الفاتيكان يكشف اليوم مضمون وصية البابا واختيار خليفته في الـ 18 من الشهر الجاري
أعلن المتحدث باسم الفاتيكان نافارو فالس ان وصية البابا يوحنا بولس الثاني تليت امام الكرادلة يوم أمس الاربعاء وستنشر اليوم الخميس باللغتين والايطالية. ولم يفصح المتحدث بالطبع عن مضمون الوصية، الا انه اشار الى أن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قام بكتابة جزء من الوصية في عام 1979، أي بعد عدة أشهر من جلوسه على الكرسي المقدس. وأضاف نافارو أن وصية البابا تتكون من 15 صفحة. وكانت قد ترددت أنباء أن يكون الحبر الاعظم قد أوصى بدفنه في وطنه الام بولندا، كما سرت شائعات عن وصيته بان يدفن قلبه فقط هناك. ولكن المتحدث باسم الفاتيكان نافارو فالس قال بشكل لا يدع مجالا للشك بان جثمان البابا سيوارى الثرى في مدفن البابوات تحت كاتدرائية القديس بطرس. واشار الى انه سيكون في امكان الاشخاص الذين لن ينجحوا في الوصول الى الفاتيكان متابعة الجنازة على شاشات عملاقة منتشرة في كل مدينة روما. وكانت بلدية روما قد اعلنت انه سيتم تجهيز سبع مناطق في روما، بالاضافة الى لافاتيكان، بشاشات ضخمة، للسماح للحجاج بمتابعة الجنازة التي ستبدأ الساعة 10.00 بتوقيت روما وتستغرق ثلاث ساعات.
الوصية لا تتضمن اسم خليفته المفضل
اوضح نافارو فالس ان وصية البابا لا تتضمن اسم الكاردينال الذي عينه في 2003 وابقى اسمه "سريا". وقد توفي يوحنا بولس الثاني من دون ان يكشف عن هوية هذا الكاردينال "السري". ولا يمكن ان تعرف هوية هذا الكاردينال ما لم يكن البابا قد ترك توجيهات مكتوبة لخلفه يطلب منه فيها ان يقوم بترقية الشخص المعني خلال مجمع مقبل. الا ان البابا الجديد غير ملزم بتطبيق هذه التوصيات. وتسمح صيغة "الكاردينال السري" للباباوات بتكريم اساقفة يمكن ان تشكل ترقيتهم الى رتبة الكاردينالية اخطارا عليهم او على علاقات الفاتيكان مع دولة معينة، او يحاط تعيينهم بالسرية لمجرد اسباب تتعلق بظروف خاصة. وسمى يوحنا بولس الثاني 31 كاردينالا خلال مجمع الكرادلة الاخير في تشرين الاول/اكتوبر 2003، مشيرا الى انه يحتفظ "في قلبه" باسم احدهم.
فرصة للكرادلة الناطقين بالالمانية
من سيكون البابا المقبل؟ هل سيكون ايطاليا ام اوروبيا ام آسيويا ام اميركيا؟ هل التوجه الآن هو نحو بابا شاب ام عجوز؟ محافظ ام مصلح؟ هل الافضلية حاليا للكاريسما ام للقدرة على الادارة الحكيمة للكنيسة؟ كلها معايير معقدة ستلقي بظلاها على اختيار مجمع الكرادلة للبابا الجديد الذي سيتم ابتداء من 18 أبريل/نيسان الجاري. وبحسب قوانين الكنيسة، لا يمكن لاحد ان يكون مرشحا للبابوية، فوحده المجمع يقرر، كما لا يحق لاي كاردينال ان ينتخب نفسه. أما فيما يتعلق بفرضية انتخاب اوروبي غير ايطالي فهي لا تبدو كبيرة الحظوظ، لكنها غير مستبعدة كليا. فالدول الناطقة باللغة الالمانية التي كاد احد ابنائها يعتلي السدة البابوية عام 1978 (رئيس اساقفة فيينا فرانز كونيغ) تتمتع الآن بحظوظ لا يستهان بها مع مرشحيها الالماني جوزف راتسينغر (77 عاما) اللاهوتي والمسؤول عن العقيدة خلال حبرية يوحنا بولس الثاني، والنمساوي رئيس اساقفة فيينا كريستوف شونبورن (66 عاما) "الشاب" وذو الشخصية اللامعة والمعروفة اعلاميا. وهنالك عنصر آخر قد يصب في مصلحة المرشحين الجرمانيين: كون كنيسة المانيا اغنى بكثير من الفاتيكان وهي تمول عددا كبيرا من المؤسسات والحركات الكاثوليكية في العالم الثالث. لكن عددا من الخبراء الشؤون الفاتيكانية يرون ان الامتداد الطبيعي للتوجه العالمي الذي تكرس مع يوحنا بولس الثاني، يقضي بانتخاب حبر اعظم اميركي جنوبي من القارة التي تضم وحدها نصف كاثوليك العالم وكنائس نشيطة وقريبة من الفقراء، مثل كنيسة البرازيل مثلا. والكاردينال البرازيلي كلاوديو اومس هو في راس لائحة المرشحين الاميركيين الجنوبيين.
من ناحية أخرى أفادت وثيقة رسمية نشرها الفاتيكان الثلاثاء ان المجمع المغلق يمكنه ان ينتخب كاردينالا غائبا لسبب من الاسباب خلال عمليات التصويت. وفي حال استقر خيار الكرادلة على العالم الثالث، حيث الدعوات الكهنوتية والرهبانية في نمو مضطرد وحيث تزداد الممارسات الدينية وارتياد الكنائس، فبامكانهم انتخاب هندي كرئيس اساقفة بومباي ايفان دياس الذي امضى سنوات في خدمة الدبلوماسية الفاتيكانية.
وفي النهاية، قد يجنح خيار الكرادلة نحو بابا انتقالي لا تطول حبريته كثيرا، وفي هذه الحال ترتفع حظوظ "المرشحين" الاكبر سنا والذين تعرف عنهم ادارتهم الحكيمة ومن دون نزعات اصلاحية طموحة.