اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير: ضرورة أم اختيار؟

دويتشه فيله: يقول بحث جديد أجراه علماء من القدس والولايات المتحدة بأن تطعيم الناس ضد الإنفلونزا لا لزوم له. وبدلا من ذلك من الضروري فقط وضع خطط لتطعيم فئات معينة من الناس، وأن ذلك يكفي لمنع أوبئة الإنفلونزا. هل تتفق مع هذا الطرح؟

أولي فيشمان، رئيس قسم التطعيم الوقائي ضد الأوبئة في معهد روبرت كوخ في برلين : نحن بشكل عام متفقون على ضرورة التخطيط بشكل جيد للتطعيم ووضع مخططات لذلك، ويتم ذلك في ألمانيا من خلال وجود لجان دائمة اسمها لجان "ستيكو"، وهي معنية باتخاذ قرارات حول من يجب تطعيمه ومتى. وهذا ليس بالأمر الجديد في الأوساط العلمية، فمن المنطقي أن يتم تطعيم الناس وخاصة الأطفال أثناء انتشار الأوبئة، فقد لوحظ في دراسات علمية سابقة أن الأطفال يلعبون دورا كبيرا في انتشار العدوى، فالأطفال يتصل بعضهم ببعض وقتا طويلا، على عكس الكبار من ذوي الثمانين عاما من العمر.

إذن في ألمانيا لا يتم التطعيم بشكل عشوائي؟

كلا، في ألمانيا لا يتم التطعيم بشكل عشوائي نهائيا، بل على العكس من ذلك، فلدينا برنامج تطعيم متطور جدا للأطفال. والطبيب يستنير بهذا البرنامج. وهذه البرامج هي عبارة عن حالات تطعيم يوصى بها وليست إجبارية.

هل من الضروري وجود تطعيم إجباري في ألمانيا؟ ففي الولايات المتحدة مثلا يوجد تطعيم إجباري بالفعل.

في أمريكا هناك متطلبات وشروط للتسجيل في المدرسة، حيث يتم التركيز بشكل خاص على التطعيم ضد الحصبة، التي تم القضاء عليها تماما في الولايات المتحدة، وهناك استثناءات من التطعيم الإلزامي في أمريكا لأسباب طبية أو صحية، مثل عدم تحمل الجسم اللقاح، أو لأسباب دينية.

وفي الحقيقة يوجد في ألمانيا أيضا مؤيدون للتطعيم الإلزامي. لكنني أعتقد أننا في محاولة لإقناع الناس في ألمانيا بما هو مهم ومفيد، وبذلك تزداد معدلات التطعيم بشكل عام.

إذا اختار أحدنا التطعيم : فهل يكفي لقاح واحد ضد الإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الخنازير، أم أنّ إجراء لقاحات مختلفة أمر ضروري؟

في هذا العام، خلافا لما حدث في العام الماضي، استطعنا لأول مرة استخدام لقاح واحد ضد إنفلونزا الخنازير والإنفلونزا العادية. فـلم تعد هناك حاجة إلى لقاحين. في الموسم الماضي كان الأمر مختلفا حين كان إنتاج اللقاح الموسمي في بداياته. وكان هذا اللقاح يفتقر إلى ما يسمى بــ "فيروس أنفلونزا الخنازير" الذي كان لا بد من إنتاجه في وقت لاحق.

هل توجد بالفعل بدائل للتطعيم ضد الإنفلونزا؟

الحق يُقال إن التطعيم ضد الإنفلونزا هو بالفعل الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الفيروسات. توجد تدابير حماية بطبيعة الحال، كالنظافة العامة مثل غسل الأيدي للحد من العدوى، ولكن ليس هناك طريقة تضاهي التطعيم في الفعالية.

وهل النسبة الحالية لعدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم في ألمانيا مُرْضِـيَة؟

نـِـسـب المُطعَّمين ضد الإنفلونزا تعتمد إلى حد كبير على الفئات العمرية. وعادةً ما توصي لجنة التطعيم الألمانية بتطعيم كل الأشخاص من الفئات العمرية دون 60 سنة، وجميع الأشخاص المصابين بأمراض كامنة، أي ممن عندهم استعداد أكثر من غيرهم للإصابة ببعض الأمراض، فضلا عن العاملين في الحقل الطبي.

نسبة الأشخاص المُـطـعــّمين في الفئات العمرية دون 60 عاما هي نسبة جيدة نسبيا، رغم أن نسبة 75 في المئة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية لم يتم تحقيقها بعد. أما المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة فلا يزال للأسف هناك حاجة لتطعيم من تبقى منهم. وهذا ينطبق على العاملين في الحقل الطبي أيضا، والذين تم في العام الماضي 2010 تطعيم 20 في المئة منهم فقط، وهذه نسبة غير مُـرضـيَة.

كان العام الماضي هو عام إنفلونزا الخنازير، فهل عاد هذا الوباء في عامنا هذا 2011؟

حسب علمنا انتشر فيروس إنفلونزا الخنازير "إتش وَن إن وَن" هذه السنة أيضا، ومن المعروف أن 75 في المئة من المصابين بالإنفلونزا حاليا يحملون هذا الفيروس أيضا. لكننا نعلم أنه يوجد في هذا الموسم عدد كبير من الناس الذين يتمتعون بالمناعة ضد هذا المرض، وعددهم أكبر بكثير من العام الماضي. فقد اكتسبوا هذه المناعة إما عن طريق اللقاحات الطبية أو من خلال العدوى بفيروس هذا المرض في السنة الماضية.

ما هو الدور الذي يلعبه معهد روبرت كوخ في مجال التطعيم في ألمانيا؟

نحن ندعم لجنة التطعيم الألمانية من خلال تزويدها بمعلومات وإحصاءات تُـثـبت أهمية اللقاحات الطبية، ونقوم أيضا بتحليل معطيات الحالات المرَضيَّة وبمراقبة برامج التطعيم، كما أننا نقوم جزئيا بالبحث العلمي: على سبيل المثال فيما يتعلق بفعالية لقاح طبي معين تم تطعيمه لعدد كبير من الناس. ونقوم أيضا بتحليل النتائج الإحصائية المتعلقة بـِنِسَب وأعداد الأشخاص الذين تم تطعيمهم، وذلك للتوصـل إلى معرفة أفضل بفعالية اللقاحات المستخدمة.

هنا فوكس / علي المخلافي

مراجعة: منى صالح