القائد الجديد للمعارضة المسلحة: لن نتحاور مع الأسد وسيقدم للمحاكمة
٧ سبتمبر ٢٠١٢شدد اللواء محمد حسين الحاج علي، القائد العام لما يعرف باسم "الجيش الوطني السوري"، التشكيل الجديد للمعارضة المسلحة على أنه لا توجد أي فرصة للتحاور مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلاّ "في حالة واحدة فقط وهي قبول بشار الأسد بالتنحي الفوري عن السلطة". وقال الحاج علي في تصريحات هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب .أ): "لكن لا يجب أن يفهم أحد أن الحوار مع الأسد علي التنحي الفوري سيعني أننا سنوفر له خروجا آمنا من البلاد (...) لا طبعا فالأسد سيحاكم، وهذا قرار يقع في إطار صلاحيات الشعب السوري وليس من صلاحياتي أو صلاحيات أي فرد أو جهة أخرى".
وفي معرض رده على سؤال حول مصادر دعمه المالي وكذلك مصادر إمداده بالسلاح وعما إذا كانت إحدى الدول الأوربية قررت بالفعل دعمه بأسلحة حديثة لمواجهة قوات الأسد، اكتفى الحاج بالقول: "لا أريد الحديث حول تلك الموضوعات تفصيليا الآن، ولكن بصفة عامة فإنه فيما يتعلق بالجانب المالي، السوريون قادرون على الكثير، وهناك مساعدات أيضا وصلتنا من دول شقيقة وليست غربية".
ونفى الحاج علي علمه بوجود مجموعات جهادية داخل الأراضي السورية تقاتل قوات بشار الأسد تضامنا مع الثوار السوريين، وأوضح "أسمع أحاديث بشأن هؤلاء لكن ليس لدي معطيات حول وجودهم فعليا". كما نفى اشتراط أي دول غربية أو إقليمية عليه بعدم التعاون مع تلك المجموعات الجهادية مقابل دعمه بالمال والسلاح، مشددا "لم تتم مناقشة مثل هذه الموضوعات معنا، بل لم تطرح من الأصل (...) ونحن بالأساس كمؤسسة عسكرية وطنية ملتزمة، لن نقبل التعاون مع مجموعات جهادية أو تكفيرية فالمؤسسة العسكرية يجب أن تبعد عن السياسة والأيدلوجية".
وأعرب الحاج علي عن توقعه في أن تشهد الفترة المقبلة تطورا في الإستراتيجية العسكرية للمقاتلين من حيث الأداء والأهداف قائلا: "ستكون هناك قيادة عسكرية بالميدان لا قيادة رمزية بالإعلام فقط (...) الآن كل كتيبة وتشكيل يعمل منفردا دون تنسيق أو أوامر من قيادة عليا". وأضاف:"سيكون هناك توحيد للجهود والخطط والدعم المالي وتنظيم للسلاح وحصر لاستخدامه بما يخدم الثورة السورية فقط وبهذا ستكون لدينا مؤسسة عسكرية سليمة قادرة علي قيادة العمل بفاعلية". واختتم حديثه قائلا: "نسعى أيضا إلى التنسيق والعمل مع كافة الكيانات السياسية كالمجلس الوطني وغيره من تنظيمات المعارضة السياسية دون الارتباط بأجندة أي كيان منها".
دمشق تندد بتصريحات مرسي الأخيرة
على صعيد آخر، اعتبرت دمشق أن تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة حول الأزمة السورية "قضت" على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال إقليمية تهدف لإيجاد حل للنزاع الدائر في سوريا، محملة إياه مسؤولية "سفك الدم السوري". وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري إن "سوريا تنظر إيجابيا إلى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الأزمة وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سوريا".
وأضاف في المقابلة التي نشرت نصها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن مبادرة الترويكا التي تم الحديث عنها وتضم مصر "قد قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة". وأكد المقداد أن الخطابين اللذين ألقاهما الرئيس المصري أمام قمة عدم الانحياز في طهران وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كانا بعيدين عن الواقع وشكلا تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسورية وهدفا إلى تأجيج العنف فيها بما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجري".
وكان مرسي قال الأربعاء إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "لن يدوم طويلا"، داعيا الدول العربية إلى التحرك لإيجاد حل سريع للنزاع الدموي الدائر في سوريا. وقبل ذلك ندد مرسي أمام قمة دول عدم الانحياز في طهران بـ "النظام الظالم الذي فقد شرعيته" في سوريا، مؤكدا أن مصر "على أتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سوريا".
تواصل أعمال العنف في مناطق متفرقة
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مواطنين سوريين لقوا حتفهم اليوم الجمعة في مدينة دير الزور شرقي البلاد. وأضاف المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محافظة دمشق ترافقت مع سماع أصوات انفجارات في المنطقة. وقد اعتقلت قوات الأمن عشرات الشبان من أبناء محافظة دمشق كما سمعت أصوات اطلاق رصاص كثيف في حي التضامن ومخيم اليرموك.
وقد شهدت دمشق وحلب معارك عنيفة الخميس بين القوات النظامية والمسلحين المعارضين. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 78 شخصا على الأقل أمس الخميس وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، هم 33 مدنيا و29 جنديا و16 من المقاتلين المعارضين، بالإضافة إلى نحو عشرة أشخاص في قصف استهدف حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في حلب. بقي أن نقول إنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعطيات الميدانية من مصار مستقلة.
ش.ع / أ.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب)