ترامب والسعودية ـ حرارة الصفقات تذيب ثلوج الخلافات!
١٩ مايو ٢٠١٧يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول زيارة خارجية له اليوم الجمعة (19 أيار/مايو 2017). ومن المقرر أن يصل ترامب غدا السبت إلى السعودية حيث محطته الأولى قبل التوجه إلى إسرائيل والفاتيكان وبلجيكا وإيطاليا.
وستتضمن جولة ترامب لقاء الملك سلمان في السعودية. وخلال اليومين اللذين سيقضيهما في الرياض، سيسعى ترامب على الأرجح إلى التأكيد على تباينه مع أوباما، الذي نظر إليه بعين من الريبة من قبل السعودية. ومن المرجح أن يُستقبل الرئيس الأميركي بحفاوة بفضل أجندة الزيارة المتوقعة والتي تشمل خطابا شديد اللهجة إزاء إيران وعدم تركيز على قضايا حقوق الإنسان وإعلان محتمل بتوقيع صفقات سلاح جديدة.
وهذه بعض الحقائق عن العلاقات السعودية الأمريكية، الحليفين التاريخيين سياسيا واقتصاديا، والقائمة علاقاتهما على مبدأ "الأمن مقابل النفط".
بداية العلاقة
حوّل اكتشاف النفط في السعودية أواخر ثلاثينات القرن الماضي المملكة الخليجية إلى حليف حيوي للولايات المتحدة المتعطشة لمصادر الطاقة. لكن الشراكة بين الطرفين تأسست رسميا في لقاء تاريخي في العام 1945 بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد "يو أس أس كوينسي".
وقت الحرب
عندما اجتاح الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الكويت في سنة 1990، أمر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب بشن عملية "عاصفة الصحراء" لطرد الاحتلال وطرد القوات العراقية ومواجها تمددها في المنطقة.
وخلال العملية، توجه آلاف العسكريين الأمريكيين إلى المملكة السعودية المجاورة للعراق والكويت، واستخدموا قواعد حيوية فيها جعلوها منطلقا لعملياتهم. وقال الرئيس الأسبق جورج بوش حول هذه الحرب "كانت مرحلة تعاون لا مثيل لها بين أمتين عظيمتين".
توتر العلاقة
مرت العلاقات الأمريكية السعودية بانتكاسات في مراحل عدة، أبرزها تلك التي تلت هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 عندما تبين أن 15 من المهاجمين الـ19 الذين شاركوا في قتل نحو ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة، سعوديون.
مواجهة الإرهاب
شهدت الرياض بدءا من 2003 سلسلة من الهجمات والتفجيرات ضد أهداف أجنبية وضد القوات الأمنية السعودية، الأمر الذي دفع المملكة للتوجه نحو أن تصبح شريكا أساسيا ووفيا في المعركة ضد تنظيم "القاعدة". وينظر في واشنطن إلى ولي العهد الأمير محمد بن نايف على أنه أحد أبرز وجوه جهود مكافحة "الإرهاب".
الحرب في سوريا وفي اليمن
في العام 2014، انضمت الطائرات السعودية إلى قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمقاتلة تنظيم "داعش".
ومنذ بداية 2015، أصبح اليمن مركز النشاط العسكري الأكبر للسعودية التي تقود في هذا البلد تحالفا عربيا يساند حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
وتوفر الولايات المتحدة معلومات إستخباراتية وخدمة التزود بالوقود جوا للطائرات وقذائف للتحالف العسكري العربي الذي تقوده في اليمن، لكن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما جمدت في كانون الأول/ديسمبر الماضي شحنات من القذائف الذكية على خلفية اتهام المملكة بالتسبب بمقتل مدنيين في اليمن.
روابط متشنجة
أبدى المسؤولون السعوديون ارتياحا لانتهاء ولاية أوباما بعد التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين. إذ يأخذ المسؤولون السعوديون على الرئيس السابق أوباما رفضه الدخول بشكل مباشر في النزاع السوري ويعتقدون بأنه كان يميل اتجاه إيران التي تعد الخصم اللدود للمملكة في الشرق الأوسط.
تنشيط العلاقات
صدرت عن الرياض تصريحات مشيدة بإدارة ترامب بعدما وجد المسؤولون السعوديون في هذه السلطة آذانا صاغية خصوصا في ما يتعلق بالنفوذ الإيراني في المنطقة. وزار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجل الملك والرجل القوي في المملكة، الولايات المتحدة بعد شهرين فقط من تسلم ترامب الرئاسة. كما زار عدد من المسؤولين الأمريكيين السعودية.
ويشغل الأمير محمد منصب وزير الدفاع لكنه يستغرق الكثير من وقته في معالجة المشاكل الاقتصادية، وهو يقف خلف رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط في السعودية التي هي البلد المصدر الأول للنفط في العالم، والتي عانت من الانخفاض العالمي لأسعار النفط الخام. ومن هذا المنطلق، يسعى الأمير إلى جذب استثمارات أمريكية خصوصا في مجال الترفيه في بلد نصف سكانه دون سن الـ25، وسكانه "مدمنون" على استعمال الانترنت، وحيث تمنع السينمات والمسارح العامة.
التجارة
بلغت قيمة الصادرات الأمريكية إلى السعودية في 2016 نحو 18 مليار دولار، بينما بلغت قيمة وارداتها منها نحو 17 مليار دولار.
صفقات سلاح
تعد الولايات المتحدة من ابرز مصادر السلاح للمملكة. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لوكالة رويترز شريطة عدم الكشف عن هويته أن زيارة ترامب ستتضمن الإعلان عن صفقة سلاح ستشتري السعودية بمقتضاها أسلحة أمريكية بقيمة قيمته 100 مليار دولار. وقد يقود الاتفاق إلى مشتريات تتجاوز 300 مليار دولار على مدى عشر سنوات لمساعدة الرياض في مواجهة إيران في المنطقة. وأضاف أن من المتوقع أن تستثمر السعودية 40 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية في إطار الاتفاق.
ومضى المسؤول قائلا إن ترامب والحلفاء الخليجيين سينشئون مركزا للتصدي للإرهاب يهدف لخوض معركة أيديولوجية طويلة الأمد للتصدي للإرهاب والترويج لنهج الإسلام الوسطي.
ز.أ.ب/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، رويترز)