأمر الذي لم يغيب حتماً عن ذهن البروفسور تومسون. ولأن الطحالب بحاجة تامة إلى الشمس، فهو يريد استغلال الأراضي غير المستخدمة في الزراعة كتلك الموجودة مثلاً في الجنوب الإسباني. ولكن يكون ضرورياً أن تكون المفاعلات البيئية قريبة من البحر أو من الأراضي الزراعية، ذلك أن الماء الممزوج بالطحالب سينقل بواسطة الأنابيب.