ميركل "الهادئة" في مواجهة خصمها "حاد الطباع"
٢ سبتمبر ٢٠١٧تواجه أنغيلا ميركل هادئة الأعصاب، خصمها حاد الطباع مارتن شولتس، الأحد في مناظرة تلفزيونية ستشهد صدام شخصيتين وستشكل الفرصة الأخيرة للاشتراكي الديمقراطي قبل الانتخابات. وعنونت صحيفة هاندلسبلات هذا الأسبوع معلقة على رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إنها "فرصته الأخيرة" لقلب التوجه السلبي قبل انتخابات 24 أيلول/سبتمبر.
ويبقي المحافظون بزعامة المستشارة على تقدم 15 نقطة في مختلف استطلاعات الرأي على الاشتراكيين الديمقراطيين، وتشير جميع التوقعات إلى فوز ميركل بولاية رابعة، لتحقق بذلك رقما قياسيا من حيث مدة بقائها في السلطة في ألمانيا ما بعد الحرب، فيما لو أكملت ولايتها القادمة حتى النهاية.
مناظرة الغد، التي ستستمر ساعة ونصف وتنقلها الشبكات التلفزيونية الأربع الكبرى، ستكون الوحيدة خلال الحملة الانتخابية، ومن المتوقع أن يتابعها ما لا يقل عن عشرين مليون مشاهد، أي ثلث الناخبين.
وفي مواجهة أنغيلا ميركل (63 عاما)، ابنة القس البروتستانتي في ألمانيا الشرقية سابقا، والعقلانية إلى أقصى الحدود التي تزن كلامها على الدوام بأدق ما يكون، يبدو سياق التلفزيون مواتيا أكثر لرئيس البرلمان الأوروبي السابق المعروف بطلاقته في الكلام والذي يصغرها سنتين. فهو المولود في ألمانيا الغربية الكاثوليكية، يعرف عن نفسه بأنه "رجل الشعب" وهو يبدي حرارة وحفاوة ويحرص على التذكير دائما بأنه مدمن كحول سابق أقلع عن إدمانه وبأنه بدأ حياته المهنية كبائع كتب.
من جهتها أعربت نقابة الصحافيين الألمان عن "دهشتها" إذ لاحظت أن ميركل "تريد بوضوح أن تملي على الشبكات التلفزيونية كيفية إدارة المناظرة التلفزيونية". وأقر رئيس تحرير شبكة "زد دي إف" بأن المستشارة هددت بعدم المشاركة إذا ما رفضت شروطها.
ولا يمكن أن يكون الاختلاف أوضح بين المرشحين على صعيد الأسلوب كما على صعيد الموقع في الحملة الانتخابية. وهو ما أبرزته الأسبوعية "دي تسايت" في رسمين نشرا بحجم عريض، تظهر في إحديهما أنغيلا ميركل باسمة الوجه في شخص الملكة الأبدية الواثقة من نفسها، جالسة على عرش يحمل شعار النسر الالماني. بجانبها، يظهر مارتن شولتس وجهه محتقن ويتصبب عرقا، وهو يرتدي بدلة عمّال ويجهد لنشر مقعد منافسته.
وباتت المستشارة معتادة على مواجهة المنافسة والمعارضة، وهي تبقى متمسكة باستراتيجيتها القاضية بالحفاظ على هدوئها في وجه المصاعب والتركيز على حصيلتها منذ وصولها إلى السلطة عام 2005، مع تحقيق نسبة بطالة متدنية تاريخية في ألمانيا. وبعدما شكلت خطرا عليها إثر تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد في 2015 و2016، تراجعت مسألة الهجرة إلى المرتبة الثانية بين اهتمامات الناخبين.
ا.ف/ ف.ي (أ.ف.ب)