العجز الجنسي أحد أسباب ضعف الأداء الاقتصادي
الإنسان كائن اجتماعي بغريزته، له احتياجات بيولوجية يتفق الجميع عليها، ومنها رغبته في إشباع غريزته الجنسية وهو ما يشكل متطلباً أساسياً حتى يستطيع ممارسة حياته اليومية والتعاطي البناء والمنتج مع متطلبات عمله. ولكن ماذا يحدث عندما يفقد المرء قدرته على ممارسة الحياة الجنسية بشكل مُرضي؟ هذا ما أرادت دراسة "ليفيترا" الجديدة التي قام معهد التوعية الصحية في كولونيا بإجرائها في مطلع هذا العام معرفته واستكشافه علمياً. هذه الدراسة توصلت إلى نتائج مهمة وملفتة للنظر، وخاصة فيما يتعلق بالأضرار الاقتصادية الضخمة الناتجة عن هذه الظاهرة المرضية.
العجز الجنسي ظاهرة منتشرة
تشير دراسة "ليفيترا" الجديدة إلى ثلاثة حقائق قامت بإثبات صحتها علمياً وهي: 45% من الرجال يعانون من مشاكل تتعلق بقدرتهم الجنسية في ألمانيا، وفي النمسا يصل عدد الرجال اللذين يعانون من نفس العلة إلى 39%، كما انها أثبتت أن للعجز الجنسي آثار سلبية واضحة على طاقة عمل الفرد وقدراته الإنتاجية. الخطورة الفائقة لهذا التطور تكمن في الحلقة المفرغة التي تتزامن مع هذه الظاهرة، فالمشاكل الجنسية تؤثر سلبياً على قدرات الفرد الإنتاجية، ومن ناحية أخرى يؤدي مناخ العمل الصعب والضغط العصبي المرافق إلى فقدان الرغبة في ممارسة الجنس، وفي أسوء الأحوال إلى العجز الجنسي الكامل.
وعلى الرغم من التحسن المزايد في الوعي بضرورة التعاطي بصراحة وعقلانية مع هذه الظاهرة المرضية، إلا أنه يبقى موضوعاً محرماً على حد قول مدير مركز التوعية الصحية في كولونيا ابيل مسعد. وهو يضيف قائلاً:"الرجال الذين يعانون من العجز الجنسي لا يملكون الشجاعة الكافية للحديث عنه، وما يحدث غالباً هو أن النساء يحملن أنفسهن مسئولية الخلل المرضي لأزواجهن، وفي بعض الحالات تعتقد بعض النساء بأنهن فقدن جاذبيتهن أو يخطر في بالهن أن شركاء حياتهم يقيمون علاقة جنسية مع شريكات أخريات".
أضرار اقتصادية ضخمة
يقول الدكتور فيرنر هابرميل الذي قام بإجراء هذه الدراسة بتكليف من معهد التوعية الصحية الذي يتخذ من كولونيا مقراً له:"7 ملايين رجل في ألمانيا يعانون من عجز جنسي يؤدي إلى التقليل من قدراتهم الإنتاجية في مجالات عملهم وهو ما يؤدي إلى فقدان 1.06 ساعة عمل" للفرد في اليوم. كما يمكن للمرء أن يلاحظ نفس الأضرار الاقتصادية في النمسا التي يعاني فيها 39% من الرجال من مشاكل العجز الجنسي. وتصل الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تسببها ظاهرة العجز الجنسي في ألمانيا إلى 65 مليار يورو، وفي النمسا إلى 9 مليار يورو سنوياً. وعلاوة على ذلك فإن ظاهرة العجز الجنسي لا تقتصر على الرجال فقط، بل تترك آثارها السلبية على النساء في ألمانيا أيضاً حيث تعاني أكثر من 3.2 مليون امرأة من مشاكل العجز الجنسي التي تؤدي إلى فقدان 1.44 ساعة عمل ثمينة لكل واحدة يومياً.
السعادة الجنسية ضرورة إنسانية واقتصادية
ومن أجل مساعدة المتضررين من ظاهرة العجز الجنسي طبياً يصف أخصائي المسالك البولية مثل الدكتور فرانك سومر لمرضاه عقار "ليفيترا". وفي فعالية هذا القرار يقول :"هذا عقار سريع التأثير يمكن تعاطيه في حالة العجز الجنسي العابرة وذلك بنجاح كبير. ونظراً إلى أن التأثير الأكبر على العملية الجنسية يتم في مخيلة الفرد وأن ضغط العمل هو أحد العوامل المؤثرة سلبياً على الحياة الجنسية فإن هذا العقار يمثل "حزام أمان" يحسن من قدرة المرء الجنسية وهو ما يرفع بدوره من طاقته وقدراته الإنتاجية."
لا شك أن تحقيق السعادة الجنسية مهم جداً وخاصة في فترات الركود الاقتصادي، وبالرغم من أن السعادة الجنسية لا تعتبر ذروة المنى بحد ذاتها، إلا أنها ترفع من شعور المرء بقيمة ذاته وتهبه ثقة بنفسه وبقدراته. ويساهم هذا الأمر مساهمة فعالة في تخطي مراحل الحياة العصيبة. وما يصب في هذه الخانة هو أن الحياة الجنسية قابلة للارتقاء والتحسين باستمرار.