القذافي "يستعد" للهروب إلى جنوب أفريقيا وموسكو تحاول انقاذ عقودها النفطية
٣ سبتمبر ٢٠١١قال مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي إن العقيد معمر القذافي ربما يستعد للهروب إلى جنوب أفريقيا عبر مالي بعد قيامه بنقل كميات كبيرة من النقد الأجنبي والذهب إلى هناك قبل خروجه من معقله في العاصمة الليبية طرابلس التي سيطر عليها الثوار الأسبوع الماضي. وأوضحت مصادر في المجلس لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم السبت (03 أيلول / سبتمبر) أن مساعدين محسوبين على القذافي ومقربين منه أجروا مؤخرا اتصالات مع سلطات جنوب أفريقيا في هذا الإطار، مشيرة إلى ارتباط القذافي بعلاقات وطيدة وشخصية مع جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا.
وصرح عبد المنعم الهوني ممثل المجلس لدى الجامعة العربية ومصر للصحيفة بأن هناك بالفعل معلومات متواترة من عدة جهات تفيد بأن جنوب أفريقيا ربما تكون هي الوجهة الأخيرة للقذافي الذي يسعى للبحث عن ملاذ آمن للنجاة من محاولات اعتقاله حيا لمحاكمته دوليا.
وفي إطار التحركات الدبلوماسية والاتصالات الدولية للمجلس الوطني الانتقالي، يجري اليوم رئيس المكتب التنفيذي في المجلس محمود جبريل مباحثات مع رئيس الوزراء التونسي الانتقالي الباجي قائد السبسي، بحسب ما افاد مصدر رسمي. وكانت تونس قد اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي في الحادي والعشرين من الشهر الفائت، لا تزال تستقبل حوالى مائة ألف ليبي موزعين خصوصا في مناطق جنوب البلاد وتستضيف الكثير منهم عائلات تونسية في منازلها.
موسكو تبحث مستقبل استثماراتها
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن روسيا دعت أفرادا في المجلس الوطني إلى زيارة موسكو لمناقشة مستقبل عقود الطاقة الروسية في ليبيا بعد ستة أشهر من الحرب.
وأضاف لافروف للصحافيين بعدما سئل عن مصير عقود النفط الروسية التي تم الاتفاق عليها مع القذافي "سنناقش كل هذا." هذا واستثمرت كبرى شركات النفط والغاز في روسيا، وهي غازبروم وتات نفط مئات، الملايين من الدولارات في ليبيا قبل أن تعلق عملياتها بسبب الثورة. وقال آرام شيغانتس المدير العام لمجلس الأعمال الروسي الليبي لرويترز في أغسطس آب إنه يرجح منع شركات الطاقة الروسية من استئناف العمل في ليبيا بعدما أطاح معارضون يدعمهم حلف شمال الاطلسي بالقذافي.
المجلس الانتقالي سيتحول إلى طرابلس
وفي سياق آخر، صرح رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، بأن نشاط المجلس "سينتقل الاسبوع المقبل" إلى طرابلس التي باتت تحت سيطرة المسؤولين الجدد. وأعلن عبد الجليل أمام مشايخ قبليين وعسكريين كبار في بنغازي حيث انشىء المجلس الوطني الانتقالي واتخذ له مقرا طيلة فترة الثورة "سنذهب إلى طرابلس الاسبوع المقبل. طرابلس عاصمتنا"، وحيا عبد الجليل أمام المشايخ مدينة بنغازي وشكر مدن شرق ليبيا لدعمها الثوار. وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن عبد الجليل أن ليبيا ستشارك في افتتاح جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة في العشرين من الشهر الجاري.
وفي سياق متصل بالحالة الأمنية، افاد مراسل فرانس برس ان حوالى 200 عربة قتالية موالية للمجلس الوطني الانتقالي تقدمت صباح السبت باتجاه بني وليد احد اخر معاقل القذافي من دون ان تدور معارك.
وقال احمد بلحاج قائد مجموعة مقاتلين إن القوات اتت من مدينة مصراتة الساحلية (210 كيلومترا شرق طرابلس). واضاف "تقدمنا مسافة 70 كلم من مواقعنا" باتجاه بني وليد حيث يختبىء القذافي وعدد من ابنائه كما تفيد شائعات. وقال بلحاج ان حوالى 600 رجل في حال تأهب للمشاركة في العملية. واوضح "هناك قاعدة عسكرية قرب بني وليد تسيطر عليها كتيبة خميس القذافي ونريد الاستيلاء عليها".
وعلى الجبهة الغربية في سرت لم تتحرك القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي بحسب مصادر مؤيدة للمجلس. وتفيد هذه المصادر بان مقاتلي مصراتة يفضلون التركيز اولا على جبهة بني وليد وعدم تشتيت جهودهم على جبهتين.
(ع.ج/ د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي