المستشارة الالمانية تضع شروطا للتعاون مع حركة حماس
هددت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية إذا لم تغير حركة حماس مواقفها تجاه إسرائيل. وقالت ميركل بعد لقائها رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت في القدس مساء أمس أنه يصعب تصور استمرار الدعم الأوروبي المالي للسلطة في حال استمرار حماس على مواقفها. وحددت ميركل ثلاث شروط للتعاون مع الحركة وهي: الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتخلي عن العنف واحترام ما تم التوصل إليه حتى الآن على طريق عملية السلام. وتلتقي ميركل خلال زيارتها الحالية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
زيارة في ظل اوضاع معقدة
تزور المستشارة الألمانية اسرائيل في وقت ما يزال فيه رئيس وزرائها يرقد على سرير المرض بين الحياة والموت، وفي وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات ينظر اليها المراقبون على أنها ربما الاهم في تاريخ الدولة العبرية. كما ان المستشارة ستزور السلطة الفلسطينية التي تلقت ضربة قاصمة في الانتخابات التشريعية الاخيرة بسبب الفوز الكاسح لحركة حماس. ومما يجعل الامر أكثر تعقيدا هو أن الفائز بالانتخابات الاخيرة، التي طالما طالب الغرب المنطقة بأن تكون الاساس لاختيار الحكومات، هو طرف يرفض الغرب التعامل معه ويعتبره منظمة ارهابية، لكن هذه المنظمة حصدت الاغلبية المطلقة في البرلمان الفلسطيني. في ظل هذا الوضع المعقد تزور المستشارة الالمانية المنطقة في زيارة هي الاولى لها بعد فوزها في الانتخابات الالمانية التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي. ويولي المسؤولون الاسرائيليون والفلسطينيون أهمية كبيرة لزيارة المستشارة في هذا الوقت بالذات.
هل تلتقي ميركل بقادة حماس؟
وفقا لتقرير للاذاعة الاسرائيلية أعرب بعض قادة حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة عن رغبتهم في عقد لقاء مع المستشارة الالمانية. الا أن الناطق باسم الحكومة الالمانية اولريتش فيلهلم كان قد أكد على عدم وجود نية لدى ميركل للالتقاء بأي من زعماء الحركة. وأضاف فيلهلم انه في اطار الفوز المفاجىء لحركة حماس في الانتخابات فان الزيارة ستكون مناسبة لميركل لكي تعبر "باسم شركائها الاوروبيين عن التوقعات الخاصة والعناصر الاساسية التي يعتمد عليها استمرار التعاون مع السلطة الفلسطينية". واضاف ان برلين "تتوقع من الحكومة المقبلة وكل المسؤولين السياسيين الفلسطينيين ان يحترموا النقاط التالية: الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، والتخلي عن استخدام العنف ووقف استخدام الاسلحة ووجوب احترام الاتفاقات الموقعة في اطار عملية السلام". وستتناول ميركل العشاء مساء الاحد في القدس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت وفي اليوم التالي ستلتقي الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو ورئيس حزب العمل عمير بيريتس كما اوضح المتحدث باسم الحكومة الالمانية. وستزور المستشارة الالمانية ايضا ياد فاشيم، النصب التذكاري للمحرقة في القدس.
