العراق: استمرار التوتر في مناطق سنية والمالكي يحذر من قتنة
٢٥ أبريل ٢٠١٣اعتبر رئيس وزراء العراق نوري المالكي في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي اليوم الخميس (25 نيسان/ أبريل 2013) أن البلاد تعيش فتنة، داعيا إلى العمل على إطفاء هذه الفتنة التي حذر من أنها "لا تميز بين مجرم وبريء". وقال المالكي، في الكلمة التي بثتها قناة "العراقية" الحكومية "نعم إنها فتنة، والفتنة كالنار". ويشير المالكي إلى أعمال العنف التي اندلعت بعد اقتحام قوات عراقية مخيم اعتصام للسنة أول أمس الثلاثاء، الأمر الذي عمق الخلافات الطائفية في البلاد. وقتل أكثر من 30 شخصا في معارك بالأسلحة النارية بين قوات الأمن والمسلحين أمس. وكانت هذه الاشتباكات هي الأعنف منذ بدء آلاف السنة احتجاجات في ديسمبر للمطالبة بإنهاء ما يعتبرونه تهميشا لطائفتهم من جانب رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003.
وأفادت صحيفة عراقية أن وزير الصناعة العراقي أحمد الكربولي (سني) أعلن استقالته من الحكومة العراقية ليكون ثالث وزير سني يعلن استقالته على خلفية الأحداث الدامية في مدينة الحويجة التابعة لمدينة كركوك (250 كم شمال بغداد). وذكرت صحيفة المدى المستقلة في عددها اليوم الخميس أن "وزير الصناعة والمعادن أحمد الكربولي أعلن الليلة الماضية استقالته من الحكومة احتجاجاً على مجزرة الحويجة وأعرب عن ندمه لأنه لم يستقل في اليوم الذي استقال فيه وزير المالية رافع العيساوي".
"تطهير سلمان بيك"
وفي تطور لاحق عزز الجيش العراقي قواته المحيطة بناحية سلمان بيك في محافظة صلاح الدين، التي سقطت بأيدي مسلحين، تمهيدا لبدء عملية "تطهيرها"، بحسب ما أفاد اليوم مسؤولون لوكالة فرانس برس. وقال ضابط في الجيش رفيع المستوى "نحن انسحبنا تكتيكيا كي نعمل على تطهير المنطقة بشكل كامل، بعدما عرفنا أن السكان خرجوا منها"، مضيفا "سنطهر المنطقة زاوية زاوية ولن نسمح بالاعتداء على امن المواطنين".
وتمكن مسلحون مساء أمس الأربعاء من السيطرة "بالكامل" على ناحية سلمان بيك الواقعة على بعد نحو 150 كلم شمال بغداد على الطريق بين العاصمة وإقليم كردستان العراق إثر معارك مع الجيش العراقي فيها. وكانت مصادر عسكرية في العراق قالت إن ما لا يقل عن عشرة من رجال الشرطة وتسعة من المسلحين السنة قتلوا في اشتباكات في مدينة الموصل الشمالية.
تفجير خط أنابيب
كما شن مسلحون هجوما في الموصل على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد، مساء أمس وسيطروا على أجزاء بغرب المدينة، بعد أن استخدموا مكبر الصوت في مسجد لحشد السنة لينضموا إلى المعركة. وقالت مصادر عسكرية إن الشرطة والجيش استعادا السيطرة على معظم المنطقة اليوم، لكنهما مازالا يطوقان مقرا للشرطة استولى عليه المسلحون الذين مازالوا يحتجزون خمس رهائن.
وعلى صعيد متواصل قالت مصادر في شركة نفط الشمال ووزارة النفط العراقية لرويترز إن مسلحين فجروا خط أنابيب ينقل النفط العراقي من مدينة كركوك إلى ساحل تركيا على البحر المتوسط اليوم الخميس، ما أدى إلى توقف تدفق الخام. ووقع الهجوم في بلدة الشرقاط في شمال العراق بالقرب من منطقة تدور فيها اشتباكات بين مسلحين سنة وقوات الأمن العراقية منذ أيام.
ع.خ/ ع.ج (د.ب.ا،ا.ف.ب)