القمة الخليجية تناقش المواجهات العسكرية في اليمن وأزمة دبي المالية
١٣ ديسمبر ٢٠٠٩تبدأ الاثنين في الكويت القمة الثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي الست وهي السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين، وتستمر يومين. ومن المتوقع أن يمتلأ جدول القمة بعدد من القضايا الهامة في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن والبيئة من بينها الاتحاد النقدي لدول الخليج والذي يفتح الباب أمام إصدار العملة الموحدة وتداعيات أزمة الديون في دبي وتأثيرها على باقي الدول، وكذلك تأثير الحرب مع الحوثيين على أمن دول الاتحاد بعدما دخلت السعودية خط المواجهات العسكرية مع الحوثيين مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
4 دول فقط في الاتحاد النقدي
وفيما أعلنت سلطنة عمان أنها لن تكون جزءا من مشروع الوحدة النقدية، انسحبت الإمارات من المشروع بعد اختيار الرياض لتكون مقراً للمصرف المركزي الخليجي المستقبلي، ما شكل هزة قوية للمشروع لا سيما ان الإمارات هي ثاني قوة اقتصادية في العالم العربي بعد السعودية. لذلك سيقتصر الاتحاد النقدي على أربع دول فقط وهي السعودية والكويت وقطر والبحرين وكانت هذه الدول قد وقعت في شهر أيار/ مايو الماضي على اتفاقية الاتحاد النقدي وصدقت عليها، وأصبح من الواضح أن الالتزام بالجدول الزمني للعملة الموحدة سيقتصر على إنشاء مجلس النقد العام المقبل وليس العملة الموحدة التي يبدو أن إطلاقها سيتأخر عدة سنوات.
وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح في مقابلة مع صحيفة الحياة أنه سيتم في قمة الكويت "الإعلان عن البدء بالعمل في الاتحاد النقدي نحو وحدة نقدية تخلق من اقتصاديات دول مجلس التعاون منطقة اقتصادية على غرار ما يحدث في دول الاتحاد الأوروبي". من جهة أخرى ما زالت العوائق التقنية والسياسية تؤخر التنفيذ الكامل للاتحاد الجمركي الخليجي الذي أطلق في 2003، إلا أن تقريراً لمجلس التعاون أفاد يوم أمس السبت أن التجارة البينية بين دول الخليج ارتفعت من 15 مليار دولار في 2002 إلى 65 مليار دولار العام الماضي.
ومن المنتظر أن يطلق القادة هيئة خليجية للسكك الحديدية، وهي ستشرف على إنشاء شبكة القطارات التي ستربط بين دول المجلس وتمتد على طول ألفي كيلومتر وبكلفة 25 مليار دولار. كما سيطلق القادة المرحلة الأولى من الربط الكهربائي، وهي تشمل السعودية والكويت والبحرين وقطر.
إيران والحوثيون وأمن الخليج
وعلى الصعيد السياسي والأمني يهيمن الملف الإيراني والوضع في اليمن على أجندة القمة، وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الكويتي في مقابلته مع "الحياة": "للمرة الأولى، ومنذ زمن بعيد تعقد قمة خليجية في وقت تقوم أثناءه دولة من دول مجلس التعاون باشتباك عسكري مسلح مع طرف خارجي"، في إشارة إلى السعودية.
هذا وقد سلم وزير خارجية اليمن أبوبكر القربي، الذي يقوم حاليا بزيارة للكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت ورئيس القمة، رسالة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بعث بها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية. وأشار متابعون إلى احتمال أن تتضمن الرسالة تجديد اليمن طلبها بالانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي. من جهته أشار القربي إلى انه سمع من أمير الكويت تأكيدات حول "الوقوف مع اليمن ودعم جهود اليمن للخروج من التحديات التي يواجهها" وحول دعم مجلس التعاون لليمن في الجانبين "الاقتصادي والأمني".
ومن الكويت طالب ابوبكر القربي اليوم الأحد طهران إلى وضع حد للدعم، الذي قال إن مرجعيات إيرانية تقدمه للمتمردين الحوثيين. وأكد أن الجمهورية الإسلامية تتحمل جزءا من المسؤولية عن النزاع في شمال البلاد، كما جدد موقف بلاده حول اتهام "حوزات ومرجعيات" في إيران بدعم المتمردين الحوثيين "دون توجيه اتهام مباشر" للحكومة الإيرانية.
(ص. ش/ أ ف ب/ د ب أ)
مراجعة: عماد م. غانم