العثور على مقبرة فرعونية ذات أهمية تاريخية في المنيا المصرية
٢٨ مايو ٢٠١٢أعلن وزير الآثار المصري محمد إبراهيم اكتشاف مقبرة لرجل يدعى "حجوتي نخت"، وهو آخر حكام الإقليم في عصر الانتقال الأول (2150 - 1994 قبل الميلاد) في منطقة دير البرشا الأثرية بمحافظة المنيا. ولفت الوزير المصري إلى أن "هذه هي المرة الأولى منذ عدة أعوام التي يتم فيها اكتشاف دفنه محفوظة بهذا الشكل الجيد". وأوضح في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) نسخة منه اليوم الاثنين (28 أيار/مايو) أن الاكتشاف تم أثناء قيام البعثة البلجيكية التابعة لجامعة "لوفان" باستكمال أعمال التنقيب الأثري داخل مقبرة "عحا نخت الأول"، أول حكام الإقليم في عصر الدولة الوسطى (1994 - 1650 قبل الميلاد)، حيث عُثر داخل إحدى حجراتها على مقبرة لوالده "جحوتي نخت".
وجاء في البيان أنه "قد خصص للأخير مكان لتقديم القرابين داخل المقبرة، ممّا يشير إلى أن "عحا نخت" قد دفن والده في مقبرته الخاصة. وقال عبد الحميد معروف، رئيس قطاع الآثار المصرية، إن النقوش الموجودة على التابوت "تتضمن ما يعرف بنصوص التوابيت"، لافتا إلى أن هذه "النصوص تشكل أهم مجموعة من النصوص الدينية في عصر الدولة الوسطى"، كما تمثل "حلقة الوصل بين نصوص الأهرامات الملكية في عصر الدولة القديمة وكتاب الموتى الشهير في عصر الدولة الحديثة".
وحسب معروف، فإن كتابة نصوص دينية على التوابيت في عصر الدولة الوسطى قد بدأت في "دير البرشا" مع "عحا نخت"، الذي كان أول مالكا لتابوت مزخرف بمثل هذه النقوش. وأكد أن تابوت "جحوتي نخت " رغم حالته السيئة فإنه "يمثل فصلا هاما في تاريخ نصوص التوابيت"، لافتا إلى أنه ربما "يكون أقدم مثال لها في عصر الدولة الوسطى". وتابع عبد الحميد بالقول إن البعثة عثرت على أدوات الشعائر الدينية المصنوعة من الألبستر والفيانس والنحاس والخزف لم تزل في أماكنها الأصلية. وأوضح أن من بين الأدوات، التي عثر عليها، الكثير من نماذج أواني الألبستر وموائد قرابين ومساند رأس وآنية إراقة من الفيانس بالإضافة إلى مجموعة من المزهريات النحاسية وأطباق ونماذج لموائد قرابين. كما عثر أيضا على أدوات طقسية فريدة لم تكن معروفة إلا من خلال النقوش القديمة.
من ناحية أخرى، يقول الدكتور هاركو ويليامز، رئيس البعثة البلجيكية، إن وضع الأدوات في المقبرة ربما يساعد علماء الآثار على تخيل الطقوس الجنائزية بالتفصيل. ويضيف "يمكننا القول الآن إن التابوت كان يوضع أولا في حجرة الدفن ثم تتم طقوس التطهير وبعد ذلك طقوس خاصة بتقديم القرابين." ويضيف: "والطقوس الأخيرة معروفة جيدا من خلال النقوش والمناظر، ولكن هذه هي المرة الأولى التي ظهرت هذه الشعائر وكيف تتم تحت الأرض وبداخل حجرة الدفن".
(ش.ع / د.ب.أ)
مراجعة: طارق أنكاي