الغرب وأفغانستان.. مساعدات عاجلة دون الاعتراف بطالبان
١٢ أكتوبر ٢٠٢١قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن ألمانيا غير مستعدة حتى الآن للاعتراف بحكم حركة طالبان لأفغانستان لعدم وفائها بمعايير الشمولية المطلوبة، لكنها أكدت تعهد برلين بتقديم مساعدات بقيمة 600 مليون يورو.
وفي تصريحات في أعقاب مؤتمر بالفيديو لزعماء مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الكبرى في العالم ومسؤولين دوليين، قالت ميركل إن الزعماء يطالبون أيضا بتوفير كل سبل الوصول أمام وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية. وأضافت ميركل، في مؤتمر صحفي في برلين اليوم الثلاثاء (12 أكتوبر/تشرين أول 2021): "نطلب توفير سبل الوصول أمام كل منظمات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية التي ترغب في توصيلها".
واجتمع قادة دول مجموعة العشرين خلال قمة افتراضية الثلاثاء للبحث في موضوع أفغانستان مع تركيز المحادثات التي تستضيفها إيطاليا على الوضع الانساني والأمني بعد تولي حركة طالبان السلطة. واستهل الاتحاد الأوروبي أعمال اللقاء بالإعلان عن حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو للبلد الغارق في أزمة إنسانية. يشارك في اللقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من بين قادة آخرين، في حين ينوب عن الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممثلان عنهما.
ومع بدء المحادثات، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين عن حزمة مساعدات للمساعدة على "تجنب انهيار إنساني واجتماعي واقتصادي كبير" في أفغانستان. وجاء في بيان أن الأموال تضيف 250 مليون يورو إلى مبلغ 300 مليون يورو أعلنه الاتحاد الأوروبي من قبل لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، فيما يذهب الباقي إلى الدول المجاورة لمساعدتها على استقبال الأفغان الفارين من حكم طالبان. وهذه "المساعدة الانسانية ستواكبها مساعدة إضافية متخصصة من أجل اللقاحات وتأمين مساكن وكذلك حماية المدنيين وحقوق الانسان"، بحسب فون دير لاين.
وشددت المفوضية على أن أموال الاتحاد الأوروبي هي "دعم مباشر" للأفغان وسيتم إيصالها إلى المنظمات الدولية العاملة على الأرض، وليس إلى حكومة طالبان المؤقتة التي لا تعترف بها بروكسل. هذا علما أن مساعدات التنمية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي - وهي تختلف عن المساعدات الإنسانية - ما زالت مجمدة. ولاستئنافها أشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه وضع خمسة معايير "ويجب الالتزام بها قبل أن يتسنى استئناف التعاون على التنمية بشكل منتظم". سيكون على طالبان خصوصا احترام حقوق الانسان الأساسية وخصوصا حقوق المرأة، ويجب أن تكون الحكومة الأفغانية جامعة وتتيح إيصال المساعدة الإنسانية.
وجاء مؤتمر الثلاثاء في الوقت الذي أجرت فيه طالبان أولى محادثاتها المباشرة مع وفد مشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في قطر حيث يواصل الإسلاميون المتطرفون جهودهم الدبلوماسية للحصول على الدعم الدولي.
وقال مسؤول قطري كبير إن بلاده تعتقد أن الاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان ليس أولوية الآن، وإن التركيز يجب أن ينصب على التواصل مع الإدارة الجديدة ومعالجة القضايا الإنسانية. وحث مطلق القحطاني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري، الدول الأخرى على التواصل بشكل أكثر عمقا مع طالبان باعتبارها السلطة الفعلية في أفغانستان، بينما حث الحركة الإسلامية على أن تتصرف باعتبارها إدارة "مسؤولة" وتحترم حق النساء في العمل وحق الفتيات في التعليم بالمدارس.
وبعد مرور نحو شهرين على انهيار الحكومة المدعومة من الغرب في أفغانستان واجتياح طالبان لكابول، تسعى إدارة الحركة لإقامة علاقات مع الدول الأخرى للمساعدة في درء أزمة اقتصادية كارثية. لكن طالبان ترفض حتى الآن إفساح المجال والسماح بعودة الفتيات للمدارس، وهو أحد المطالب الرئيسية للمجتمع الدولي بعد قرار الحركة الشهر الماضي بإعادة فتح المدارس فوق الصف السادس للبنين فقط. وقال القحطاني إن حرمان الفتيات من الدراسة غير مقبول من المنظور الديني. وكان تعليم الفتيات أحد المكاسب الإيجابية الواضحة المحدودة من تدخل الغرب على مدى 20 عاما في أفغانستان. واستضافت الدوحة المكتب السياسي لطالبان الذي أشرف على المفاوضات مع الولايات المتحدة والتي أدت في نهاية المطاف إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس آب. كما أنها تلعب دورا محوريا في جهود الإجلاء.
ف.ي/ص.ش (د.ب.ا، ا.ف.ب، رويترز)