الناشط المصري علاء عبد الفتاح يصعّد من إضرابه عن الطعام
١٨ أغسطس ٢٠٢٢قالت شقيقة الناشط المصري البريطاني المسجون علاء عبد الفتاح إنه صعّد إضرابا عن الطعام بدأه قبل نحو خمسة أشهر وقلل الكم الهزيل من المأكولات التي كان يتناولها، وذلك في إطار حملته للاحتجاج على حبسه.
وكان عبد الفتاح صوتا قياديا خلال ثورة 2011التي أنهت حكم الرئيس الراحل حسني مبارك الذي استمر 30 عاما، وتقول جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان إن قضيته تظهر كيف تقدّم دول غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة مصالحها الوطنية على الدفاع عن الحريات.
وقالت شقيقته سناء سيف لرويترز بعد زيارتها له إن أخاها، وهو أبرز المعارضين في مصر، كان يتناول في الأسبوع قطعة طعام واحدة تحتوي على الألياف، ثمرة تفاح أو خيار، بالإضافة إلى 100 سعر حراري فقط من السوائل ليتمكن من البقاء على قيد الحياة. وأضافت "أثناء الزيارة كان واقف يستند بجسمه على الحاجز الزجاجي، شكله واحد بيعافر بس متماسك".
ونقل موقع "شبكة رصد" عنها تأكيدها بعد الزيارة أنّ حالته الصحية متدهورة نتيجة الإضراب عن الطعام. كما لمحت لعودته للإضراب الكامل للمطالبة بتحقيق مطالبه.
وفي يونيو/حزيران، أعربت والدته ليلى سويف عن قلقها من احتمال تدهور صحة ابنها بوتيرة سريعة. وبدأ عبد الفتاح إضرابه عن الطعام في الثاني من أبريل/نيسان احتجاجا على ظروف اعتقاله وسجنه.
وحكم عليه في ديسمبر/كانون الأول بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة، بعدما شارك في إعادة نشر تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة سجين. وهو يقر بإعادة نشر التدوينة لكنه يصر على أن الحكم الصادر عليه جائر.
ولم يرد مسؤولون مصريون على اتصالات هاتفية من رويترز للتعليق على قضيته، لكنهم يقولون إنه يتسلم وجبات الطعام وتم نقله هذا العام إلى سجن ظروفه أفضل.
وفي مواجهة الانتقادات الأجنبية، دافعت الحكومة المصرية عن الأحكام القضائية بما فيها ذلك الصادر على عبد الفتاح. ولا يتوقع عبد الفتاح أو أحد من أفراد أسرته إطلاق سراحه قريبا حسبما تقول أخته التي أردفت "احنا عارفين إن موضوع علاء بقى قضية معروفة عند حكومات، لكن فيه أمر محبط طبعا.. إننا بنقوم بدورنا لكن النتائج مش بتحصل، وده معناه إن الحكومات والسياسيين لا يقومون هم بدورهم إطلاقا".
ويقول بعض المنتقدين أيضا إن الولايات المتحدة، وهي مصدر رئيسي للأسلحة والمساعدات العسكرية لمصر، يجب أن تعلّق تلك المساعدات بسبب سجل مصر الحقوقي. وامتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق.
واتهمت جماعات معنية بحقوق الإنسان، من بينها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي بارتكاب انتهاكات واسعة، من تعذيب إلى إخفاء قسري إلى احتجاز عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين.
وينفي السيسي وجود سجناء سياسيين في مصر ويقول إن الاستقرار والأمن لهما أهمية قصوى وإن السلطات تعمل على تعزيز الحقوق من خلال محاولة تلبية الاحتياجات الأساسية مثل توفير فرص العمل والسكن.
ويقول بعض المحللين إن القوى الغربية تعزف عن اتخاذ تحرك جاد إزاء حليف استراتيجي عمل وسيطا في قضايا طويلة الأمد مثل الصراع العربي الإسرائيلي، ويسيطر كذلك على قناة السويس، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
ف.ي/أ.ح (رويترز)