مواقف المانية متباينة للتعامل مع حماس
تساءل بعض السياسين الالمان ومعلقي الصحف عن أفضل الطرق للتعامل مع حركة حماس. وكان السؤال الذي يطرح نفسه في كل مرة: هل المقاطعة وسيلة فعالة ومبررة للتعامل مع من اختاره الشعب بنسبة تصل الى 60 بالمئة؟ هنا تباينت الآراء والمواقف بين محبذ للحديث مع حماس لاستشعار مواقفها على الأقل، وبين معارض لذلك قبل أن تعدل حماس عن سياساتها ومواقفها السابقة. البعض يرى ضرورة للقيام بعملية جس النبض وعدم رفض الاتصال بحماس بشكل قاطع. هذا الموقف عبرت عنه زعيمة حزب الخضر كلاوديا روت حينما طالبت المستشارة ميركل بضرورة تقديم عرض مشروط للاتصال والتعامل مع الحركة التي "تم اختيارها بشكل ديمقراطي نزيه" على حد قولها. أما فولفغانغ غيرهارد، رئيس كتلة الحزب الليبرالي الديمقراطي في البرلمان، فقد قال في حديث لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" اليوم أن ميركل يجب أن تبين للاسرائيليين بشكل لا يرقى الى الشك "بان المانيا تقف الى جانبها". واضاف غيرهارد أن المستشارة عليها أيضا أن توضح للفلسطسنيين "ان الاستقرار الدائم في المنطقة لا يمكن أن يتأتى الا باعتراف جميع الاطراف الفلسطينية باسرائيل وباستعدادها لسلك طريق التفاوض والحوار فقط."
من جهته أكد خبير الحزب الاشتراكي الديمقراطي للشؤون الخارجية نيلس آنن "أن على ميركل أن تؤكد من جديد على الثوابت الالمانية للسياسة الخارجية الالمانية." وتتمثل هذه الثوابيت حسب الخبير الالماني "في الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وبحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم الى جانب اسرائيل." وأضاف آنن انه من الضروري أن تبعث المستشارة باشارة الى الشعب الفلسطيني مفادها أن المانيا عازمة على مواصلة تقديم الدعم المادي له في حالة توفر الشروط لذلك، وأهما التخلي تماما عن العنف. يذكر أن ميركل ستلتقي يوم الاثنين 30 يناير/ كانون الثاني في رام الله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعتبره ألمانيا شريك برلين في الحوار.
البرنامج النووي الايراني
ومن المتوقع أن تناقش ميركل ايضا البرنامج النووي لايران التي دعا رئيسها محمود احمدي نجاد الى "محو اسرائيل من الخارطة" وشكك علانية في ان يكون ستة ملايين يهودي قتلوا على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وانكار المحرقة جريمة في المانيا يحاكم عليها بالسجن. ونددت ميركل مرارا باحمدي نجاد بسبب تصريحاته المعادية لاسرائيل. وتعتبر اسرائيل البرنامج النووي الايراني "تهديد لوجودها" ولمحت الى انها قد تقوم بعمل عسكري لمنع ايران من اقتناء قنبلة. وكان حاخام اسرائيل رئيس المؤتمر اليهودي العالمي سينجر قد التقى مع ميركل في برلين الاسبوع الماضي وحثها على توضيح ان المانيا لن تتسامح ازاء ايران المزودة بأسلحة نووية.
اولمرت يطالب حماس بالغاء ميثاقها
من ناحيته طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت اليوم الاحد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالغاء ميثاقها الذي تدعو فيه الى تدمير اسرائيل. وقال اولمرت في بداية الاجتماع الاسبوعي للحكومة، في تصريحات اوردتها الاذاعة الاسرائيلية "نطالب حماس بالغاء ميثاقها والاعتراف بحق اسرائيل في العيش في حدود آمنة ومعترف بها وبكل الاتفاقات والتفاهمات الموقعة والالتزامات التي قطعتها السلطة الفلسطينية". واضاف "لا نساوم بشأن هذه المطالب والمسؤولون الدوليون الذين تحادثت معهم يوافقوننا الرأي". وقال الوزير من دون حقيبة تساحي هانغبي من جهته ان "المواقف من الجانب الفلسطيني مقلقة وتعيد الفلسطينيين عشرات السنين الى الوراء عندما كانوا معزولين على الساحة الدولية". واضاف ان اسرائيل في هذه المرحلة "يجب ان تتوخى الحذر وان تعتمد ضبط النفس. واوضح بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في القدس ان "حماس شأنها في ذلك شأن المنظمات الارهابية الاخرى يجب ان تنزع اسلحتها وان تلغي ميثاقها الذي يدعو الى تدمير اسرائيل وان تقبل كل الاتفاقات التي وقعتها السلطة الوطنية الفلسطينية".
دويتشه فيله + وكالات