العراق: تواصل تداعيات مقتل وجرح العشرات من المعتصمين
٢٣ أبريل ٢٠١٣كلف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نائبه لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني بتولي وزارة الخارجية مؤقتا، بدلا عن هوشيار زيباري الذي منحه إجازة إجبارية، حسبما ذكر مصدر حكومي لوكالة فرانس برس الثلاثاء (23 نيسان/ أبريل 2013). وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن "رئيس الوزراء قرر أن يتولى نائبه حسين الشهرستاني منصب وزير الخارجية وكالة بعد منحه إجازة إجبارية لوزير الخارجية هوشيار زيباري".
كما قرر المالكي، بحسب المصدر ذاته، تكليف وزير العدل حسن الشمري بتولي وزارة التجارة بالوكالة، بدلا عن الوزير خير الله حسن بابكر الذي منح بدوره "إجازة إجبارية". وأوضح المصدر أن الإجازة، التي منحها المالكي إلى الوزيرين الكرديين "جاءت بسبب تغيبهما عن جلسات الحكومة وعن وزارتيهما، وقد دخل قرار الإجازة حيز التنفيذ بدءا من 22 نيسان/ابريل". وكان الوزراء الأكراد بدؤوا التغيب عن جلسات الحكومة اثر إقرار البرلمان للموازنة العامة في آذار/مارس من دون منح إقليم كردستان العراق التخصصات المالية التي كان يطالب بها.
سلسلة استقالات من الحكومة
وفي تطور آخر قدم وزير التربية العراقي محمد علي تميم استقالته من الحكومة احتجاجا على مقتل وإصابة العشرات خلال اقتحام قوات الأمن ساحة اعتصام مناهض لرئيس الوزراء في محافظة كركوك، وفقا لمسؤول حكومي. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه أن الوزير السني المتحدر من قضاء الحويجة (55 كلم غرب كركوك)، حيث كان يقام الاعتصام "استقال من منصبه اثر اقتحام قوات الجيش ساحة الاعتصام". وأكد أن "الاستقالة نهائية ولا رجعة عنها".
وقتل 27 شخصا على الأقل وأصيب نحو 70 آخرين بجروح اليوم الثلاثاء، اثر قيام قوات عراقية باقتحام ساحة اعتصام المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي في الحويجة. وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسئولين عن مقتل جندي الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام. واستقالة تميم اليوم هي الثالثة من حكومة المالكي منذ بدء التظاهرات المناهضة له في عدة مناطق من العراق في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد استقالة وزير المالية رافع العيساوي (سني) وزير الزراعة (سني) عز الدين الدولة.
وفي تطور لاحق اليوم قتل 13 مسلحا في محافظة كركوك خلال هجمات شنوها ضد مواقع عسكرية انتقاما لمقتل المتظاهرين في الحويجة، وفقا لمصادر عسكرية. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش لوكالة فرانس برس إن "ستة مسلحين قتلوا من قبل قوات الجيش لدى محاولتهم السيطرة على نقطة تفتيش قرب ناحية الرشاد" الواقعة على بعد 55 كلم جنوب كركوك (240 لكم شمال بغداد). وأضاف أن "سبعة مسلحين آخرين قتلوا عند مهاجمتهم نقطة تفتيش للجيش في ناحية الرياض" الواقعة على بعد 35 كلم غرب كركوك. وأكد ضابط برتبة عميد في الفرقة 12 للجيش المنتشرة غرب كركوك، مقتل المسلحين الثلاثة عشر أثناء محاولتهم السيطرة على نقطتي التفتيش.
وأفادت مصادر أمنية عراقية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بأن السلطات طبقت اليوم إجراءات حظر التجوال في مدينتي تكريت وسامراء بمحافظة صلاح الدين على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة الحويجة و" ومنعت الدخول إليهما ما أدى إلى اصطفاف السيارات لمسافات طويلة بانتظار الدخول".
دعوة أممية لضبط النفس
من جانبه دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر القوات العراقية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحفظ النظام والقانون في الحويجة. وذكر بيان لمكتب الأمم المتحدة في العراق أن كوبلر يتابع الوضع في الحويجة عن كثب كما يواصل اتصالاته مع جميع الأطراف المعنية. وقال كوبلر :"أحث قوات الأمن العراقية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في حفظ النظام والقانون وأدعو المتظاهرين إلى المحافظة على الطبيعة السلمية للمظاهرات".
ودعا المبعوث الأممي إلى "تقديم المسؤولين عن وفاة وإصابة العديد من المدنيين وأفراد قوات الأمن في 19 أبريل إلى العدالة".من جهة أخرى ، ذكر تلفزيون العراقية الرسمي أن كوبلر وصل اليوم إلى كركوك لمتابعة تداعيات الأحداث.
ع.خ/ع.ج.م (ا.ف.ب، د.ب.ا)