النزاعات والديون في بؤرة اهتمام قمة الاتحاد الإفريقي
واصل رؤساء حكومات ودول القارة الإفريقية اليوم الاثنين التوافد على مدينة سرت الليبية للمشاركة في القمة العادية الخامسة لدول الاتحاد الإفريقي التي تنطلق اليوم الاثنين وتستمر يومين. ووفقا لمصادر الجهات المنظمة للقمة التي تنعقد بحضور خمسين رئيسا، فإن ملفات ديون الدول الأكثر فقرا والنزاعات وتمثيل القارة الإفريقية في مجلس الأمن الدولي ستتصدر أعمال القمة. ويشارك في أعمال القمة إضافة إلى زعماء الدول الإفريقية كل من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون من الدول المرشحة للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وهي ألمانيا والهند واليابان والبرازيل وكذلك عدد من المراقبين من المنظمات الدولية والإقليمية. تجدر الإشارة إلى أن عقد قمة الاتحاد الإفريقي تأتي قبيل تنظيم قمة مجموعة الثماني يومي الأربعاء والخميس في اسكتلندا. وتقول مصادر قمة الثماني إن المشاورات فيها ستركز على مواضيع أفريقية على رأسها إعفاء الدول الأكثر فقرا من ديونها وإزالة العوائق على طريق وصول المنتجات الإفريقية إلى الأسواق العالمية. أما بخصوص النزاعات المسلحة التي تشهدها القارة الإفريقية وخاصة إقليم دارفور السوداني، فإن وفود الدول المشاركة ستناقش هذه النزاعات في محاولة منها توجيه رسالة واضحة إلى الأطراف المتنازعة.
40 نزاعا مسلحا في 2004
سجلت القارة الإفريقية في العام الماضي لوحده 40 نزاعا مسلحا اعتبر المراقبون 13 منها عنيفة. وفي حين يعتبر معهد بحوث النزاعات الدولية (HIIK) الذي يتخذ من مدينة هايدلبيرغ الألمانية مقرا له نزاعين من النزاعات الـ 13 حروبا، يتحدث معهد (AKUF) عن خمس حروب. ومن أبرز هذه النزاعات المسلحة هو الصراع الذي يشهده إقليم دارفور السوداني.
إلى ذلك، جاء عقد القمة الإفريقية بعد إفادة مصادر إعلامية أن الأطراف السودانية المتفاوضة في أبوجا وهي حكومة الخرطوم من جهة وحركتا التمرد في دارفور من جهة أخرى اقتربت من التوقيع على إعلان مبادئ لإحلال السلام في الإقليم السوداني. وذكرت المصادر أن المفاوضات التي يترأسها سليم أحمد سليم المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي سجلت تقدما ملحوظا وأن الوساطة الإفريقية ستحظى بدعم كامل من الشركاء الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
... دارفور أبرزها
في غضون ذلك، ناشدت منظمات دولية وإقليمية قمة الاتحاد الإفريقي بوضع ملف النزاع في دارفور على سلم أولويات أعمالها وبذل الجهود اللازمة لحماية المدنيين والتوصل إلى حل للنزاع. وأصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش بيانا حصل موقعنا على نسخة طالبت فيه منظمة حقوق الإنسان رؤساء وحكومات الدول الإفريقية المشاركة في قمة سرت بالتركيز على النزاع في إقليم دارفور الذي مزقته الحروب. وطالبت جورجيت غانيون نائبة مدير قسم إفريقيا في المنظمة الاتحاد الإفريقي بنشر مزيد من القوات في الإقليم من أجل حماية المدنيين ووضع حد للتطهير العرقي الذي يشهده الإقليم السوداني. يشار إلى أن المرحلة الثانية من نشر قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور قد بدأت وإلى أن عدد هذه القوات سيزداد عددها من 2700 جنديا إلى 7700 في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل. وطالبت المنظمة الاتحاد الإفريقي بالعمل على ضمان سرعة نشر قواته في المزيد من القرى والبلديات الصغيرة في الإقليم السوداني.
إصلاح الأمم المتحدة
أما بخصوص ملف إصلاحات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فقد أعلنت مصادر قمة الاتحاد الإفريقي عن أن الوفود ستؤكد على الاتفاقات الرامية إلى منح مقعدين دائمين وخمسة مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن لدول إفريقية. وفي اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الإفريقي الذي نظم الجمعة والسبت الماضيين، أكد المسؤولون على التزامهم بإنجاح الموقف الإفريقي المشترك حول الإصلاحات في مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس أمنها. كما أعرب وزراء الخارجية عن قناعتهم بضرورة تعزيز دور الجمعية العامة ليتسنى لها لعب دور أكبر على صعيد اتخاذ القرارات. تجدر الإشارة إلى أن مسألة إجراء إصلاحات في مجلس الأمن الدولي مثيرة للجدل، ففي حين تؤيد دول مرشحة للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن مثل ألمانيا والبرازيل والهند زيادة عدد أعضاء المجلس إلى 11 عضوا، تكتفي الولايات المتحدة بترشيح اليابان كعضو سادس في مجلس الأمن.