الناتو ينشر سفناً قرب ليبيا ..وواشنطن قلقة من أسلحة كيماوية
١٠ مارس ٢٠١١عادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الخميس (العاشر من مارس / آذار 2011) وأكدت ضرورة بلورة توافق دولي فيما يتعلق بالخطوات المقبلة التي يتعين اتخاذها بشأن الأزمة الليبية. وقالت كلينتون أمام لجنة بالكونجرس "في غياب تفويض دولي فإن تحرك الولايات المتحدة بمفردها سيؤدي إلى وضع لا يمكن التكهن بعواقبه". وأضافت إن الولايات المتحدة مازالت قلقة تجاه الأسلحة الكيماوية المفترض أنها لا تزال في يد العقيد الليبي معمر القذافي. من جهة أخرى أكدت كلينتون أن بلادها تبحث خطوات لإغلاق السفارة الليبية في واشنطن. كما أعلنت أنها ستلتقي المعارضة الليبية خلال زيارتها إلى مصر وتونس الأسبوع المقبل.
حلف الأطلسي يعيد تمركز سفنه قرب ليبيا
وفي سياق متصل قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن اليوم إن الحلف يعتزم تحريك مزيد من السفن إلى البحر المتوسط، إلا أنه حذر من أن فرض منطقة حظر طيران محتملة تحتاج إلى مزيد من التخطيط "في حالة تلقى حلف شمال الأطلسي لتفويض واضح من الأمم المتحدة" على حد تعبيره. وأضاف راسموسن أن هناك خطر في أن تصبح ليبيا بلدا منقسما وملاذا للإرهابيين.
من ناحيته قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس اليوم إن أعضاء حلف شمال الأطلسي اتفقوا على مواصلة التخطيط لكافة الخيارات العسكرية بشأن ليبيا. وأضاف جيتس أن الحلف وافق على إعادة تمركز سفنه لتصبح أكثر قربا من ليبيا لكنه لن يزيد عدد السفن في البحر المتوسط. وابلغ جيتس الصحفيين بعد اجتماع للحلف "في اعتقادي أننا لا نتحدث في الواقع كثيرا بشأن زيادة عدد السفن لكن بشان إعادة تمركز السفن الموجودة بالفعل في المنطقة (لتكون أقرب إلى ليبيا)."
الاتحاد الأوروبي يضيق الخناق ضد القذافي
وشدد الاتحاد الأوروبي اليوم من العقوبات التي يفرضها على نظام القذافي، واستهدف الاتحاد ما أسماه "خمسة كيانات مالية أساسية"، وهي إجراءات تضاف إلى حزمة العقوبات التي أقرت نهاية الشهر الماضي ضد كبار المسؤولين الليبيين. وجاء تبني هذه العقوبات عقب اتفاق توصل إليه الثلاثاء خبراء 27 حكومة أوروبية لفرض عقوبات على البنك المركزي الليبي والهيئة الليبية للاستثمار.
وجاء في بيان لرئاسة الاتحاد الأوروبي أن مجلس الاتحاد "قرر توسيع قيوده لتشمل خمسة كيانات مالية وإضافة اسم إلى لائحة الأشخاص الذين فرضت عليهم حتى الآن قيود مشددة". ويتعلق الأمر برجل الإعمال الليبي مصطفى زرتي، وبذلك يصل عدد الأشخاص المستهدفين بالعقوبات الأوروبية إلى سبعة وعشرين.
وفي سياق متصل أصبحت فرنسا الدولة الأولى في العالم التي اعترفت رسميا بالمعارضة الليبية وأعلنت إرسال سفير لها خلال الأيام القليلة المقبلة إلى بنغازي. إلا أن برلين شككت في شرعية الخطوة الفرنسية. وقال سكرتير الدولة الألماني للشؤون الخارجية فيرنو هوير "اعتبر أن الوضع ما زال ملتبسا جدا للبت في ما يجب أن نفعله". وأضاف "حتى إذا فقدت الحكومة الحالية مصداقيتها، فبنية الحكومة الانتقالية ليست واضحة حتى الآن".
نجل القذافي مهدداً "لن نستسلم أبداً"
وفيما تستمر المعارك على الأرض بين الثوار وكتائب القذافي، قال سيف الإسلام القذافي الخميس أن ليبيا تعد لتحرك عسكري شامل لسحق التمرد ولن تستسلم حتى لو تدخلت القوى الغربية في الصراع. وأضاف لرويترز في مقابلة "حان وقت التحرير. حان وقت التحرك. نحن نتحرك الآن." ولدى سؤاله عما إذا كانت الحكومة تعد لتصعيد حملتها العسكرية رد قائلا "فات الوقت الآن. حان وقت التحرك... أعطيناهم أسبوعين (للتفاوض)." وتابع "لن نستسلم أبدا. لن نستسلم أبدا. هذا بلدنا. نحن نحارب هنا في ليبيا.. الشعب الليبي ونحن لن نرحب أبدا بحلف شمال الأطلسي.. لن نرحب ابدا بالأمريكيين هنا."
من جانبهم تعهد الثوار تعهدت المعارضة المسلحة في ليبيا، التي شجعها اعتراف فرنسا بمجلسها الوطني الانتقالي في بنغازي كممثل للشعب الليبي اليوم الخميس، بمواصلة القتال ضد حكم القذافي حتى دون منطقة حظر جوي. وناشدت قيادات المعارضة ومقاتلون يحاربون قوات القذافي المدعومة بالدبابات والطائرات على الخطوط الأمامية واشنطن وحلفاءها فرض منطقة حظر جوي لشل قدرات سلاح الجو الليبي.
(ح.ز/ أ.ف.ب / رويترز/ د.ب.أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي