المالكي يستفز الأكراد ويصف الاستفتاء بـ "إسرائيل ثانية"
١٧ سبتمبر ٢٠١٧حذر نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي اليوم الأحد (17 أيلول/سبتمبر 2017) لدى استقباله السفير الأميركي في بغداد من "قيام إسرائيل ثانية" في شمال العراق في إشارة إلى الاستفتاء المرتقب على استقلال إقليم كردستان في 25 أيلول/سبتمبر الحالي. وأكد المالكي في بيان بعيد اجتماعه بالسفير دوغلاس سليمان ضرورة "إلغاء إجراء الاستفتاء لكونه غير دستوري ولا يصب في مصلحة الشعب العراقي عامة ولا لصالح الكرد خاصة".
وأضاف زعيم ائتلاف دولة القانون اكبر الكتل البرلمانية "لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية في شمال العراق" محذرا "المطالبين بالاستفتاء من التداعيات الخطيرة التي سيخلفها هذا الإجراء على امن وسيادة ووحدة العراق".
وكانت الأمم المتحدة قدمت اقتراحا لبارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات.
وبحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس الخميس لبارزاني، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها في أربيل، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ"مفاوضات منظمة، حثيثة ، ومكثفة (...) من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل". وردا على سؤال لفرانس برس، أكد كوبيس أن "هناك عرضا، إذا وافق (الأكراد) على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات"، مشيرا إلى أنه يتوقع ردا من بارزاني خلال "يومين أو ثلاثة".
ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب "من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ".
في غضون ذلك، أفاد مصدر مطلع اليوم الأحد بأن مجلس استفتاء إقليم كردستان قرر إرسال وفد إلى بغداد لإجراء مباحثات خلال اليومين المقبلين، مؤكدا عدم تأجيل الاستفتاء. وقال المصدر في حديث لقناة "السومرية نيوز" الإخبارية، إن "مجلس استفتاء إقليم كردستان عقد، اليوم، بإشراف رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني"، مبينا أن "الاجتماع قرر إرسال وفد إلى بغداد خلال اليومين المقبلين". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الاجتماع أكد مجدداً على عدم تأجيل الاستفتاء".
ورغم أن الزعيم الكردي أعاد التأكيد السبت، أن "لا إلغاء ولا تأجيل" للاستفتاء، وأضاف "لم نتلق حتى الآن أي بديل حقيقي للاستفتاء". لكن بارزاني لم يقفل الباب أمام التفاوض منذ بدأ الجدل حيال عقد الاستفتاء. وقال في خطاب آخر في وقت سابق في الموصل "إذا كان هناك بديل أفضل، فأهلا وسهلا".
وتخضع كردستان لضغوط كثيفة للعدول عن هذا الاستفتاء الشعبي، الذي لن يؤدي من حيث المبدأ إلى إعلان الاستقلال، بل يشكل وسيلة للضغط على السلطة المركزية للحصول على تنازلات في الخلافات النفطية والمالية. وأعلنت المملكة المتحدة في بيان اليوم السبت أنها لا تدعم الاستفتاء الذي "يهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة، فيما يجب أن ينصب التركيز على هزيمة داعش".
والجمعة، اعتبر البيت الأبيض أن الاستفتاء سيكون "مستفزا" و"مزعزعا للاستقرار". وأعادت واشنطن التأكيد على اعتقادها بأنه سيكون عقبة أمام محاربة تنظيم "داعش" واستقرار المناطق التي عادت إلى سيادة السلطات العراقية. وتعرب دول أخرى، مثل تركيا وإيران، عن قلقها إزاء فكرة أن تثير أربيل النزعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية على أراضيها. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إجراء الاستفتاء "أمر سيء جدا"، مشيرا إلى أن مجلس الأمن التركي سيجتمع في 22 أيلول/سبتمبر لتبني موقف رسمي.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ)